فلسطين أون لاين

​بعد جولة من العدوان الأعنف منذ 2014

اتفاق التهدئة في غزة.. هل يلتزم الاحتلال هذه المرة؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ نور الدين صالح:

جولة من العدوان الإسرائيلي الأعنف على قطاع غزة منذ حرب 2014، استمرت على مدار ثلاثة أيام منذ الجمعة الفائتة، أجبرت المقاومة الفلسطينية على الرد، ودفعت أطرافًا عدّة أبرزها مصر وقطر والأمم المتحدة، للتحرك بشكل عاجل، في محاولة منها لضبط الأوضاع وإعادة الهدوء.

في نهاية المطاف وعند الساعة الرابعة والنصف فجر أمس، أفضت الجهود الدولية إلى الإعلان عن التوصل لاتفاق تهدئة، وعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه سابقًا، شريطة التزام الاحتلال بتنفيذ بنود "تفاهمات التهدئة" سابقًا.

وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة: إن عودة الهدوء برعاية دولية وأممية "خطوة مهمة"، تندرج في سياق وقف العدوان عن الشعب الفلسطيني وإلزام الاحتلال بإخراج كل تفاهمات الهدوء إلى حيز التنفيذ.

وأوضح أبو ظريفة خلال حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن اتفاق التهدئة تضمن وقف كل أشكال العدوان ضد الشعب الفلسطيني بما فيها الحصار، وتنفيذ التفاهمات السابقة.

كما تضمن الاتفاق أيضًا، بحسب أبو ظريفة، وقف استهداف الاحتلال للمتظاهرين السلميين المشاركين بمسيرة العودة وكسر الحصار والصيادين، وتوسيع مساحة الصيد، وإدخال الأموال القطرية وفق جدول زمني سريع.

وشدد على أن "معادلة الهدوء مقابل الهدوء مرفوضة لدى الكل الفلسطيني، ولا يُمكن أن تمر بدون تنفيذ الاحتلال التفاهمات عمليًّا"، مؤكدًا أن التزام المقاومة بالتهدئة مرهون بالتزام الاحتلال.

ورجّح أن تكون تلك التفاهمات موضع تنفيذ خلال أسبوع؛ "لأن عدم جني الثمار يُعطي مؤشرات أن الاحتلال سيعود للمماطلة، وهو ما أبلغته فصائل للمقاومة للراعي المصري".

وأكد المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي مصعب البريم، أن المقاومة الفلسطينية نجحت في وقف العدوان الإسرائيلي على شعبنا، بعد جهود سياسية بذلتها قيادتها مع الأشقاء في مصر، مثمنًا الدور المصري بهذا الشأن.

وقال البريم لـ"فلسطين": "نعلم أن العدو غادر، لكنّ المقاومة لا تزال حاضرة في الميدان وهي تعرف اللغة التي تجبره على احترام أي تفاهم".

وأضاف "إذا حاول العدو أن يعتدي على شعبنا أو يرتكب أي حماقة ضد المدنيين والبيوت الآمنة، فالمقاومة حاضرة وستردعه كما الجولات السابقة".

وجدد تأكيده أن "المقاومة لا تزال حاضرة في الميدان وقادرة على تحويل حياة ضباط ومستوطني الاحتلال إلى جحيم".

وذكر أن البحث والنقاش ما زال جاريًا بين القيادة السياسية المقاوِمة والراعي المصري في القاهرة، من أجل جدولة آليات تنفيذ تفاهمات الهدوء، مشددًا على أن "كسر الحصار بجميع أشكاله هو محدد نجاح الهدوء واستمراره".

التزام الاحتلال

وفي ضوء ما سبق، يبقى السؤال الأبرز: هل سيلتزم الاحتلال بهذا الاتفاق أم سيعود لسياسة المماطلة؟

المختص في الشأن السياسي د. ذو الفقار سويرجو، يرى أن هذه المرة مختلفة عن المرات السابقة من حيث التوقيت والزخم وقوة النيران التي وجهتها غزة للاحتلال.

وأوضح سويرجو لـ"فلسطين" أن هذه الجولة لقّنت رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو درسًا أن سياسة المماطلة لم تعد مجدية، وأن هناك ثمنًا يجب دفعه.

ورجّح أن يلتزم الاحتلال بمحددات التهدئة التي جرى الاتفاق عليها سابقًا، إضافة إلى أنه سيكون هناك تبعات سياسية، أي خلق واقع سياسي جديد، نتيجة التغيرات التي حصلت في ميزان الرعب الذي حصل خلال التصعيد.

وتوّقع أن يكون هناك صياغة جديدة لشروط التهدئة ستضمن عدم ابتزاز الاحتلال للفلسطينيين كما في مرات سابقة.

وأردف أن الاحتلال سيلتزم بالاتفاق، خاصة أن عوامل التفجير لا تزال قائمة، وسلاح المقاومة مشرعًا، ونقاط الضعف الإسرائيلية موجودة وخاصة المتمثلة بإقامة "احتفالات اليوروفيجين".