قائمة الموقع

عملية القدس توقد "انتفاضة السكاكين" مجددًا بين أزقتها

2019-06-01T07:14:29+03:00
صورة أرشيفية

لا تزال العمليات الفدائية الفردية التي ينفذها الشباب الثائر في الأراضي الفلسطينية المحتلة، سيما في مدينة القدس المحتلة ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي، تمضي بخطى واثقة وعزيمة ثابتة، متحديةً الاحتلال وإجراءاته العسكرية والمشددة بحق الفلسطينيين.

ورغم كل الإجراءات الأمنية والاحتياطات العسكرية، والتنسيق الأمني بين أمن السلطة والاحتلال في الضفة المحتلة، فقد نجح فلسطينيون بتنفيذ أعمال مقاومة، كان آخرها، أمس، عندما أصيب مستوطنان اثنان في عملية طعن قرب باب العامود في مدينة القدس المحتلة، واستشهاد المنفذ.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية أن الشهيد هو يوسف وجيه سحويل (18 عامًا) من قرية عبوين بمدينة رام الله.

وأعادت مشاهد عملية سحويل إلى أذهان الفلسطينيين بدايات انتفاضة القدس وثورة السكاكين التي اندلعت مطلع أكتوبر / تشرين أول 2015م، وأرهقت الاحتلال بالعمليات الفردية والمزدوجة.

ومنذ بداية العام تمكن الشباب الثائر من قتل ثلاث إسرائيليين، فيما بلغت حصيلة القتلى الإسرائيليين العام المنصرم 14 قتيلا، ومثلهم في العامين 2017،2016، أما في العام 2015 الذي يعد شرارة العمليات الفردية فقد شهد مقتل 25 إسرائيليًا.

عمليات مستمرة

وأكد الباحث السياسي في الشأن الإسرائيلي محمد حمادة، أن عملية القدس لها دلالات كبيرة، أبرزها التأكيد على أن كل محاولات اللهث خلف "صفقة القرن" والتطبيع مع الاحتلال لن تغير الوقائع على الأرض، فالشعب يرفض الاحتلال وسيستمر في عمليات المقاومة.

وقال حمادة لصحيفة "فلسطين": "في هذا اليوم بالذات، يوم القدس العالمي، يأتي هذا الفتى بعملية بطولية، يُذكر الأمة قاطبةً، بأنه إذا كنتم مجتمعين في قمة مكة ولم تتذكروا القدس ونسيتم أن العدو الأول هو الاحتلال، فهذه العملية تأكيد أن المسار الثابت لن يتغير بأن القدس عاصمتنا وأن عدونا الأول هو الاحتلال".

وأوضح أن محاولات تنفيذ العمليات في الضفة الغربية والقدس المحتلتين ليست عابرة، إنما هي حالة ثابتة في الضفة المحتلة، مضيفا: "لكن الذي يحصل هو أن قبضة التنسيق الأمني مع الاحتلال هي التي تحبط في كل يوم محاولات لتنفيذ عمليات فدائية".

وتابع: "لو يرفع التنسيق الأمني يده عن المقاومة لشهدنا أكبر من هذه العملية، حيث إن الشبان والفتية هناك مستعدون لتنفيذ عمليات أكبر من عمليات الطعن، ولكن عندما يضيق عليهم في كل مجال، يضطرون لاستخدام أي وسيلة لمقاومة هذا المحتل".

ورأى الباحث السياسي أن الاحتلال سيمضي في سياسته نحو تطبيق محاولات التهويد وفرض وقائع جديدة على الأرض، وسيفرض مزيدًا من التضييق على المقدسيين وأهالي الضفة الغربية.

وفي السياق، قالت حركة المقاومة الإسلامية، حماس، إن المسجد الأقصى المبارك عنوان شعبنا وخطه الأحمر، الذي يهب لأجله كبارنا وصغارنا، رجالنا ونساؤنا، أرواحهم فداء له.

ونعت حماس، في بيان، أمس، الشهيد عبد الله لؤي غيث (16 عاما) من مدينة الخليل، والذي ارتقى برصاص الاحتلال أثناء محاولته الوصول إلى المسجد الأقصى، وباركت عملية الطعن في مدينة القدس التي أسفرت عن اصابة مستوطنين بجراح مختلفة.

وعدت العملية الفدائية دليلا واضحا على تمسك شعبنا بخيار المقاومة، والرد على جرائمه المستمرة في المسجد الأقصى والقدس وأنحاء الضفة.

وأضافت: المسجد الأقصى هو عنوان شعبنا وخطه الأحمر، الذي يهب لأجله كبارنا وصغارنا، رجالنا ونساؤنا، فكانت ساحاته عامرة بالمصلين تأكيدا على هويته الإسلامية، وكسرا لكل إجراءات الاحتلال الأمنية التي تهدف لتهويده.

وأكدت حماس أن المعركة مع الاحتلال في ساحات الأقصى مستمرة حتى تطهيره من دنس الاحتلال، فشعبنا يثبت المرة تلو الأخرى عدم استكانته للاحتلال، وتحديه المتواصل لغطرسته واعتداءاته، وأنه لا محالة سينتزع حقوقه على أرضه من خلال تمسكه بها وإصراره على المقاومة.

كما باركت حركة الأحرار عملية الطعن الفدائية في القدس، وعدتها رسالة للعالم أجمع بأن شعبنا رغم المؤامرات لن يقبل بقاء الاحتلال أو أي سيادة له على القدس والأقصى.

وقالت الأحرار، في بيان، أمس، إن العملية الفدائية تأتي تزامنا مع يوم القدس العالمي، لتصوب أنظار العالم نحو فلسطين وخاصة القدس التي تواجه مخاطر عديدة.
ودعت جماهير شعبنا إلى المزيد من العمليات الفدائية؛ للجم الاحتلال عن جرائمه بحق الأرض والمقدسات.

اخبار ذات صلة