فلسطين أون لاين

​رغم الرسالة التي تضمن الحذف سُرِقت لقطات "ديانا"..

"سناب شات" وصور "البنات".. لكل "تطبيقٍ" ثغرة!

...
غزة - خاص / فلسطين أون لاين

بسرعة البرق اخترقت حياة المستخدمين تطبيقات المراسلة الفورية كـ "واتس أب" و"سناب شات"، فطغت على استخدامهم وسائل التواصل الاجتماعي الأولى "فيس بوك" و"تويتر" ولما أضحى لهذه التطبيقات وزناً في حياة الفئة العمرية ما بين 15 عاماً إلى 35 عاما، صار من المهم أن نقف لحظةً لنسأل "في ماذا استثمر شبابنا هذه التكنلوجيا داخل قطاع غزة"؟

قصة الفتاة "ديانا" مثالٌ مصغر عن قصص كثيرة شبيهة، راح ضحيتها شبابٌ طائشون سبحوا مع التيار دون أن يفكروا للحظة "في أن مستخدم التكنولوجيا الجديدة" عليه أن يكون حذراً جداً سيما داخل مجتمعاتنا المحافظة.. "سناب شات" تطبيقٌ حمّلته ابنة التسعة عشر عاماً على جوالها وقبل أن ندخل في التفاصيل، سنتطرق إلى تعريف "ويكيبيديا" له..

وهو بحسب الموسوعة الحرة تطبيق رسائل مصورة يُمكّن المستخدمين من التقاط الصور، وتسجيل الفيديو، وإضافة نصوص ورسومات، وإرسالها إلى قائمة التحكم من المتلقين.

وتعرف تلك الصور ومقاطع الفيديو المرسلة على أنها "لقطات" يعين المستخدمون مهلة زمنية لعرضها تتراوح بين ثانية واحدة و10 ثوانٍ، لتختفي بعدها من الجهاز الذي استلم صاحبه اللقطة.. وهذا سهّل لدى الكثيرين من الشباب "مشاركة تفاصيل حياتهم الشخصية الدقيقة مع الآخرين أولاً بأول، مع ضمان أن التطبيق يحذف الصورة أو الفيديو بعد المدة المحددة مباشرة من الجهاز المستلم والخوادم الخاصة بسناب شات أيضاً".

نعود إلى "ديانا"، تلك الفتاة التي غادرت إلى "حنة ابنة عمتها" قبل شهر، أغرتها رسالة ذلك التطبيق التي تقول :"اعرض رسالتك وبعد ذلك ستختفي إلى الأبد"، فصوّرت أكثر من مقطع فيديو لها بفستانها القصير وهي تتراقص على أنغام الموسيقى والأغنيات الصاخبة، ثم بدأت ترسلها أولاً بأول إلى صديقاتها.. مرّت أشهر، وإذا بتلك المقاطع ترسل إلى "ديانا" الجميلة من حسابٍ لا تعرف صاحبه! حاول أن يبتزّها، وأخبرها أن تلك المقاطع سوف تنتشر كما النار في الهشيم إذا لم تستجب إلى ما يطلبه منها لتبدأ الفتاة في دوامةٍ لا نهاية لها أبداً.. كيف حدث ذلك؟ كيف بقيت تلك التسجيلات لدى من أرسلت إليهن إياها؟ لا أحد يدري.. كل ما فعلته أنها طفقت تتصل بهن واحدةً واحدة فأكدن لها أنهن لسن مصدر الفيديو حتى تسلسلت الخيوط فظهر أن جوال إحداهن كان أخوها يعبث به دائماً –وكان فلتة في تكنولوجيا الهواتف المحمولة- فحمّل العديد من التطبيقات المضادة، التي استطاعت حفظ نسخ احتياطية عن كل ما يتم إرساله إلى جهازها، ونقل ما عليه فوراً إلى جهازه... وهكذا بدأت المصيبة.

