نجحت المسيرات الفلسطينية الشعبية التي انطلقت إحياءً لذكرى النكبة، بإعادة الحيوية والزخم للقضية الفلسطينية، باعتبارها مناسبةً لتجديد التأكيد على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى قراهم وديارهم التي هجروا منها قبل 71 عامًا- وفق مختصان.
واعتبر المختصان في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين" أن المسيرات نجحت في إرسال رسالة للعالم أجمع بأن الفلسطينيين ليسوا لقمة سائغة، وأنهم مصممون على مواجهة كل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية.
استعادة الحقوق
وقال المحلل السياسي صلاح حميدة: "إن الشعب الفلسطيني أثبت على مدار التاريخ أنه متشبث بثوابته وحقوقه مهما اشتدت المؤامرات، وأنه سيواصل مسيرة العودة إلى دياره التي هجر منها على يد العصابات الصهيونية عام 1948مهما كانت الصعوبات والتضحيات".
وأضاف حميدة لصحيفة "فلسطين": "إن الشعب الفلسطيني منذ احتلال أرضه عام 1948 ما زال يؤكد تمسكه بأرضه وحقوقه وأنه لن يتخلى عنها رغم الجرائم والمجازر التي ترتكب بحقه".
وبين أن محاولات تصفية القضية الفلسطينية والالتفاف عليها سيزيد من إصرار الفلسطينيين في مقاومة سلطات الاحتلال الإسرائيلي وافشال كافة مخططاته.
وأكمل حميدة: "إن المسيرات التي خرجت من الضفة الغربية وقطاع غزة، أمس، لإحياء ذكرى النكبة تؤكد على وحدة شعبنا في مواجهة محاولات تصفية القضية الفلسطينية وعلى رأسها صفقة القرن وأن مواجهة الاحتلال هي البوصلة الوحيدة لاستعادة الحقوق، ولإرسال رسالة للعالم أنهم ليسوا لقمة سائغة لقوات الاحتلال".
وتابع: "إن وحدة الشعب الفلسطيني التي تجسدت في الميدان قادرة على إفشال كل المؤامرات التي تحاك ضد القضية الفلسطينية والهادفة لتصفيتها، واستعادة الحقوق المسلوبة"، مشيرًا إلى أن تنازل أي شخص عن جزء من الحقوق الفلسطينية أو بعضها سيؤدي إلى الانقسام ويقود إلى صراعات جانبية".
حق مقدس
بدوره، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بغزة حسام الدجني: "إن مسيرة العودة في الذكرى الـ71 للنكبة أوصلت رسالتها بأن حق العودة حق مقدس ولا يمكن لأي كان أن يتنازل عنه".
وأضاف الدجني لصحيفة "فلسطين": "إن زحوف الجماهير التي وصلت إلى مخيمات العودة شرق القطاع، يوم أمس، أوصلت رسالة باستمراريتها، رغم تفاهمات تخفيف الحصار عن القطاع المحاصر منذ 13 عامًا على التوالي، وتعزيز الوعي بالعودة إلى الديار، ورفض كل مشاريع تصفية القضية الفلسطينية وإنهاء عمل أونروا".
ورأى أن وحدة الشعب الفلسطيني في المسيرات التي خرجت في الذكرى الـ71 للنكبة الفلسطينية أكدت وحدة الشعب الأرض وتقرير المصير على كامل التراب الفلسطيني، متمنيًا أن تمتد مسيرات العودة إلى الضفة الغربية بشكل يماثل ما يجري في غزة.
ودعا أستاذ العلوم السياسية، الشعب الفلسطيني في الضفة لتحقيق الوحدة الوطنية وتجسيدها على أرض الواقع في مواجهة كل المؤامرات التي تحاول النيل من صمود شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة.
وتوافد آلاف المواطنين بعد ظهر أمس، للمشاركة في مليونية العودة وكسر الحصار، وإحياء ذكرى النكبة الـ71، التي توافق 15 مايو/ أيار من كل عام، في مخيمات العودة الخمسة شرقي القطاع.
وعم الاضراب الشامل مختلف مدن ومخيمات قطاع غزة في الذكرى الحادية والسبعين للنكبة الفلسطينية.
وتتزامن ذكرى النكبة، هذا العام، مع مرور عام على نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية للقدس المحتلة، وإعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المدينة المقدسة عاصمة مزعومة لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وقرب الإعلان عن تطبيق ما تسمى "صفقة القرن".