قمصية: حركة المقاطعة تحمِّل الاحتلال خسائر وتخترق الرأي العام منصور: أوروبا تطلب توسيع قاعدة العمل المؤسساتي المناهض لـ(إسرائيل)
أكد ناشطان في مجال مقاطعة الاحتلال، أن قرار ألمانيا ضد حركات المقاطعة العالمية BDS"" على الرغم من خطورته، لن ينجح في وقف النشاط المتعاظم للحركات وخاصة في الدول الأوروبية.
وذكر الناشطان أن ألمانيا تحاول مجاملة دولة الاحتلال على حساب الحقوق الفلسطينية، مشيرين إلى أن مواجهة القرار الألماني تتطلب استنهاض كل الطاقات المساندة للشعب الفلسطيني وتوجيهها في مجال تعزيز المقاطعة وتوسيعها على كل الشرائح داخل المجتمع الألماني.
وكان البرلمان الألماني (البوندستاغ) قد أقرًّ، أول من أمس، مشروع قانون تقدم به حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانيّة، أنجيلا ميركل، يصنف حركة مقاطعة (إسرائيل) كحركة "مناهضة للساميّة"، ويدعو حكومة بلاده إلى عدم تمويل أو دعم أي مؤسسة تنفي "حقّ (إسرائيل) في الوجود والدفاع عن نفسها"، حيث إنه من المقرّر أن يؤدي القرار إلى مراجعة الحكومة الألمانيّة لتمويل مشاريع يشارك فيها مناصرون وداعمون لحركة المقاطعة.
وخلال الأعوام الأخيرة، حقّقت حركة المقاطعة العالمية إنجازات لافتة، ضمن مسعاها لعزل النظام الإسرائيلي أكاديميًا وثقافيًا وسياسيًا واقتصاديًا، وعدتها سلطات الاحتلال الإسرائيليّ في غير مناسبة "خطرًا إستراتيجيًّا" عليها خارج البلاد.
وتطالب حركة المقاطعة بإنهاء الاحتلال للأراضي الفلسطينية والعربية كافة وتفكيك الجدار وبإنهاء كل أشكال الفصل العنصري ضد الفلسطينيين واعترافها بالحق الأساسي بالمساواة الكاملة لفلسطينيي أراضي عام 1948، وباحترام وحماية ودعم حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي هجروا منها واستعادة ممتلكاتهم كما نص على ذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 194".
وأكد عضو اللجنة الفلسطينية لمقاطعة (إسرائيل) البروفيسور مازن قمصية، أن جهود اللوبي الصهيوني في الدول الغربية دخلت مرحلة خطيرة عبر تنظيم إجراءات تنفيذية ضد حركات المقاطعة.
وذكر قمصية لصحيفة فلسطين، أن الاحتلال أسس في وقت بنك معلومات حول الحركات والمؤسسات المؤيدة لحركة المقاطعة الدولية "BDS" والذين يدعون لمقاطعة (إسرائيل) دولياً، وينظمون حملات لمناهضة المشاريع الإسرائيلية في الخارج.
وأكد أن تصعيد الإجراءات ضد حركات المقاطعة يعني أن أنشطة تلك الحركات باتت تشكل خطرًا حقيقيًّا على وجود الاحتلال على الأراضي الفلسطينية وروايته التي يسعى لتسويقها في الدول الغربية.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال تبذل جهدًا كبيرًا لمكافحة حركة المقاطعة بكل قوة لعمق تأثيرها، وتسعى إلى مجابهتها بشن حملات دولية واسعة يقودها اللوبي الصهيوني في أنحاء العالم ضدها.
وأوضح قمصية أن أنشطة المقاطعة تسببت في تحمّل الاحتلال خسائر كبيرة وخاصة للشركات التي تعمل داخل المستوطنات، لافتًا إلى أن حركات المقاطعة حول العالم تعمل بجهد دؤوب من أجل محاصرة الاحتلال اقتصاديًّا وسياسيًّا.
