كانت تجلس في حلقة تحفيظ القرآن الكريم للأطفال في مسجد عثمان بن عفان بمدينة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة، قبل اقتحام المسجد من قوة أمنية تابعة لجهاز الأمني الوقائي تزيد على 25 فردًا، وتعتقل المحفظة ألاء بشير، بشكل مفاجئ في 9 مايو/ أيار الجاري.
وكيل النيابة المختص في متابعة ملف المحفظة بشير، إلى جانب جهاز الأمن الوقائي الذي يعمل فيه شقيقها، يحولون دون تمكن الدفاع من لقاء موكلته من أجل مباشرة عملهم وفق ما تقتضيه الأنظمة والقوانين والأعراف الوطنية والدولية.
ورفض وكيل النيابة، إعطاء أي معلومة لفريق الدفاع عن المحفظة شبير تمكنه من حضور التحقيق مع موكلته، وفق ما أفاد الفريق في بيان له.
وتتهم أجهزة أمن السلطة المحفظة بشير، بإثارة النعرات الطائفية، والانتماء إلى تنظيم الدولة، وهي التهمة التي اعتادت ترديدها لتبرير جرائمها، وفق الناشطة سهى جبارة.
وبينت جبارة لصحيفة "فلسطين" أن الأمن الوقائي يحتجز بشير (23 عامًا) مع الجنائيات، دون مراعاة لخصوصيتها، ولا يفرق بين السيدات والرجال عند اعتقالهم والتحقيق معهم، فيمارس الضرب والصفع والسب لإجبارهن على الاعتراف بأشياء لم يرتكبنها.
وأكدت وجود زيادة ملحوظة في إقدام السلطة على اعتقال السيدات والفتيات والشباب على خلفيات سياسية، مشيرة إلى عدم وجود إحصائية رسمية عن أعداد المعتقلين السياسيين، بسبب تكتم السلطة على هذا الملف.
وتعرب جبارة عن خشيتها أن يتم اعتقال بشير من قوات الاحتلال عند إطلاق سراحها من سجون السلطة بسبب التهم التي وجهت لها، متسائلة: "أين دور المؤسسات الحقوقية والنسائية من اعتقال بشير؟ ولماذا الصمت تجاه اعتقالها؟ وما الذنب الذي اعتقلت من أجله؟".
مضايقات وترويع
من جهته، أكد النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس في طولكرم فتحي القرعاوي، أن الاعتقالات السياسية التي تمارسها السلطة بحق الأهالي في الضفة الغربية مستمرة، وتصر على عدم إغلاق هذا الملف حتى خلال شهر رمضان المبارك.
وقال القرعاوي في تصريح صحفي: "إن أجهزة السلطة وعبر اعتقالها الفتيات والأسرى المحررين تصر على انتزاع فرحة هذا الشهر من كثير من العائلات الفلسطينية"، موضحًا أن ذلك الأمر مدان بكل عبارات الإدانة.
ودعا كل العقلاء من السلطة للرفق بأهلهم وشعبهم، متسائلًا: "أين تكون أجهزة السلطة عندما تجوب جيبات قوات الاحتلال كل الضفة الغربية بما فيها مناطق (أ)؟ خاصة في ظل الظرف الذي يعيشه الشعب الفلسطيني من مضايقات وترويع واعتقالات".
وأضاف أن المواطنين يعيشون الضيق والكدر ما بين مطرقة الاحتلال وسندان السلطة، مردفًا "هناك عتب على الفصائل ومؤسسات حقوق الإنسان لتجاهل بعضها لقضية الاعتقالات السياسية، والبعض الآخر يتحدث عنها بكثير من الاستحياء والتردد".
وطالب بأن يكشف هذا الموضوع للجمهور والمؤسسات الدولية للتدخل السريع ووقف هذه المعاناة.