يؤكد النواب العرب في الكنيست الإسرائيلي، العالقون بين مطالبتهم بحقهم بتمثيل الفلسطينيين ومواقفهم الرافضة لسياسات دولة الاحتلال، أنهم يعيشون "إحدى أسوأ دورات" الكنيست بوجود حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية التي تزداد تطرفا يوما بعد يوم.
في الأشهر الماضية، شهدوا الجدل داخل الكنيست حول منع الأذان فجرا وإضفاء الشرعية على مصادرة أراض فلسطينية لبناء مستوطنات عليها. شاركوا في النقاش وفي التصويت، دون أن يتمكنوا من أن تكون القرارات لصالحهم.
ويقول النائب أحمد الطيبي عضو الكنيست لخمس دورات منذ 1999، لوكالة الصحافة الفرنسية إن "هذه الدورة من أسوأ الدورات لوجود حكومة يمينية متطرفة. نحن معادون لهذه الحكومة، ونعمل لإسقاطها كل يوم".
ويضيف "نتميز عن المعارضات الأخرى بأننا نمثل أقلية عربية مضطهدة مقموعة"، مؤكدًا أن "الكنيست هو أكثر الأماكن تطرفًا وليس مكانًا سهلًا للعمل بل هو تحد مستمر".
ويشدد الطيبي على أن "نتنياهو كان أقل عدوانية وعنصرية في الدورات السابقة. لكن في السنتين الأخيرتين، صار مزايدا محرضا متطرفا خطرا".
ومنذ الانتخابات الأخيرة في 2015، قرر النواب العرب تشكيل جبهة موحدة في مواجهة أكثر الحكومات يمينية في تاريخ كيان الاحتلال حيث يشكل الفلسطينيون المتحدرون من الذين لم يغادروا أراضيهم لدى قيام كيان الاحتلال ما نسبته 17 في المئة حاليا من الفلسطينيين والمستوطنين في داخل أراضي الـ48م.
وتشغل القائمة العربية المشتركة المكونة من الأحزاب العربية 13 مقعدا في الكنيست، 12 لعرب ومقعد ليهودي.
وتعتبر القائمة القوة المعارضة الثالثة في البرلمان الذي يضم 120 مقعدا لكن تشوبها انقسامات. وفي الكنيست خمسة نواب عرب آخرين.
وكان رئيس كتلة الائتلاف الحكومي في الكنيست ديفيد بيتان صرح مؤخرا "أفضل عدم توجه العرب الى صناديق الاقتراع لأن 95 بالمئة منهم يصوتون لصالح القائمة المشتركة التي تمثل المصالح الفلسطينية".
لكن الطيبي يتذكر مراحل أخرى صعبة مر بها النواب العرب، مثل الحروب الثلاث على غزة منذ 2008. ويقول "في وقت الحرب (يصبح) الكنيست نارا. يكون مليئا بالعنصرية والعدوانية الفاقعة. لا يريدون رؤية عربي أو سماع اللغة العربية. يريدونك أن تكون جزءا من الاجماع".
ويروي الطيبي أن وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان قال يوما عنه وعن زميله محمد بركة "يجب وضعهما أمام صف من رماة الرصاص واعدامهما. كل يوم يقول أننا نمثل المنظمات الإرهابية وأعداء الدولة".