فلسطين أون لاين

آخر الأخبار

بعد قرار الاحتلال تصنيف الأونروا "منظمة إرهابية".. طالع أبرز تصريحات الفصائل الفلسطينية

الكنيست يصادق بالقراءة الأولى على تصنيف أونروا "منظمة إرهابية"

"لن تبقى لكم دبابات".. حزب الله ينشر رسالة جديدة مخاطبًا جيش الاحتلال (شاهد)

ابن حاخام متطرف.. جيش الاحتلال يفتح تحقيقًا في ملابسات مقتل ضابط بانفجار "غامض" بغزّة

عائلات محاصرة تستغيث.. خانيونس: الاحتلال يشرع بارتكاب جرائم بحق تجمعات المواطنين والنازحين

"كمائن وتفجير عبوات".. القسام تبث لقطات لعمليات استهدفت بها جنود ومستوطنين بطولكرم (شاهد)

خلال 24 ساعة فقط.. الحوثيون: استئناف العمل في ميناء الحديدة بعد تعرضه لقصف إسرائيلي

أسير محرر يغتال ضابطاً إسرائيلياً في قلب مستوطنةٍ قرب القدس.. ما التفاصيل؟

من مسافة الصفر.. القسام تنشر تفاصيل "ملحميَّة" لإيقاع قوتين "إسرائيليتين" في "كمين" غربي رفح

"كابوسًا سيبرانيًا".. "هآرتس" تكشف: حماس تملك قاعدة بيانات "خطيرة" لآلاف الجنود وعائلاتهم

أدوات الفلسطينيين لتجهيز أطعمة رمضان وحفظها قبل النكبة

...
البابور (موقد الكاز البخاري)
قلقيلية/ مصطفى صبري:

بحلول الذكرى الـ71 للنكبة تعود الذاكرة بالفلسطينيين إلى تفاصيل حياتهم في ديارهم التي هجروا منها، تحت وطأة المذابح التي نفذتها "العصابات الصهيونية"، كما يستذكرون تفاصيل حياتهم الرمضانية وكأنها حدثت بالأمس القريب.

الباحث التاريخي سمير الصوص (66 عامًا) المتخصص في تراث النكبة يقول عن أدوات المطبخ في تلك الحقبة: "من الأدوات التي كانت تستخدم في منازل الفلسطينيين ما يسمى النملية، وكانت قديمًا جزءًا أساسيًّا من تجهيزات البيت، وكانت تستخدم أساسًا لحفظ الطعام، خصوصًا في شهر رمضان".

ويضيف الصوص لـ"فلسطين": "النملية عبارة عن خزانة من الخشب توضع عادة في المطبخ، وتسند إلى الحائط مثل الثلاجة، وتستخدم لحفظ الأطعمة من النمل أو أي شيء يجذبه رائحة الطعام، مثل الصراصير والذباب وغيرها، وربما جاءت تسميتها النملية من حفظها الطعام من النمل والحشرات، وتقسم النملية إلى ثلاثة أقسام: العلوي ويضم ثلاثة أرفف، يغطيها من الخارج بابان يفتحان إلى الجانبين، ومغطيان بشبك معدني دقيق وناعم يمنع دخول الحشرات، ويسمح بدخول الهواء، ما يعمل على تلطيف درجة الحرارة داخل النملية، وبذلك لا يتلف سريعًا الطعام المحفوظ فيها".

وتابع قائلًا: "تعتمد مدة حفظ الطعام وسلامته على نوع الطعام المحفوظ في النملية، ففي حال المربيات والحلويات والمعجنات تبقى سليمة وقتًا أطول مقارنة بباقي أنواع الأطعمة، مثل: السلطات والمقبلات واللبن الرائب والحليب، واللحوم والطبيخ وغيرها، السريعة التلف (خاصة في فصل الصيف الحار)، ويجب أن تستهلك خلال مدة قصيرة، ويوضع على أرفف القسم العلوي من النملية مختلف أنواع الآنية، مثل: الصحون بمختلف الأحجام، وصحون الشوربة والسلطات وأكواب الشاي وفناجين القهوة، أما القسم الأوسط من النملية فيضم جارورين أو ثلاثة، توضع فيها أدوات الطعام الصغيرة، مثل: السكاكين والملاعق والشوك والمغارف، ومقاحف الكوسا والباذنجان، والمسنّ، وأسياخ اللحمة، وغيرها".

