فلسطين أون لاين

​مزاجية الطفل.. دلال زائد وضغط نفسي

...
غزة/ مريم الشوبكي:

تجد الأم صعوبة في التعامل مع الطفل المتقلب المزاج، وهذا يحتاج إلى صبرها بالدرجة الأولى، لاسيما أن مشاعره تتقلب في اللحظة ذاتها، فجأة يصبح سريع الغضب، وسريع الضحك، لذا على الأم أن تتعلم كيفية التحكم في أعصابها لتعرف التعامل مع شخصيته جيدًا وتضع يدها على مفاتيحها.

الطفل المزاجي: ما سماته الشخصية؟، وما الأسباب التي عززت لديه المزاجية؟، وما الأعراض التي تبين أنه متقلب المزاج؟، وهل التعامل معه بقرب يحسن من مشاعره أم الأفضل التعامل بلعبة المسافات؟، وما الطريقة الصحيحة التي من المفترض أن يتعامل الوالدان بها معه؟

وقال اختصاصي الصحة النفسية إسماعيل أبو ركاب: "إن شخصية الإنسان منقسمة إلى ثلاثة جزئيات: الأفكار، والمشاعر، والسلوك، وهذا مثلث شخصية أي إنسان".

وأوضح أبو ركاب لـ"فلسطين" أن المزاجية هي جزء من شخصية الطفل، بسبب عادات ورثها من الوالدين وجعلته يتصرف خارج الصف الاجتماعي في المشاعر.

وذكر من صفات الطفل المزاجي: الإفراط في المشاعر، أو البلادة فيها، أي الاتصاف بشذوذ في أحاسيسه؛ فقد يكون مسرورًا في موقف من المفترض أن يكون فيه حزينًا، والعكس صحيح.

ولفت اختصاصي الصحة النفسية إلى أن تقلب المزاج أو المشاعر لدى الطفل يزيد إذا تربى على الدلال الزائد، أو مر بمشاكل وضغوط نفسية.

وبين أن المزاجية مشكلة وليست مرضًا لدى الأطفال، أما إذا اتصف الكبار بالمزاجية فتعد مرضًا يتصفون به، وتنتج عند الصغار بسبب سوء التربية أو سوء إدارة الذات، وتشهد تغير المشاعر تجاه الموقف الواحد.

وعن أعراض المزاجية عند الأطفال ذكر أبو ركاب أن تقلب مشاعر الطفل فجأة جزء أساسي من الشخصية المزاجية، ففي موقف يتطلب السرور من أتفه الأسباب يغضب ويغير رأيه، ومتغير في سلوكياته، وردة فعله خارجة عن الطبيعي.

وأوضح أن جزئية الرضا تجاه المواقف تختلف في كل مرة، وأنه كثير الطلبات، وتتقلب عاداته وعلاقاته بالآخرين، وتختلف عوامل قبول الوالدين لديه.

وبين اختصاصي الصحة النفسية أن التعامل مع المزاجية لدى الطفل قبل 13 عامًا تختلف عن التعامل معه بعد هذه السن، فقبلها بالإمكان تغيير الشخصية بالكامل، وبعدها تصبح شخصيته كبصمة اليد.

ودعا الوالدين إلى عدم التفريط بفرصة تعديل السلوك والتعامل بجدية مع الطفل، وعدم الرضوخ لمطالبه في كل مرة، وتجاهل مطالبه، مع تأكيد توضيح السلوك الصحيح والخطأ، والنتائج السلبية لذلك، أما بعد سن 13 سنة فيجب تحاشي الأبناء وإظهار التعاطف معهم.

ولفت أبو ركاب إلى أن الأطفال أذكى من الراشدين، وفي حال رفض الوالدان تلبية طلباتهم يغيرون سلوكياتهم وفقًا لسلوكياتهما، ولكنهم إذا كانوا يتمتعون بوعي فعليهم التعامل بالطريقة نفسها والحدة ذاتها.

وأشار إلى أن المزاجية موجودة عند الذكر والأنثى، ولكن حدتها وشدتها تختلفان، وتكون لدى الذكور أكثر إذ يتجهون نحو العدوانية والصراخ، ويأخذون ما يريدون بأكبر حجم من السلوكيات الخطرة والضارة، أما الأنثى فتتجه نحو البكاء والانسحاب والانطواء.

وحذر أبو ركاب الوالدين من أنهما يخلقان طفلًا مزاجيًّا حينما تختلف أساليب تربيتهما ولا يتفقان على توحيدها، وفقدان الاتزان في التربية، والميل نحو العقاب المادي بعيدًا عن العقاب المعنوي.