ونبه إلى أن قائمة المقاطعين للاحتلال أو الداعين لمقاطعته تشتمل على فئات مختلفة الأعمار والمستويات الاجتماعية والاقتصادية، مشيرًا إلى أنها تحتوي على قائمة طويلة من الفنانين والأدباء والأكاديميين، والعديد من النقابات العمالية والاتحادات الطلابية والجامعات والجمعيات، بما فيها مؤسسات أكاديمية كبرى في الدول الغربية.
وأوضح قمصية أن أنشطة مقاطعة الاحتلال تشكل استمرارًا لتجارب المقاومة الشعبية المتجذرة في النضال الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني، مؤكدًا أنها نجحت في كسب الرأي العام لصالح القضية الفلسطينية، وإشراك قطاعات كبيرة من الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وشعوب العالم في النضال العادل ضد الاحتلال.
وشدد على أن ثمار حملات المقاطعة بدأت تؤتي أكلها بتراجع نسبة قبول منتجات الاحتلال وخاصة المستوطنات في الكثير من المناطق العالم، إضافة إلى إحجام الشركات والمؤسسات الاقتصادية عن التعاون مع نظيراتها الإسرائيلية التي تدعم الاحتلال مباشرة.
ودعا الناشط قمصية إلى تكثيف العمل على الساحة الأوروبية وخاصة الألمانية لتعزيز أنشطة حركات المقاطعة، لافتًا إلى أن أعداد العرب والمسلمين والمتعاطفين مع القضية الفلسطينية ستفشل حتمًا أي مخطط لاستهداف تلك الحركات التضامنية.
وعي وإصرار
من جهته، قال منسق الحملة الشعبية لمقاطعة البضائع الإسرائيلية خالد منصور، إن ما يجري من حملات غربية بتحريض إسرائيلي ضد حركات المقاطعة إنما يأتي في سياق محاولة إسكات أصوات الحركات، مشددًا على أن حالة الوعي والإصرار الكبيرين لدى الحركات ستحبطان المؤامرة الإسرائيلية ضدهم.
وتوقع منصور في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن تتصاعد حدة هذه الإجراءات، منبهًا إلى أن دولة الاحتلال تشعر بمدى تأثير أنشطة المقاطعة على شرعة وجودها على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأشار إلى أن قطار حركات المقاطعة انطلق منذ زمن بعيد، وسيمر حتما بكل المحطات الوطنية التي يتواجد فيها أشخاص من كل جنس ولون ودين، ممن يريدون فقط أن يزول الاحتلال وتعود الحقوق الفلسطينية إلى أصحابها الشرعيين.
وأوضح أن مقاطعة الاحتلال والحض عليها في مختلف مناطق العالم هي جزء أصيل من نضال الشعب الفلسطيني والمتعاطفين معه، لافتًا إلى أن ذلك النضال تكفله كل القوانين الأرضية ومواثيق حقوق الإنسان في شرق الأرض وغربها.
وبيَّن أن الشعب الفلسطيني لم يكن وحده الذي دمج المقاطعة مع باقي أنماط النضال، مشيرًا إلى أن التاريخ يزخر بتجارب شعوب كثيرة نظرت إلى هذا الشكل من العمل كشكل من أشكال المقاومة، واهتدت بتجربتها إلى أن رحل المحتل عن بلادها بعد أن قناعة أن احتلاله لأرض الغير لن يجر عليه إلا الخسائر البشرية والمادية والمعنوية.
وشدد على أن السياسة الغربية المدعومة من اللوبي الصهيوني لن تستطيع وقف حركة المقاطعة وإن نجحت في التأثير عليها، داعيا إلى توسيع قاعدة العمل والتعاون مع الأحزاب والمؤسسات الدولية كافة على قاعدة التضييق على الاحتلال ومحاولة اسقاطه شعبيا خاصة في الدول الغربية، ولمساندة الفلسطينيين وتغيير ميزان القوى، على الأرض لصالحهم.