حذر مختصان بقضايا اللاجئين، من أن تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط جيسون غرينبلات، تعني أن قرار تصفية "الأونروا" اتخذ بالفعل وبقي تطبيقه وإنزاله على أرض الواقع.
وندد المختصات بتصريحات غرينبلات تجاه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، مشددين على أن الوكالة الأممية هي أكبر شاهد على نكبة الشعب الفلسطيني وطرده من مدنه وقراه في عام 1984 وتهجيره إلى دول الشتات والضفة الغربية وقطاع غزة.
وكان غرينبلات أكد في تصريحات صحفية، نهاية الأسبوع الماضي، أن واشنطن أوقفت تمويل الأونروا لأنها لا تحقق ما تتمناه الإدارة الأمريكية، مشيرا إلى أن الوكالة الأممية تعمل حاليا في الرمق الأخير.
رؤية إسرائيلية
وأكد رئيس دائرة اللاجئين في حركة حماس د. عصام عدوان، أن تصريحات غرينبلات تؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تبنت بشكل كامل الرؤية الإسرائيلية لقضية للاجئين وذلك من خلال تصفية الأونروا، الشاهد الحي على نكبة الشعب الفلسطيني.
وذكر في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أنه برغم إقدام الإدارة الأمريكية على وقف تمويل "الأونروا" بنسبة تجاوزت الـ27%، إلا أن ثمة مواقف لدول غربية لم تتوافق مع الإدارة الأمريكية على سلوكها تجاه "الأونروا" فقامت بتغطية العجر السنوي الذي تعاني منه الوكالة الدولية.
وأوضح أن التصرفات الأمريكية تجاه الأونروا يحكمها الانقياد التام للرؤية الإسرائيلية تجاه حل قضية اللاجئين كجزء من ترتيبات صفقة القرن، والتي يجري التحضير لها والإعلان عنها أو أجزاء منها خلال الشهر المقبل.
ودعا السلطة الفلسطينية إلى تكثيف تحركاتها الدولية والدبلوماسية من أجل تعزيز وجود "الأونروا"، مطالبا بأن يكون للسلطة دور واضح في هذا الأمر بدل الاكتفاء بالندب والعويل على ما سوف تجره عليها صفقة القرن.
وأشار عدوان إلى أن تفويض "الأونروا" من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة يجب أن يظل قائما، وذلك عبر حملات تجنيد واسعة للدول التي ما تزال تعطي أهمية لقضة اللاجئين الفلسطينيين ومعاناتهم.
كما دعا دول اللجوء والشتات إلى عدم الانجرار وراء وهم حل قضية اللاجئين عبر توطينهم، مذكرا بأن كل من يتساوق مع الحل الأمريكي الإسرائيلي للقضية سيعض أصابع الندم لأنه فرط في حق يمتلكه ملاين اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد أن حل قضية الأونروا يتمثل في حراكات فلسطينية شعبية ورسمية عارمة في كل ساحات العالم، تتوسع تدريجيًا، وتتصاعد درجاتها تجاه دولة الاحتلال الإسرائيلي، ليقنعوا العالم بأن القضية لم تخبُ في صدور أبنائها.
مخطط تصفوي
من ناحيته، أكد عضو لجنة قطاع اللاجئين في الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة عبد القادر ادريس، وجود مخطط دولي يستهدف تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، معتبرا حديث غرينبلات، تعبيرًا عن وجود مخطط حقيقي وليس كلامًا إعلاميًّا فقط.
وبين في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن الإدارة الأمريكية وبتحريض من اللوبي الصهيوني المتغلغل فيها بدأت خطوات تصفية الوكالة عبر تقليص الدعم المادي وتحريض بعض الدول الأخرى على فعل الشيء ذاته.
وأوضح أن استمرار استهداف الأونروا قد أضر كثير بالوضع الاقتصادي للاجئين في مخيمات اللجوء، والتي تعاني أصلا من صعوبات اقتصادية ومعيشية، سواء بفعل التهميش التي تعانيه أو عدم قدرة الوكالة على تلبية كل احتياجات اللاجئين.
وأشار إلى أن إنشاء الوكالة بقرار أممي يجب أن يبقيها في دائرة الحماية من أي شطب أو إلغاء، مؤكدًا أن الإدارة الأمريكية تتحدى العالم بأكمله إذا ما أصرت على مخططها القاضي بإنهاء عمل "الأونروا".
وشدد على أن الجانب الفلسطيني هو حجر الزاوية في الحفاظ على الوكالة الأممية بتكثيف الخطوات لسياسية والدبلوماسية، إضافة إلى توحيد لموقف الفلسطيني بإنهاء الانقسام وتصدير موقف موحد تجاه كافة القضايا الراهنة وبضمنها قضية تصفية "الأونروا".