قائمة الموقع

​10 صواريخ إسرائيلية تجعل بناية "القمر" أثرًا بعد عين

2019-05-07T07:14:25+03:00
تصوير / ياسر فتحي - أرشيف

مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ سارع سكان بناية "القمر" إلى لملمة جراحهم بحثًا عما بقى ما يصلح للحياة بين الركام، فالكل بدا مضطربًا وهو يقلب الحجارة علّه يعثر على أوراق ثبوتية أو غيرها من الأغراض الشخصية تحت البناية التي أمست أثرًا بعد عين بفعل (10) صواريخ أطلقتها الطائرات الإسرائيلية عشية الأحد الماضي.

"القمر" بناية سكنية تقع في حي تل الهوا جنوبي مدينة غزة، مكوّنة من سبعة طوابق ما زالت حديثة الإنشاء، حيث يسكنها حتى لحظات القصف (10) عائلات فلسطينية.

بين الأنقاض أخذت الطفلة ماسة عيسى (8 أعوام) تبحث عن حقيبتها وكتبها الدراسية حتى تتمكن من الاستعداد لاختبارات نهاية الفصل الدراسي الثاني من الصف الرابع الأساسي، لكنها لم تجد سوى حقيبتها فارغة.

وتضيف ماسة: "مهما فعل الاحتلال لن نستلم ولن نضعف من آثار القصف والدمار، وإن شاء الله سنهدم بيوتهم عليهم، وسنقف مع المقاومة وندعمها".

أما أختها الأكبر سندس (16 عامًا) فتروى لـ"فلسطين" اللحظات الأولى لقصف البناية قائلةً: "كنا آمنين في بيتا، تفاجأنا بأصوات الجيران (انزلوا بدهم يقصفوا البرج)، ويا دوب البسنا نستر حالنا، وفي من الجيران نزل حافي القدمين، ومش لابسين شيء على راسهم".

وتفاجأت عائلة عيسى مجددًا من قصف الاحتلال للبناية كاملةً، حيث كانت تعتقد أن الاخلاء لفترة بسيطة لقصف شقة معينة.

وبنسف الاحتلال للبناية، باتت عشرة عائلات ليلتها الطويلة في الشارع دون مأوى يضمهم.

أما سندس التي فلم تتوقف دموعها في الليلة الأولى خارج البيت المدمر، تقول: "أجيت لقيت كل كتبي محروقين، وملف انجازاتي التي أعملها للمدرسة كمان راح، وملابسنا وأغراض رمضان، وكل شيء ركام".

وتؤكد سندس التي دُمر بيت عائلتها في عدوان 2014، أن إجرام الاحتلال وقصفه للمدنيين العزل لن يقلل من عزيمتها، مضيفةً: "تهدم دار وتنين وثلاثة عادي، سنبقى مع المقاومة والشعب الفلسطيني الذي نفتخر أننا منه".

"مع المقاومة"

أما والدتهم أم عزام عيسى التي كانت تُعد الخبز استعدادًا لاستقبال رمضان، صدمت من هول المشهد الذي رأته أمام عينيها وتصفه كأنه "حلم!!".

وأضافت "أم عزام" لـ"فلسطين": "كنت أجهز العجين وبدي أخبزه، جاءتني بنتي ماسة تجري وتقول: يمّا الجيران يصرخوا عليا انزلوا بدهم يقصفوا البرج، ما صدقت رحت أتأكد وإذا بالجيران ينزلوا بسرعة".

لبست الأم غطاء الرأس وأخذت تجري على درج البناية وأمامها أبناؤها العشرة، تعلّق قائلة: "5 دقائق، لقيناهم نسفوا البرج، لا أخذنا هوية ولا كتب ولا فلوس ولا ذهب، والله يعوضنا خير".

ولا تنفك الأم عن قول (حسبنا الله ونعم والوكيل) على الاحتلال وأفعاله، مطالبة المقاومة الفلسطينية بقصف بيوت المستوطنين وهدمها على رؤوسهم.

وتضيف: "القصف لن يضعف قوتنا ولن ينال من عزيمتنا، احنا صامدين، والبنايات التي هدمت ستبنى غصبًا عنهم، احنا مع المقاومة قلبًا وقالبًا".

أما زوجها م.خالد عيسى، فأكد أن البناية سكنية مدنية ولا يوجد بها أهداف عسكرية كما يدعي الاحتلال، مشيرًا إلى وجود مؤسسة خيرية وطلابية تساعد الفقراء والأيتام، بالإضافة لوجود محال تجارية في الدور الأراضي.

وبيّن أن الاحتلال يهدف من قصف البناية لنشر الذعر والخوف واثارة الرعب والبلبلة بين المواطنين.

ووجه عيسى رسالة للاحتلال مفادها أن "الأفعال الهمجية" لن تثني الشعب الفلسطيني عن مواصلة طريق التحرير، ولن تؤثر على معنوياته، كما أنها لن تضرب عقيدته تجاه الاحتلال، وفي ذات الوقت أكد أن المقاومة "شرف الفلسطينيين".

مؤسسات خيرية

من جهته أكد إياد أبو حليمة من جمعية "أحباء فلسطين" الخيرية، التي دُمر مكتبها في البناية، أن استهداف الاحتلال للمؤسسات المدنية عمومًا ومكتب جمعيته خصوصًا "إفلاس، وفشل لن يكون عقبة أمام مواصلة أعمالهم الخيرية التي تقدم للفقراء والأيتام".

وقال أبو حليمة لـ"فلسطين": لن يقف عملنا الخيري في مساعدة الناس خصوصًا في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها أهالي قطاع غزة رغم كل القصف والدمار، سنتحدى الاحتلال ونبني ونواصل أعمالنا الخيرية".

أما خالد أبو شريعة من مكتب الرابطة الإسلامية الطلابي الذي كان يلملم بعض الأوراق التي تناثرت فوق الركام، فيتساءل "نحن مكتب طلابي موجودون في بناية مدنية، نقدم مساعدات لطلبة المدارس والجامعات من الفقراء، لماذا يتم استهدافنا؟".

ويتابع أبو شريعة حديثه لـ"فلسطين": تعود شعبنا الفلسطيني من هذا الاحتلال على أشكال الدمار والعنف والحصار.

ويستدرك: "رغم قصف الاحتلال سندعم الطلبة داخل الجامعات والمدارس، وسندافع عن شعبنا بسلاح العلم".

اخبار ذات صلة