قائمة الموقع

"الزهارنة" قطع راتبه وتراكم الإيجار فكان مصيره وعائلته الشارع

2019-05-27T10:54:32+03:00

في العراء نصب طلعت الزهارنة خيمته من أغطية مهترئة، بعد أن طرد من البيت الذي كان يستأجره، ولم يستطع دفع الإيجار حتى تراكمت عليه الأقساط منذ عشرة شهور.

والخيمة التي لجأ إليها الزهارنة وأسرته تفتقد أبسط مقومات الحياة وسبل العيش الكريم.

يبيت الزهارنة ليالي الربيع على الرمل مع أبنائه الستة وزوجته في أرض السرايا وسط مدينة غزة، يصومون أيام الشهر الفضيل في بعض الأحيان بلا وجبة فطور ولا سحور حتى يجود أهل الخير عليهم بـ"كوبون" مواد غذائية أو وجبة طعام جاهزة.

الزهارنة (47 عامًا) أسير محرر قضى سبع سنوات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، قطع راتبه منذ ثلاث سنوات بحجة انتمائه لتيار الإصلاح الديمقراطي، يقول: "بسبب قطع راتبي، وتوقف عملي في الحجر القدسي نتيجة الأزمات الاقتصادية التي تعصف بقطاع غزة، لم أستطع دفع الإيجار، ووصلت الديون إلى 5 آلاف شيكل".

ويتابع الزهارنة لـ"فلسطين": "في العام الماضي طردت من البيت وبت في خيمة في أرض السرايا، حتى تبرع أحد أقربائي لي بالجلوس في بيت له مكون من غرفة وصالون، وحتى لا أثقل عليه أكثر من ذلك بسبب طول المدة واستمرار انقطاع راتبي؛ اتخذت قرار العودة والمبيت في السرايا حتى يعود لي راتبي".

يشير الزهارنة إلى أنه باع كل أثاث بيته حتى يسدد ديونه، وتوقف عن إرسال أطفاله إلى المدارس بسبب عدم استطاعته توفير مصروف يومي لهم، فضلًا عن الزي المدرسي والمستلزمات الأخرى.

ويعبر بنظرة أسى عن الوضع الذي آل إليه، قائلًا: "نحن والأموات واحد، جسد متحرك ولكن في دواخلنا ميتون".

ويعاني الزهارنة مرضًا نفسيًّا، إضافة إلى أنه مريض كلى، ويتناول أدوية، وفي بعض الأحيان لا يفطر ولا يتسحر، ما يزيد وضعه الصحي سوءًا.

ويلفت إلى أنه للحصول على بعض المساعدات توجه إلى بعض الجمعيات الخيرية لعلها تفرج من كربته، ولكن أبوابها أوصدت في وجهه بحجة أن التسجيل قد توقف، واكتفت بأعداد الفقراء المسجلين لديها، وأوضح أن اسمه لا يزال في خانة الموظفين رغم أن راتبه قد قطع.

ويتساءل الزهارنة: "منذ ذلك الحين لم أطرق باب جمعية، فجميعها تحتاج إلى وساطة، لذا لجأت إلى دعاء ربنا (عز وجل)، الجمعيات الخيرية المنتشرة في القطاع أين هي من أمثالنا؟!، بمن نستنجد؟!".

ويرفض فكرة وصف بعض له بأنه يتسول، ويشير إلى أنه لا يطلب مساعدات من أحد، بل كل ما يطلبه بيت ملك ينهي معاناته التي لا حل لها.

ويؤكد الزهارنة أن لديه نية للعمل، ولكن يحتاج إلى من يوفر له عملًا، أو تمويل مشروع صغير يدر عليه دخلًا، يستطيع به توفير أبسط متطلبات الحياة لعائلته، ويمنعه من مد يده إلى الناس.

اخبار ذات صلة