"ديانا" لم تتخيل أبداً أن هذا قد يحدث، لكنها تشعر بالحسرة كلما تذكرت تلك الحقبة من حياتها حتى تمكن أخوها من حل المعضلة.. هي اليوم لا تثق بأي تطبيق، وحتى باتت ترفض أن تصور في جوالها صوراً لنفسها بالحجاب.. بل صارت تقرأ عن أي تطبيقٍ بشكل تفصيلي قبل أن تقرر تحميله، بينما نظفت جوالها من كل تطبيقات التواصل والمراسلات خشية معاودة الكرة من جديد..

هل ما يشاركه الشخص مع الآخرين عبر سناب شات سيختفي بعد عرضه مباشره؟ انتفت الإجابة "نعم" عن هذا السؤال منذ العام 2014م حيث انتشر أن العديد من عمليات الاختراق والتسريب للصور عبر ذلك التطبيق حدثت.. وبغضّ النظر عن اختفاء الصور أم لا؛ فإنه يتوجب على المستخدمين الحذر عند تبادل صور أو لقطات قد تحمل جانباً من خصوصيات حياتهم التي يحرصون على الحفاظ عليها..

ملءٌ للفراغ..

تقول المستشارة الأسرية ليلى أبو عيشة :"خاصية سناب شات التي تتيح للمستخدم عرض رسالته ومن ثم اختفاءها بعد مدة يحددها بنفسه قد تشجع الكثير من الشباب والمراهقين على إرسال محتويات منافية للأخلاق والدين، وهو الأمر الذي قد لا يكتشفه آباؤهم بسهولة سيما أولئك الذين لا يمتلكون الوعي الكافي بتطبيقات التواصل والثقافة الإلكترونية".

وتضيف :"بعض الشباب من العاطلين عن العمل والمراهقين الذين يهربون من المدرسة، يعدون مثل تلك التطبيقات متنفساً لوقتهم وملأً لفراغهم القاتل، وهذا قد يقود إلى الكثير من "أفخاخ" الابتزاز"، في إشارةٍ منها إلى القضايا التي تصل مخافر الشرطة يومياً بسبب ابتزاز أشخاص مجهولين لفتيات ونساء متزوجات وتهديدهن بنشر صورهن التي سرقت إما من هواتفهن الشخصية، او عن طريق الاختراقات المختلفة، أو عبر صديقات تم إرسال الصور واللقطات إليهن، "وبعضهن استجبن خوفاً من معرفة الأهل أو نشر عرضهن عبر مواقع الإنترنت "الفضيحة".

ودعت الفتيات إلى الحرص من تناقل المعلومات والصور الخاصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو تطبيقات المراسلات، ناهيك عن ضرورة عدم قبول الصداقات "المجهولة"، واللجوء إلى الجهات المختصة في حين التعرض إلى أي إشكاليةٍ مشابهة، ملفتةً إلى أهمية رقابة الأهل على استخدام أبنائهم لوسائل التكنولوجيا الحديثة التي جعلت من العالم قريةً صغيرة، ورفع وعيهم للانتباه إلى المتربصين لإفساد المجتمع.

وقالت :"على مستخدم التقنيات الحديثة، الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية، والحواسيب الشخصية، أن ينتبه حتى لبعض الروابط المشبوهة التي قد يكون الضغط عليها بمثابة ممر للمخترق من أجل الاطلاع على محتويات الجهاز والتحكم فيها وسرقتها"، معقبةً :"معرفة الشخص بدينه ما له فيه وما عليه، حقوقه وواجباته بالنسبة لأسرته وسمعتها هو المحرك الأساسي لتصرفاته ومستقبله".

وتساءلت :"ما الذي قد يدفع الفتاة إلى إرسال صورها إلى صديقاتها وهي في أبهى حلة، بملابس مكشوفة مثلاً أو ماكياج كامل؟ لا أجد إجابة سوى أنها تريد أن تريهم أنها أجمل منهم مثلاً أو أن ترسم صورةً ذهنية لنفسها لديهن غير تلك التي يرونها عليها يومياً سيما لو كانت من المحجبات –تبعاً للتقاليد وليس الدين- وهذا كله ينم عن عقدة نقص تعيشها الفتاة داخل بيتها تريد أن تعوضها بالقول لمن يعنيها أن يعرفوا ذلك عنها :"أنا أيضاً جميلة"".