وإلى أداة أخرى، يقول الباحث الصوص: "كانت النساء قبل سنوات الأربعينيات من القرن الماضي تطبخ على الحطب، وكل بيت من البيوت القديمة كان به مكان خاص لإشعال الحطب والطبخ عليه، يسمى موقدًا، والموقد في أبسط حالاته يتكون من ثلاثة حجارة: حجر من اليمين، يقابله حجر عن الشمال، وحجر من الخلف، وعادة ما تكون بارتفاع موحد، ويحمل عليها القدر للتسخين أو الطبخ، والموقد في أحسن حالاته يكون مصنوعًا من الطين، ويلقم الموقد بالحطب، الذي كان يحضر من الحقل، أو يُشترى من الحطابين، وكانت الناس تشعل النار فيه ليل نهار، تطهي الطعام، وتسخن الماء، للغسيل أو الاستحمام، وتغلي الشاي على موقد الحطب".

أما البابور (موقد الكاز البخاري) فعرفه الناس خلال سنوات الأربعينيات من القرن الماضي، خاصة في المدن، لكن القرى ظلت تستعمل الحطب مدة طويلة، بسبب بيئتها الطبيعيّة التي توفر الحطب، بعكس المدن، ويقال إن أصل كلمة بابور من اللغة الفرنسية "فابور vapeur"، وتعني بخار الكاز.

ويتابع الباحث الصوص قائلًا: "يرتكز البابور على ثلاثة أرجل من الحديد تمتد من قاعدة البابور إلى أعلى رأسه، مشكلة في نهايتها زاوية قائمة، وتكون معقوفة إلى الداخل لتشكل قاعدة ارتكاز، توضع عليها أوعية وقدور الطهي والتسخين المعدنية".

وتثبت أرجل البابور في جوانب الحوض النحاسي باستخدام لحام القصدير، فتحتضنه وترفعه عن الأرض بمقدار 4 سم، وتمنع وصول الماء أو الرطوبة إليه، ويستخدم البابور لطهي الطعام وتسخين الماء للغسيل أو الاستحمام، وإعداد الشاي والقهوة، وغيرها من الاحتياجات، وعند طبخ الأرز كان يوضع فوق البابور قرص دائري رقيق من الحديد، ليعمل على توزيع الحرارة، وعدم تركزها في وسط الطنجرة، فيحترق الأرز، أو لا ينضج جيدًا".

ويصف الباحث سمير الصوص طريقةتشغيل البابور قائلًا: "عند إشعال البابور تغلق فتحة التنفيس (البريمة)، ويضغط الهواء في داخل الحوض بذراع كأنها منفاخ، يسمى الستيم، أو الدفاش، فيندفع الكاز إلى رأس البابور، ويخرج من عين في أسفل رأس البابور، وتتجمع كمية قليلة منه في صحن البابور، وينفس الهواء من البريمة. ويشعل الكاز بعود الكبريت، وبعد أن يحمى رأس البابور جيدًا تغلق البريمة، ويضغط الهواء إلى داخل حوض البابور لينطلق الكاز إلى المواسير الساخنة، وفي أثناء مروره من خلالها إلى رأس البابور الذي يكون أشد أجزائه سخونة، وبفعل حرارته العالية يتحول الكاز من الحالة السائلة إلى الحالة الغازية السهلة الاشتعال، ويخرج من عين البابور في أسفل الراس مندفعًا بقوة إلى أعلى رأس الاشتعال، وفي أثناء خروجه يقابل ما يتبقى من اللهب السابق توليده لتسخين الرأس، فيشتعل منتجًا لهبًا قويًّا".