أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أن ساعات قصيرة كانت تفصل المقاومة الفلسطينية عن قصف (تل أبيب) لو استمر العدوان الأخير على قطاع غزة، محذرا في الوقت نفسه من أن إشارات كثيرة تؤكد أن حربا تستهدف القطاع قادمة، فيما نبه إلى أن التنسيق بين حركته وحركة المقاومة الإسلامية حماس في أعلى مستوى.
وقال النخالة في لقاء مع قناة "الميادين" الفضائية، الثلاثاء: إن المقاومة تراقب التزام الاحتلال بتفاهمات وقف إطلاق النار وكسر الحصار، مضيفا: عشرات الآلاف سيخرجون في مسيرة العودة في ذكرى النكبة وسنرى السلوك الإسرائيلي في الميدان.
وحذر من أنه إذا استخدم الاحتلال العنف بحق المتظاهرين السلميين وأطلق النار عليهم سيكون للمقاومة موقفها.
وقال النخالة: إن المقاومة أظهرت جزءا من قوتها وإرادتها في مواجهة العدوان الأخير، مضيفا أن لدى المقاومة إمكانيات للمواجهة المستمرة.
وعدّ النخالة جولة التصعيد الأخيرة "مناورة بالذخيرة الحية للمقاومة"، مردفا: أجزم بأن المعركة الكبرى قادمة مع "العدو الصهيوني" ونحن على استعداد لهذه المعركة التي تخطط لها (إسرائيل) في سياق الحلول السياسية التي من الممكن أن تطرح في الأسابيع القادمة.
ونبه إلى أن المقاومة لديها الاستعدادات الكافية وبنت كل توقعاتها وبنيتها العسكرية باتجاه أن معركة قادمة.
وتحدث النخالة عن إشارات كثيرة تؤكد أن حربا تستهدف قطاع غزة قادمة ومحاولات أيضًا "لاحتواء" المقاومة خلال الشهور الماضية واللاحقة، مردفا بأن الاحتلال قد يشن عدوانا جديدا على القطاع هذا الصيف.
وبيّن أن الاحتلال تعمد حدوث جولة التصعيد الأخيرة باستهدافه يوم الجمعة الماضي عددا من المدنيين في مسيرة العودة، قائلا: كان لابد من الرد على هذه الاعتداءات والاستهدافات للمدنيين بالذخيرة الحية.
وشدد على أن المقاومة تملك الإرادة والجرأة والقوة لاستهداف المدن المحتلة المحيطة بغزة ولو استمر العدوان الأخير "كان يفصلنا عن قصف (تل أبيب) ساعات قصيرة لولا تدارك الأطراف والسعي لوقف إطلاق النار في آخر لحظة".
وتابع بأن الاحتلال حاول مساومة المقاومة على مسيرات العودة لوقفها مقابل وقف اطلاق النار "لكن كان موقفنا حاسما بأن هذه المسيرات لن تتوقف وعلى (إسرائيل) أن تلتزم بما تعهدت به أمام القاهرة في التفاهمات".
وتتضمن التفاهمات عدم إطلاق النار على المشاركين في مسيرات العودة، وتقديم "تسهيلات في المعابر" وحاجات المواطنين في غزة وتوسيع نطاق حركة الصيادين، وفق النخالة الذي شدد على وجوب إنهاء الحصار المفروض على القطاع.
وأردف الأمين العام لـ"الجهاد": التزام (إسرائيل) الكامل بالتفاهمات التي تمت قبل العدوان الأخير والإسراع في تنفيذها وعدم إطلاق النار على مسيرات العودة هو الأساس الذي تم عليه وقف إطلاق النار.
ولفت إلى أن جمهورية مصر العربية ستشرف على تنفيذ هذه التعهدات.
وشكر النخالة رئيس حركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار، قائلا: كان هناك تفاعل مهم واتخذنا قرارا موحدا بمواجهة العدوان الأخير، مضيفا: التنسيق بيننا وبين حماس في أعلى مستوى.
ووصف السنوار بأنه رجل يُعتمد عليه في اللحظات الصعبة.
وأشاد النخالة بحركة حماس، مبينا أن المقاومة تتحرك بكل حرية في قطاع غزة.
وتابع: متفقون مع الإخوة في حماس في البرنامج القادم لمواجهة أي عدوان إسرائيلي، ونحن متكاملون في الميدان، مردفا في الوقت نفسه: "ندعم وجود حماس كقائدة في قطاع غزة".
وشدد على أن المقاومة جاهزة لكسر أي مخطط يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، منبها إلى "صفقة القرن" التي قال: إن جزءا كبيرا منها أنجز من خلال اعتراف واشنطن بما أسمتها "سيادة" الاحتلال على هضبة الجولان السورية المحتلة، واعترافها بالقدس المحتلة "عاصمة" مزعومة لـ(إسرائيل).
وأضاف أن الجزء المتبقي من هذه الصفقة يتعلق بالفلسطينيين وهو محاولة "ترويضهم وقبولهم بأن يكونوا جاليات متناثرة في المجتمع الإسرائيلي".
لكن النخالة شدد على أن غزة تشكل تهديدا جديا لـ(إسرائيل)، مشيرا إلى أن المقاومة تمتلك مقاتلين أكثر شجاعة وجرأة على ضرب (إسرائيل).
وبشأن المصالحة الفلسطينية، قال النخالة: إنها وصلت إلى طريق مسدود "ومصر لن تتابع موضوع المصالحة بعد الآن"، وفق قوله.
وأشار إلى طلب رئيس السلطة محمود عباس تجريد المقاومة من سلاحها في قطاع غزة وقوله: إنه لن يقبل العودة لغزة طالما بقي فيها هذا السلاح، يمثل رسالة "النظام العربي"، وفق تعبيره.
وأضاف أن عباس لا يملك أي قوة ليفرض تجريد غزة من سلاحها، مردفا: عباس لا يريد أن يعود لغزة وهي تملك سلاحها، وهذا يعكس رغبة إسرائيلية و"عربية".
وعبّر النخالة عن شكره لدولة قطر لتقديمها المساعدات للشعب الفلسطيني.