"الكونفدرالية" طرح لم يكن هذه المرة أمريكيًّا على السلطة الفلسطينية؛ بل هو إعلان بالرغبة من الأخيرة للذهاب نحو هذا الخيار، في وقت يكثر فيه الحديث عن قرب الإعلان عن "صفقة القرن" الأمريكية، فهل توجد علاقة بين الكونفدرالية والصفقة؟ وما الأهداف من إثارة موضوع "الكونفدرالية" و"الدولة الواحدة" في هذا التوقيت الحساس في تاريخ القضية الفلسطينية.
وكان سفير السلطة لدى موسكو عبد الحفيظ نوفل، قال في تصريحات في موقع "سبوتنيك" الروسي: "إننا جاهزون للتفاوض حول الكونفدرالية مع الأردن، لكن بعد الحصول على دولتنا".
وأضاف نوفل: إنه "إذا لم يوقع الفلسطينيون اتفاقًا مع (إسرائيل) فلن يكون هناك سلام في المنطقة، والعقلاء داخل (إسرائيل) يفهمون أهمية عقد اتفاق مع فلسطين".
وكان وفد من منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية نقل على لسان رئيس السلطة محمود عباس بعد لقائه برام الله مطلع سبتمبر/ أيلول 2018 أن مستشار الرئيس الأمريكي وصهره جاريد كوشنر، والمبعوث الأمريكي للمنطقة جيسون غرينبلات طرحا عليه خطة الكونفدرالية مع الأردن.
تفكيك الأردن
يقول النائب في البرلمان الأردني منصور مراد: إن "صفقة القرن هي استراتيجية وليست مجرد اتفاق سياسي، من أهدافها تفكيك الأردن وتهميش الدولة ومواقعها السيادية، وتسعى لانخفاض بمستوى الدولة الأردنية لمستوى السلطة الفلسطينية بفلسطين تمهيدا لإنشاء كونفدرالية بين الأردن مع سلطة الحكم الذاتي الفلسطيني بالضفة".
وأضاف مراد لصحيفة "فلسطين"، أن "كل ما يحدث من تطورات وأطروحات سياسية مرتبط بصفقة القرن"، مبينا أن الصفقة بها جانبان الأول موضوع متعلق بتحضيرات اجتماعية واقتصادية بدأت منذ "أوسلو" واتفاق "وادي عربة"، واليوم يحاولون وضع خطة ستطال الجيش الأردني تحت شعار "إعادة هيكلته" وخصخصة الاقتصاد الأردني.
أما الجانب السياسي، وفق النائب الأردني، يتناول ما يعرف بقضايا الحل النهائي، كتهويد القدس وإنهاء قضية اللاجئين والحدود، والأغوار الشمالية فيما يتعلق بالأردن، مضيفاً أن "أخطر ما في الأمر هو ربط ما تبقي من الأردن بعد تفكيكه بالضفة، ويبقى موضوع غزة شائكًا ومعقدًا".
ويعتقد مراد أن إخضاع السلطة والأردن للصفقة سيتم عن طريق الضغط الاقتصادي الكبير، بدعم من دول عربية وإقليمية يتخللها تبادل أراضٍ وإنشاء كيانات جديدة، وحل إقليمي يرضي الاحتلال، مشددًا على ضرورة أن تقوم القوى السياسية الأردنية بمطالبة النظام بإصلاحات اقتصادية وسياسية وتشكيل حكومة إنقاذ وطني.
ولا يستبعد انخراط السلطة بالصفقة لكونها لم توحد الفلسطينيين ولم تقُم بأي خطوة لمواجهتها وتستمر بالتعاون مع الاحتلال.
الدولة الواحدة
بدوره، قال السفير الفلسطيني السابق ربحي حلوم لـ"فلسطين": "التصريح المفاجئ الخطير المذكور يحمل في طياته ثلاثة دلائل خطيرة ويرسل ثلاث رسائل لأطراف ذات صلة مباشرة بصفقة القرن".
وأضاف حلوم: إن "الدلالة الأُولى: أن مثل هذا التصريح لا يمكن أن يصدر عن السفير المعروف بقربه من عباس دون أن يكون بضوء أخضر منه، والثانية توقيت صدوره قبل ثلاثة أسابيع من موعد الإفصاح عن مضامين الصفقة.
وقال: إن "طرح "الكونفدرالية" -المتزامن مع طرح فكرة "الدولة الواحدة" من خلال الموافقة على الطرح الأخطر الذي يسوغ "فرض السيادة على الضفة" هو مؤشر واضح كل الوضوح على أن عباس منشغل في كيفية الانخراط بالصفقة، وانخراطه كشريك مفضل مع المؤامرة الكبيرة التي تستهدف القضية الفلسطينية".
وأضاف حلوم: "هذا يعني إضفاء الشرعية على المستوطنات وقوننتها وتسويغ ضمها لـ(إسرائيل) ولفرض السيادة الإسرائيلية على كامل الضفة الغربية المحتلة وفق ما تنص عليه صفقة القرن".