فلسطين أون لاين

​الفتى غيث .. شهيد لبى نداء الأقصى فارتقى قبل الوصول إليه

...
صورة أرشيفية
الخليل-غزة/ خضر عبد العال:

بهمة ونشاط، تجهز الفتى عبد الله لؤي غيث (16 عامًا) من مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة، منذ الصباح الباكر عاقدا العزم لشد الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك بمدينة القدس المحتلة.

واستجاب غيث لنداءات فلسطينية لشد الرحال إلى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، بتحشيد أكبر تواجد في المسجد الأقصى وإغاظة سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تعرقل وصول الفلسطينيين للمسجد المبارك.

وأثناء محاولته عبور جدار الفصل العنصري شمال مدينة بيت لحم في طريقه للمسجد الأقصى، أطلق عليه جنود الاحتلال النار، فأصيب برصاصة في صدره اخترقت رئتيه وقلبه، ارتقا على إثرها شهيدًا، حسب إعلان وزارة الصحة الفلسطينية.

والد الشهيد، الأسير المحرر لؤي غيث (45 عامًا) وأثناء لحظات وداع نجله يقول: "لسه مش مكمّل اللقمة في تمّك يابا" كنايةً عن صغر سنه، ثم رفع رأسه ودعا له بالرحمة والصبر على فراقه.

واضاف الوالد المكلوم: "16 سنة ربيّته وعلمّته، علشان يجي جندي ابن حرام يطخه بلحظة وحدة، ويحطله الرصاصة في قلبه".

وتساءل الوالد عن ماهية الخطر الذي شكله طفله لجنود الاحتلال حتى يطلقوا عليه النار، مشيرا إلى أن نجله حثه منذ الصباح على ضرورة الذهاب إلى الأقصى، والصلاة فيه.

ومشيدا بمناقبه، تابع: "عبد الله معروف منذ طفولته قديش متمسك بهذه الأرض وترابها، كان حُبّه يروح يصلي في الاقصى ويحيي ليلة القدر هناك .. المولى أكرمني بشهادة ابني وهو صائم وهو متمسك بأرضه ووطنه وثوابته وفي مقدمتها الأقصى".

وأكد غيث أن دماء نجله فداء للقدس والمسجد الأقصى، وأن شهادته تدعو الكل الفلسطيني للتمسك بالثوابت وتوجيه البوصلة نحو القدس فقط، وترك الخلافات الداخلية، خصوصًا في ظل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.

واستدرك: "ابني مش أول شهيد ولا آخر شهيد، وسنبقى متمسكين بتراب هذه الأرض، والأرض لنا نفديها بأرواحنا وأولادنا".

ونشر محمد غيث ابن عم الشهيد، صورة الشهيد وهو يحاول "ابعاد اليد الحقيرة التي امتدت على أمه من عناصر أمن السلطة في مسيرة الخليل قبل عام حيث قاموا بعدها بضربه بقسوة واختطافه".

وشيّع أهالي مدينة الخليل، أمس، جثمان الشهيد عبد الله من مسجد الحسين إلى مقبرة الشهداء. وعلت أصوات المشيعين بهتافات ثورية تدلل على مكان وحب القدس والمسجد الأقصى: "بالروح بالدم نفديك يا أقصى.. بالروح بالدم نفديك يا قدس"، "سمّع سمّع كل الناس.. الأقصى هو الأساس".