دعت رابطة الفنانين الفلسطينيين في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، الاتحاد الأوروبي، إلى وقف تنظيم مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفيجن) في (إسرائيل).
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته الرابطة أمام مقر الاتحاد الأوروبي شمالي مدينة غزة بمشاركة العشرات من الفنانين الفلسطينيين.
وقال الممثل الفلسطيني نبيل الخطيب، خلال المؤتمر، متحدثًا باسم رابطة الفنانين، إن "الغناء والموسيقى لغة الإنسانية وأفضل طريقة للتعبير عن الحب والسلام والتعايش".
وأضاف الخطيب: "ليس من حق أي جهة استعمال الفن لتكريس الاضطهاد أو غسل جرائم نظام عنصري وحشي ارتكب جرائم حرب ضد الإنسانية".
وتابع: "لقد صدمنا كفلسطينيين عندما علمنا أن المسابقة الغنائية الأكبر دوليًّا (يوروفيجن) ستعقد هذا العام في تل أبيب".
وشدد على أن إقامة المسابقة في (إسرائيل) يساهم في "تعزيز ودعم دولة احتلال تقوم على الظلم واضطهاد شعب آخر".
وأشار الخطيب إلى أن (إسرائيل) تحرم الفلسطينيين من حقهم بالحياة الطبيعية بما في ذلك حقهم في الاحتفال والغناء.
وذكر أن إقامة هذه المسابقة الدولية في (إسرائيل) يعد مشاركة أوروبية في التغطية على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني.
وقال: "لا يجوز لأوروبا أن تساهم بأي شكل في غسل جرائم الاحتلال بحق شعبنا من خلال المشاركة بهذا الاحتلال".
ومسابقة الـ"يوروفيجن"، التي ستقام هذا العام في (إسرائيل) خلال الفترة ما بين 14-18 مايو/ أيار الجاري، هي مسابقة غنائية ينظمها الاتحاد الإذاعي الأوروبي منذ عام 1956، وتعد المسابقة أكبر حدث غير رياضي من حيث عدد المشاهدين، حيث يقدر عدد مشاهديه بين 100 مليون إلى 600 مليون شخص حول العالم في السنوات الأخيرة، ومنذ عام 2000 تم بث المسابقة على شبكات الإنترنت أيضًا.
رسالة إلى مادونا
إلى ذلك، وجهت والدة الشهيد الصحفي ياسر مرتجى رسالة عاجلة ومؤلمة إلى المغنية والفنانة الاستعراضية الأمريكية مادونا لويز كيكون، معبرة فيها عن حزنها لعزمها المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفجين).
وقالت خيرية مرتجى والدة الشهيد ياسر في رسالتها: "من المؤكد أنك لا تعرفينني، لكنك تعرفين ابني ياسر مرتجى، لقد سمعت عنه حتمًا في أحد الأخبار أو التقارير المصورة، ربما لم تصدقي الحكاية، فأنا حتى اليوم لا أصدقها، رغم مرور عام على وفاة ياسر أو على مقتله، قتلة شنيعة لا تعرف معنى الإنسانية أو قلب الأم".
وأضافت: "ابني كان مصورًا يحلم بأن يحلق بأحلامه بعيدًا كطائر كان يحمل كاميرته ليوثق الانتهاكات الإسرائيلية ضد المواطنين العزل في قطاع غزة".
وأوضحت أن كاميرته مرت بثلاث حروب، طحنت فيها (إسرائيل) غزة على مدار عشر سنوات، كان له السبق في تصوير الدمار، وانتشال الأطفال من تحت الأنقاض، وكان رفيقًا للموجوعين واليتامى، لشدة ما كان يحمل في قلبه من حنان وعطف.
وتابعت: "في عصر يوم الجمعة السابع من إبريل 2018، كان ياسر كغيره من الصحافيين يحمل كاميرته ويرتدي درعه الواقية، وكانت (إسرائيل) تعلم تمامًا بأنه مصور يقف هناك ليلتقط الصورة، ورغم ذلك أطلقت رصاصتها عليه دون رحمة، رصاصة متفجرة، دخلت جسده فهشمت العظام وفتت كل الأحلام في طريقها".
ووجهت مرتجى للمغنية "مادونا" سؤالًا قائلة: "هل سمعت يومًا عن الرصاص المتفجر، إنه رصاص محرم دوليًّا، يخترق الجسد ويدور في الأحشاء ولا يخرج إلا بعد أن يتأكد من القتل، هكذا فعلت (إسرائيل) بابني".
وقالت: "سأخبرك عن ياسر، ابني الأكبر، الذي كان يحلم بأن يسافر إلى بلاد كثيرة، ليعرض صوره في معارض العالم، كان يحلم بأن يكون رسولًا لغزة الحزينة، وقد ملأت أفلامه فضائيات مشهورة، حتى بعد موته".
وأضافت في رسالتها: "لك (مادونا) أن تتخيلي قبل أن تصلي إلى (إسرائيل)، كيف هو قلب أم رحل ابنها البكر رحيلًا مستعجلًا، لأن (إسرائيل) أرادت أن تنهي حياته، تاركًا وراءه طفلًا رضيعًا وامرأة شابة كانت تحلم إلى جانبه، وبيتًا باردًا يخلو من صوته وضحكته التي يعرفها أصدقاؤه تمام المعرفة".
وطالبت والدة الشهيد ياسر "مادونا" بقراءة رسالتها جيدًا، فهي من قلب أم لأم مثلها، متسائلة: "فأنت تعرفين معنى أن يكون لديك ولد، وكيف سيكون هو حلمك الذي تعيشين من أجله، وفرحتك التي تسعين لتحقيقها، ثم تقتل هذه الفرحة سريعًا".
وأوضحت أن ياسر كان شابًا متواضعًا، سلميًا أعزل، يحمل كاميرته لينقل للعالم الصورة الحقيقية لـ(إسرائيل) على حدود غزة، وهي تغتال أحلام الأطفال والشباب، لتقتل الصورة التي ينقلها ياسر، لمطالبة الفلسطيني بحقه الذي سلبته (إسرائيل).
وأردفت قائلة: "أجل قتلت (إسرائيل) ابني لتقتل الصورة، وابني ببساطة لم يكن يريد الموت، كان يبحث عن الحياة، يحب عمله، ويسعى إلى تربية ابنه، كان يحب وطنه، ولم يكن يريد أن يتركني".
وتساءلت: "سيدة مادونا، هل تعلمين لماذا أكتب لك الآن، لأنك قررت أن تغني على مسرح القاتل، وتنادي بالحب والسلام في دولة لا تعرف المعنى الحقيقي للسلام، ولا تعرف إلا لغة القتل والحرب، فهل يمكن أن تعيد أغنياتك حق ابني في الحياة الذي سلبته (إسرائيل)؟".
ومن المقرر أن تنطلق فعالية المسابقة الأوروبية في (تل أبيب) بـ14 أيار/ مايو الجاري، وسط دعوات واسعة لمقاطعة من فنانين ومنظمات مناهضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت "حملة التضامن مع فلسطين"، إن 136 ألف شخص وقعوا على عريضة تطالب بمقاطعة مسابقة "يوروفيجن 2019" المقامة في (إسرائيل) هذا العام، مبينة أن عددًا من الشركات بدأت في الاستجابة وسحب دعمها لهذه النسخة من المسابقة، مثل "اتحاد إذاعات أوروبا".