قائمة الموقع

​فاطمة يوسف..فارسةٌ تضع حلم"التتويج" نصب عينيها

2017-02-13T07:39:25+02:00

تحلم الفتاة فاطمة يوسف أن تمثل وطنها فلسطين في بطولات ركوب الخيل العربية والدولية، وإلى أن تأتي تلك اللحظة المنتظرة تواكب على تطوير مهاراتها الذاتية، واضعةً نصب عينيها صورة والدها "محمد" الذي كان يتمنى أن يراها فارسة ماهرة قبل أن يفارق الدنيا.

وكانت يوسف (15 عاما) تتطلع إلى ممارسة رياضة ركوب الخيل وتعلم أسس الفروسية منذ طفولتها الأولى، ولكن خشية عائلتها عليها حالت دون ذلك، وقبل قرابة العام ونصف العام التحقت في نادي "الأصدقاء" في مدينة غزة لتعلم الفروسية والشروع في تحقيق حلمها.

وتحظى يوسف بإشادة واسعة من مدربها في النادي، نظرًا لقدرتها على تنفيذ حركاتٍ مُتقنة وقفز حواجز تتجاوز فئته العمرية المخصصة لها في هذه المرحلة من التدريب العملي.

وتقول يوسف: "كان أبي رحمه الله يصحبني دائمًا؛ وفي الإجازات الأسبوعية والسنوية إلى النادي الذي يتدرب فيه على ركوب الخيل التي كانت تعد رياضته المفضلة، وحينها كنت أطلب منه أن يعلمني فنون تلك الرياضة ولكنه كان يؤجل الأمر إلى أن أكبر بعض الشيء".

رياضة ممتعة

وتضيف لصحيفة "فلسطين": "بعد وفاة أبي قبل نحو ست سنوات حاولت التسجيل في أحد الأندية المخصصة لذلك ولكن أمي عارضت الفكرة في بداية الأمر، بسبب الخشية علي من التعرض لكسور أو سقطات قد تؤثر فيّ جسديًا، وبعد محاولات عدة سمحت لي بالتسجيل في النادي".

اليوم، باتت والدة فاطمة المشجع الأكبر لها على السير في طريقها بتعلم رياضة ركوب الخيل وقفز الحواجز، بعدما تلمست في ابنتها حماسًا وشغفًا كبيرين، رغم التحديات والمعيقات التي واجهتها في بداية المشوار، وهي متوقعة لكل من يتعلم رياضة جديدة.

وتعبر يوسف عن سعادتها لتمكنها خلال بضعة أشهر من القفز على حواجز ترتفع إلى 90 سم وتصل أحيانًا إلى متر واحد، رغم أن الفئة المنخرطة فيها (البراعم) تنحصر ما بين قفز 50 – 70 مترًا، مبينًا أن ركوب الخيل يعدّ من أكثر الرياضات متعة.

وأوضحت أن تعلم الفروسية يتطلب الإصرار والتدريب المتواصل والالتزام بتعليمات المتدرب وكذلك التحلي بالصبر والتدرج في التعلم، وإلى جانب ذلك ينبغي أن يتمتع الفارس الصاعد باللياقة البدنية والصحة الجيدة وقوام رشيق بما يسهل عليه التحكم بجسده أثناء ركوبه على ظهر الحصان.

كالجسد الواحد

وانطلاقًا من المقولة التي تؤكد أن "أفضل الفرسان هو من يكون والحصان كالجسد الواحد" تواظب على التعرف إلى أنواع الخيول والشروط النفسية والجسدية التي يجب أن تتوفر في الفارس، وآليات ترويض الحصان وحثه على السرعة أو التوقف.

وتتنوع المهارات التدريبة الأساسية التي يتعلمها الطلبة الجدد في رياضة ركوب الخيل، بدايةً من كيفية تركيب لجام الحصان وشد السرج عليه وآليات مسك اللجام وقيادة الحصان لفترة من الوقت قبل الركوب بالرجل اليسرى ثم تحقيق التوازي على ظهره، ويتدرب على كيفية توجيه الحصان يمينًا ويسارًا وقيادته.

وتتطلع الفتاة فاطمة إلى صعود سلالم منصات التتويج المحلية على مستوى قطاع غزة وفلسطين وصولًا إلى المنافسات العربية والإقليمية ثم العالمية والألعاب الأولمبية، ساعيةً إلى تحقيق أمنيات والده الذي رحل قبل أن يمتع ناظريه بمشهد قفز ابنته الصغرى على الحواجز بكل خفةٍ وإتقان.

وتلتزم الفتاة فاطمة بالحضور إلى نادي الأصدقاء للفروسية، ثلاث مرات أسبوعيًا؛ لممارسة حصص تدريبة تحت إشراف الفارس المختص، بالوقت الذي تمارس فيه العزف على آلة النفخ الخشبية "الناي" صانعة بذلك نغمات موسيقية تداعب بها الخيول.

اخبار ذات صلة