قائمة الموقع

الأراجيح في الحارات.. عنوان لفرحة الأطفال في شهر رمضان

2019-05-18T11:54:09+03:00
مشاهد الفرح بين الأطفال

بشوقٍ وفرح فطريين ترنو عيون الأطفال إلى رمضان، يترقبون قدومه سعداء، لا تعنيهم هموم الكبار ولا يلتفتون إلى ضيق الحال الذي يعانيه قطاع غزة.

عصافير غزة لهم في رمضان ما ليس لغيرهم، لهم البسمة والفرحة واللعب واللهو، يراقبون مختلف الأراجيح وهي تنصب في أيام رمضان وما قبلها، ويستعدون ليضيفوا طابعًا مميزًا على حارات وأسواق المخيمات في الشهر الفضيل.

تتعالى أصواتهم فرحين وهم يستمتعون بركوب هذه الأراجيح يوميًّا بعد الإفطار، وكأنهم يقولون بصوت واحد: دعونا نعش طفولتنا العفوية ونذكركم بجمال رمضان.

وكعادته بمجيء شهر رمضان، يبدأ المواطن محمود أبو عادل (25 عامًا) في نصب سلاسل الأرجوحة، وإزالة الغبار عنها وتزيينها بالأنوار المبهجة والورق الملون، لجذب الأطفال خلال أيام الشهر المبارك الذي حل على المسلمين.

يقول أبو عادل لـ"فلسطين": "أهيّئ نفسي لاستقبال رمضان منذ قدومه، فقد نقلت الصناديق والسلاسل إلى المكان المخصص، ثم نصبت الأرجوحة التي يتسارع إلى ركوبها الأطفال حتى قبل رمضان، بسبب السعر الرمزي الذي يدفعونه".

أبو عادل الذي يملك الأرجوحة ذات الحجم الكبير يضيف: "لا ننظر إلى العائد المادي بقدر إدخال الفرح والسرور على قلوب الأطفال، ونردد بعض الأهازيج التراثية التي تُقال على الأراجيح كـ "طيري وهدي يا حمامة على بلادي غزة"، وبعض من أناشيد قنوات الأطفال التي تسعد سامعيها".

إلى جانب الأرجوحة الكبيرة يضع أبو عادل مكبر الصوت الذي يبث عبره أناشيد الأطفال، ما يشد حماسهم فيبدؤون ترديد تلك الأغاني، وتبدو عليهم علامات الفرح والسرور وكأنهم يعيشون الفرح أول مرة.

وفي السياق ذاته يشير سعيد صالح إلى أنه في الصباح الباكر يركب ويجمع الأرجوحة ويزينها بالبالونات لكي تثير وتجذب انتباه الأطفال، لكي يتجمعوا حولها، مبينًا أن الأرجوحة تشكل له مصدر دخل مؤقتًا يقتات منه في موسم شهر رمضان والأعياد.

والأراجيح الدوارة -ويسميها الأطفال "الشقاليب"- هي الملاذ الوحيد للأطفال في شهر رمضان، فما من شارع من شوارع قطاع غزة إلا وتجد فيه أرجوحة أو اثنتين، وتجد الأطفال يتزاحمون بالعشرات في انتظار ركوبها.

يأخذون مصروفهم عقب كل مغرب من شهر رمضان، ويهرعون إلى اللعب بحرية، ابتسامتهم وفرحتهم تكفي، فجموع الأطفال مشهد أشبه بمهرجان كبير يحتفل فيه الكثير رغم المآسي والأحزان والشهداء والقصف.

وتشعر الأمهات بالكثير من الراحة في تلك الساعات التي يقضيها الأطفال وهم يلهون ويلعبون أمام منازلهم وفي الأسواق على الأراجيح و"التكاتك" التي تحملهم، في محاولة لرسم الفرحة والسعادة على محياهم، في وقت تنشغل فيه كثير من ربات البيوت بتنظيف ما بعد وجبة الإفطار والاستعداد لاستقبال الضيوف، أو القيام ببعض الزيارات التي لها علاقة بصلة الرحم في رمضان.

بدوره يقول الطفل معاذ إسماعيل: "في كل يوم من أيام رمضان أنزل إلى الشارع بعد الإفطار مباشرة برفقة أخي الصغير، ونلهو ونلعب مع جيراني وأبناء عمي على الأراجيح المنتشرة في الأسواق وفي شوارع حينا، ونشتري الألعاب النارية الرائعة والمسدسات التي تطلق الماء".

ويضيف: "أنا أحب ركوب الأراجيح خاصة في شهر رمضان والأعياد، ولا أشعر بالخوف أو القلق عند صعودها، فهي تشعرني بالسعادة الشديدة، وأشعر أنني أطير في السماء".

ساعات طويلة من الصراخ والضحك واللعب، وحركة السيارات التي تطلق زامورها باستمرار، مشهد جميل يبعث في النفس الأمل والتفاؤل، لكون هؤلاء الأطفال حرمهم حقوقهم المشروعة احتلال غاشم لا يؤمن إلا بسياسة القتل والردع وسفك الدماء على هذه الأرض المباركة والطاهرة.

اخبار ذات صلة