فلسطين أون لاين

قضية بلاتيني تلقي بظلالها على اجتماعات فيفا في مكسيكو

...
مكسيكو - (أ ف ب)

ألقت قضية رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم الفرنسي ميشال بلاتيني بظلالها على اجتماعات الاتحاد الدولي "فيفا" في مكسيكو حيث افتتحت الاثنين 9-5-2016 الأعمال بالجلسة الأولى للجنة التنفيذية الجديدة أو ما يعرف بمجلس فيفا.

وكانت أبرز المواقف بخصوص الحكم الذي أصدرته محكمة التحكيم الرياضي الاثنين بحق بلاتيني من رئيس فيفا الجديد السويسري جاني ايفانتينو الذي عمل تحت إاشراف النجم الفرنسي السابق كأمين عام الاتحاد الاوروبي لكرة القدم.

وكما كان متوقعا من شخص يشغل منصب رئيس فيفا، أكد اينفانتينو في حديث مع الصحافيين أن عليه "احترام القرار" الذي اتخذته محكمة التحكيم الرياضي، مضيفا: "على الصعيد الشخصي، من المؤكد أني حزين جدا بخصوص هذا القرار. قمنا بأشياء رائعة معا في الاتحاد الاوروبي لكرة القدم وأريد حقا أن أحافظ على هذه الذكريات الايجابية".

وقررت محكمة التحكيم الرياضي الاثنين تقليص عقوبة إيقاف بلاتيني من 6 إلى 4 أعوام عن ممارسة أي نشاط مرتبط بالكرة المستديرة، وبالتالي خسر الأخير معركته لتبرئة نفسه من التهم التي طالته عقب فضيحة الفساد التي هزت الاتحاد الدولي للعبة.

وكان بلاتيني (60 عاما) يأمل بتبرئته من أجل العودة إلى رئاسة الاتحاد الاوروبي قبل انطلاق كأس أوروبا في العاشر من حزيران/يونيو المقبل بمباراة بين فرنسا المضيفة ورومانيا، بيد أن المحكمة أصدرت قرارها النهائي واكتفت بتقليص العقوبة وكذلك الغرامة المالية من 80 الف فرنك سويسري (72 الف يورو) إلى 60 الف فرنك سويسري (54 الف يورو).

وأوضحت المحكمة في بيان لها: "محكمة التحكيم الرياضي تعترف بصحة العقد الشفهي بين الفيفا وبلاتيني مقابل 8ر1 مليون يورو، ولكنها ليست مقتنعة بشرعية هذا الدفع الذي تم في عام 2011 مقابل عمل استشاري تم في 2002 لصالح جوزيف بلاتر الذي كان وقتها رئيسا للفيفا".

وكان من المفترض أن يكون بلاتيني رئيسا لفيفا عوضا عن اينفانتينو لو لم يتم ايقافه وهو خسر الآن رئاسة الاتحاد الاوروبي أيضا لأنه لم يعد أمامه أي خيار سوى الاستقالة والتفرغ لمواصلة كفاحه القضائي أمام المحاكم السويسرية من أجل اثبات "براءته" بحسب ما أكد محاميه الاثنين.

ولدى سؤاله عن إمكانية أن يحاول فيفا استعادة مبلغ المليوني يورو من بلاتيني، قال ايفانتينو: "اتخذت القرارات اليوم (الاثنين في محكمة التحكيم الرياضي) وهذه ليست مسألة مطروحة".

وكانت لجنة الأخلاق التابعة لفيفا قررت في 21 كانون الاول/ديسمبر الماضي إيقاف رئيس الاتحاد الدولي السابق السويسري جوزيف بلاتر وبلاتيني الذي سحب ترشيحه للانتخابات الرئاسية، 8 سنوات عن مزاولة اي نشاط كروي بسبب دفعة غير مشروعة من الاول بقيمة مليوني دولار سددها عام 2011 لقاء عمل استشاري قام به الثاني بين 1999 و2002 ومن دون عقد مكتوب.

وخفضت اللجنة لاحقا العقوبة إلى 6 سنوات.

ورفضت لجنة الاستئناف في الفيفا طلبي بلاتر وبلاتيني في 24 شباط/فبراير الماضي، معتبرة أنهما متهمان بخرق 4 بنود في قانون الأخلاق خصوصا تضارب المصالح وسوء استخدام المنصب مستبعدة الفساد، واكتفت بتخفيف العقوبة إلى 6 اعوام بالنظر إلى "الخدمات التي قدماها لفيفا والاتحاد الاوروبي وكرة القدم خلال سنوات عديدة".

