قائمة الموقع

وجوه أخرى "للطفولة الغزية" في رمضان

2019-05-22T10:43:37+03:00

بين عادة وإبداع، يعيش الأطفال الغزيون أيام رمضان رغم الحصار الطويل الذي يفوق سني أعمار معظمهم، متحدين ما يتركه من آثار نفسية واجتماعية ومادية.

حكايات يومية ينسجها الأطفال الذين يتشبثون ببراءتهم، ويحددون الطريقة التي تناسبهم للاحتفاء بالشهر الكريم، وقضاء لحظاته.

مآرب أخرى

قبل أذان المغرب يحرص بعض الأطفال على "التسلل" إلى المطابخ، وهم يأملون ألا "تصطادهم" أمهاتهم وهم يهمون بالحصول على السلك المخصص لغسل الأطباق.

وإذا كانت الأمهات تقصر استخدامه على شؤون المطبخ، فإن لأولئك الأطفال فيه مآرب أخرى.

والهدف من اقتناء ذلك السلك هو استخدامه في إحياء "طقس" يتوارثه كثير من الأطفال جيلًا بعد جيل، ألا وهو إشعاله والتلويح به بمقدار 360 درجة، وبسرعة شديد كأنما ينافسون به سرعة الضوء.

وبمجرد إعلان المفتي حلول رمضان يكون الأوان قد آن عندهم للبدء في هذه "اللعبة"، التي تضاهي في انتشارها مظاهر رمضانية شعبية كالفانوس والزينة، ويستمر ذلك حتى اليوم الأخير من الشهر.

وتنتشر هذه العادة التي ينتج عنها أضواء نارية وشرر، خصوصًا بعد الإفطار، عندما يسارع الأطفال إلى الشارع للعب، وكأنما يتسابقون لإشعالها.

حتى المفرقعات ينافسها "سلك الجلي" في رمضان، لكن كلاهما يرى كثيرون أنهما قد يعودان بالضرر رغم جذبهما الأطفال، نظرًا للصوت المرتفع للأولى، واشتعال الثاني، ولذلك يدعون إلى استبدال ألعاب أخرى بهما.

الصلاة

عندما يعلو صوت أذان العشاء كل ليلة في رمضان يصطحب كثير من الآباء أطفالهم إلى المساجد، ويصمم بعض الأطفال الذين لم يتجاوزوا حتى الثالثة أو الرابعة من عمرهم على مرافقة آبائهم في تلك الساعة من الصلاة.

وهناك يقتنص الآباء الفرصة بغرس ما يستطيعون من تعاليم وثقافة دينية في نفوس أطفالهم.

لكن التصرفات العفوية للأطفال لا تخلو من الطرافة أحيانًا، ومن ذلك طفل كان منهمكًا في الصلاة، لكنه سرعان ما التفت إلى كاميرا زميل صحفي عندما كان يلتقط صورًا لصلاة العشاء والتراويح في أحد المساجد بغزة.

وطبع الطفل على وجهه ابتسامة رافقت نظراته التي صوبها نحو الكاميرا في حين كان الجميع ساجدًا، ظانًّا أنه المقصود من الصورة.

حياة

كأنما جسد طفلان من على ركام مبنى دمره العدوان الأخير على قطاع غزة كلمات الشاعر محمود درويش: "واقفون هنا، قاعدون هنا، دائمون هنا، خالدون هنا، ولنا هدف واحدٌ واحدٌ واحدٌ: أن نكون".

ورغم مشهد الدمار الهائل الذي أصاب ذلك المبنى أصر طفل فوق الركام على حمل الكرة التي طالما لعب بها، موصلًا رسالة عفوية بأنه سيواصل الحياة، وأنه لن يغادر أرضه، بل سيسعى إلى حقوقه التي يغض العالم الطرف عنها.

وانشغلت طفلة أخرى بجمع الكتب والأوراق التي باتت تحت الأنقاض، لكنها أوضحت للعالم أن هذه الكتب التي لا يعي الاحتلال قيمتها يقدرها الفلسطينيون حتى الأطفال منهم، لأنهم أصحاب الحق والمعرفة.

اخبار ذات صلة