قائمة الموقع

شاطئ البحر.. ساحة إفطار بعيدًا عن ضجيج الحياة في غزة

2019-05-10T08:47:02+03:00
صورة أرشيفية

يضطر المواطن أبو أحمد عايش (34 عامًا) إلى تناول طعام الإفطار على شاطئ البحر برفقة عائلته، هربًا من ضنك الأوضاع المعيشية القاسية في قطاع غزة التي خلّفها الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 13 سنة.

ويتخذ عايش الذي يُعيل أسرة من أربعة أطفال من البحر مكانًا للترفيه من جهة، والتخفيف من أعباء وهموم الحياة.

ويبين لمراسل صحيفة "فلسطين" أنه يقضي معظم أيام رمضان وقت الإفطار خارج البيت، بهدف الترفيه عن النفس، والجلوس مع عائلته على طاولة واحدة، في محاولة منه لتغيير "الروتين اليومي"، ونمط الحياة الذي اعتاد.

أما الشق الآخر -والكلام لعايش الذي يقطن في مخيم الشاطئ غربي مدينة غزة- فهو الهروب من ارتفاع درجات الحرارة بالبيوت نتيجة انقطاع الكهرباء.

ويذكر أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة وتدني الرواتب أثرا سلبًا عليه وعلى عائلته، "لكنّه يحاول التغلب على ذلك بتناول طعام الإفطار على شاطئ البحر، نظرًا لقلة التكاليف التي يحتاج لها".

وهكذا بدا الحال لدى المواطن عدلي ناجي (32 عامًا)، إذ يلجأ إلى الإفطار خارج المنزل، حال انقطاع الكهرباء، أو تلبية لدعوة شخص ما لتناول الإفطار.

ويقول ناجي لمراسل صحيفة "فلسطين": "أجواء شهر رمضان مع عائلتي تكون مختلفة عن أشهر السنة الأخرى، إذ يكثر تجمعنا معًا، وخاصة عند تناول وجبتي الإفطار والسحور".

ويستشعر ناجي الذي يسكن في حي الزيتون جنوبي مدينة غزة أجواء رمضان الرائعة من تزيين منزله بالفوانيس المُضيئة وأشكال الزينة الأخرى.

ولم يُخفِ أن الأوضاع المعيشية الصعبة التي يمر بها وعائلته تُلقي بظلالها على العائلة أكثر خلال شهر رمضان، خاصة أن الإفطار خارج المنزل في أحد المتنزهات يحتاج إلى بعض التكاليف، وهو ما لا يقدر عليه، وفق قوله.

ويستدرك: "لكنني أتوجه إلى الأماكن العامة مثل شاطئ البحر والمتنزهات العامة مع عائلتي لتناول الإفطار، في سبيل الترفيه والترويح عن أطفالي الخمسة".

ويصف ناجي الأشهر الأخيرة بأنها "الأصعب" من سابقاتها، لازدياد الأوضاع المعيشية سوءًا، وارتفاع نسبة الفقر، ما أثر في القدرة الشرائية للمستهلك، وقدرة كثيرين على الإيفاء بالتزامات عوائلهم.

كل ما سبق ينطبق على المواطن أحمد أبو قمر (28 عامًا) الذي اعتاد تخصيص أيام مُحددة لاصطحاب عائلته للإفطار خارج المنزل في أماكن مختلفة.

ويقول أبو قمر (لديه ثلاثة أطفال) لمراسل صحيفة "فلسطين": "اعتدت تحديد يوم للإفطار خارج البيت، لتغيير الأجواء والترفيه عن نفسي وعائلتي".

ويضيف: "إن رمضان فرصة للمة العائلة وصلة الرحم، وإقامة الولائم للأقارب والأخوات، وزيادة علاقات المودة بين الإخوة".

ويرى أن الإفطار في مناطق عدّة مثل "البحر والمتنزهات" فرصة جميلة لتغيير "روتين الحياة"، والاستمتاع بأجواء رمضان الجميلة ليلًا.

يصمت قليلًا ثم يعاود استكمال حديثه: "هذا العام يختلف عن سابقاته، فالأوضاع الاقتصادية والمعيشية ازدادت سوءًا، لذلك سأقلل عدد الأيام المخصصة للإفطار خارج البيت، لأنها تتطلب تكاليف إضافية".

ويأمل أن تتحسن الأوضاع المعيشية القاسية التي يعانيها أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، نتيجة الحصار الإسرائيلي الذي ضربت أطنابه مناحي الحياة كافة.

ويعاني قطاع غزة أوضاعًا اقتصادية ومعيشية قاسية بفعل الحصار الإسرائيلي، والإجراءات العقابية التي تفرضها السلطة على القطاع، وتتمثل في تقليص نسبة رواتب موظفيها إلى 50%، وفي بعض الأشهر إلى ما دون ذلك.

اخبار ذات صلة