قائمة الموقع

الفقر يلقي بأسرةٍ غزيِّة في العراء

2019-05-19T10:24:37+03:00

باتت خيمة مصنوعة من أغطية مربوطة بشجرة "كينيا" وسور حديدي في ساحة السرايا، وسط مدينة غزة، وسقفها مفتوح والهواء يتلاعب بها، مبيتًا لأنعام الزهارنة، وزوجها وأبنائها منذ بضعة أيام، بعد أن طردهم صاحب البيت الذي كان يستأجره بعد تراكم الديون عليه.

بعد انقطاع السبل بالزهارنة في أن يجد مأوى اضطر إلى نصب خيمة في الشارع لتحميه وزوجته وأبناءه من عيون ونظرات الناس، لا غاز ولا فراش ولا ماء فيها، إفطارهم وسحورهم يقامان، إذا جاد أهل الخير عليهم بالطعام، ودون ذلك يصومون بلا طعام.

تفترش زوجته أنعام الزهارنة (49 عامًا) الأرض وبجانبها ابنتها المعاقة ذهنيًّا، تغسل بعض الكؤوس والصحون بخرطوم مياه في المكان، وابنتان أخريان ترتديان زيهما المدرسي قاصدتين مدرسة حليمة في بلدة جباليا، لتقديم اختبارات نهاية العام سيرًا على الأقدام.

تقول الزهارنة لـ"فلسطين": "لم يصرف شيك الشؤون منذ ستة أشهر، ولم نتمكن من سداد الديون التي تراكمت علينا، ووصل المبلغ إلى 5000 شيكل ديونًا لمحل الخضار، والمواد الغذائية، واللحوم، إضافة إلى 3000 شيكل إيجار البيت".

تضيف: "منذ تسع سنوات قرر زوجي ترك الغربة ومغادرة السعودية والعودة إلى قطاع غزة، واصطدم بالواقع حيث لم يجد عملًا حتى الآن، وبسبب الضغوط النفسية أصيب بأمراض الضغط والسكري والقلب، وننفق من شيك الشؤون".

ولدى عائلة الزهارنة ابنان معاقان ذهنيًّا يحتاجان إلى رعاية، وتوقفت عن إرسال ابنتها للتعلم في مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة بسبب تعسر وضعها المالي.

تلفت الزهارنة إلى أنها كانت تعيش في مدينة غزة، وبحثًا عن إيجار رخيص اضطرت إلى استئجار بيت في جباليا.

وتبين أنها اضطرت إلى بيع جميع أثاث البيت من أجل سداد جزء من الديون، وتوقف الدائنين عن ملاحقتها ودق باب بيتها كل يوم.

يقول الزوج نبيل الزهارنة: "مللت من الحياة، لست قادرًا على تأمين حياة لأبنائي وتحمل مسؤولياتهم، ومن شدة التفكير وقلة ذات اليد والفقر الذي نعيشه تدهور وضعي الصحي وبت في المستشفى عدة أيام".

ويتابع: "لا أريد العيش على المسكنات، وهي استئجار بيت لعائلتي عدة أشهر ثم يكون مصيري الشارع، أريد حلًّا جذريًّا؛ فهناك شقق تعطى لمن يعانون الفقر المدقع".

ويناشد الزهارنة المسؤولين توفير شقة له تنقذه من الشارع، وتؤمن له حياة كريمة مع أطفاله المعاقين وزوجته، وتوقف معاناتهم.

اخبار ذات صلة