- قرار قاس -

ومن جهته، رأى الرئيس السابق للاتحاد الألماني فولفغانغ نيرسباخ أن قرار محكمة التحكيم الرياضي "قاس جدا"، مضيفًا - لدى وصوله إلى اجتماع مجلس فيفا - : "إنه قرار قاس جدا بالنسبة إلى بلاتيني. إني حزين وكتبت رسالة إلى ميشال. إنه صديق حقيقي وأعرفه منذ كأس اوروبا عام 1984 في فرنسا".

وأضاف نيرسباخ عضو مجلس فيفا الجديد: "ميشال قام بعمل استثنائي في الاتحاد الاوروبي، لكن النهاية كانت حزينة. قراره بالاستقالة هو الأنسب ومنطقي حسب اعتقادي وأتمنى له التوفيق في المستقبل".

من جانبه، رأى العضو الآخر في مجلس فيفا الشيخ سلمان بن ابراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي، أن القرار "اتخذ من قبل هيئة قضائية وعلينا احترامه".

وأضاف "ميشال بلاتيني له الحق في الدفاع عن اسمه، لكن علينا أن نحترم القرار والمضي قدما".

تجدر الإشارة إلى أن مجلس فيفا حل في شباط/فبراير الماضي بدلا من اللجنة التنفيذية التي فاحت منها رائحة الفساد والفضائح، وذلك في اطار الاصلاحات التي اعتمدت قبيل انتخابات رئاسة فيفا.

وعقد المجلس الجديد جلسته الأولى الاثنين وسيواصل اجتماعاته اليوم الثلاثاء قبل الجمعية العمومية السادسة والستين المقررة الجمعة.

وتتمحور مهمة مجلس فيفا الجديد على وضع الاستراتيجية العامة وسياسات الاتحاد الدولي، على ان تتابع الامانة العامة الخطوات التنفيذية والتجارية المطلوبة لتنفيذ هذه الاستراتيجية.

ويتم انتخاب أعضاء المجلس من الاتحادات القارية حسب القوانين الانتخابية لفيفا، على أن تجري لجنة من الاتحاد الدولي فحص النزاهة للمرشحين (إجراء متبع للمرشحين لانتخابات رئاسة فيفا أيضا)، مع تشكيل لجنة للمتابعة.

وسيرتفع أعضاء المجلس إلى 36 عضوا فضلا عن رئيس فيفا، مقارنة مع 24 عضوا تكونت منهم اللجنة التنفيذية.

والأعضاء الـ36 يتوزعون على الشكل الآتي: أوروبا (6 أعضاء و3 نواب رئيس)، آسيا (6 أعضاء مع نائب رئيس)، أفريقيا (6 أعضاء مع نائب رئيس)، أميركا الجنوبية (4 أعضاء مع نائب رئيس)، الكونكاكاف (4 أعضاء مع نائب رئيس) واوقيانيا (عضوان مع نائب رئيس).

- جمعية عمومية حافلة -

وتتجه الأنظار الجمعة إلى الجمعية الاولى لفيفا بقيادة اينفانتينو في اجتماع يرتدي أهمية بالغة لأنها المرة الأولى التي تجتمع فيها الجمعية العمومية تحت النظام الاساسي المعدل لفيفا والذي بدأ العمل به في 27 الشهر الماضي.

"إنها الجمعية العمومية الأولى لي كرئيس"، هذا ما قاله اينفانتينو الذي أضاف: "إنها الجمعية العمومية الأولى في حقبة جديدة بالنسبة لفيفا والتركيز منصب على تطوير كرة القدم. هذا الامر شغل قسما من مناقشاتنا اليوم (الاثنين)، نريد ان نعرف كيف بإمكاننا الاستثمار في تطوير كرة القدم".

وتحتضن مكسيكو عددا من الاجتماعات المتوازية اذ تعقد اربعة اتحادات قارية جمعياتها العمومية وهي الاتحاد الافريقي واتحاد اميركا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف" واتحاد اميركا الجنوبية واتحاد اوقيانوسيا، كما يعقد الاتحاد الاسيوي اجتماعا للجنته التنفيذية.

وتواجه الجمعية العمومية موضوعا حساسا في اجتماعها المكسيكي اذ ستصوت على القبول بجبل طارق وكوسوفو كعضوين جديدين في فيفا.