فلسطين أون لاين

​الاهتمام بالصحة النفسية كفيل بإراحة الجسم من الأمراض العضوية

...
كل شخص له شخصية خاصة به تتسم بسلوكه وتتوافق مع نفسه
غزة/ صفاء عاشور:

يعيش الإنسان في مراحل حياته المختلفة الكثير من الضغوط النفسية التي ربما تكثر في أوقات وتقل في أوقات أخرى، ولكن أهالي قطاع غزة عاشوا خلال السنوات الماضية ولا يزالون حصارًا شرسًا وقويًا ازدادت حدته خلال السنتين الماضيتين.

ضغوط نفسية يعيشها المواطن دون أن يدري مدى تأثيرها في أعضاء جسده ليجد نفسه قد أصيب بالضغط والسكري وأمراض القلب أو القولون وأمراض الأعصاب وغيرها الكثير من الأمراض التي يعود سببها للضغوط النفسية.

أخصائي الصحة النفسية د. إسماعيل أهل، أكد أن كل شخص له شخصية خاصة به تتسم بسلوكه وتتوافق مع نفسه ومجتمعه والمحيطين به، ولكن في حال تعرض الشخص لصدمة أو ضغوط نفسية أو حياتية يحدث هنا خلل ما في مزاجه وسلوكه يؤثر في حالته وصحته النفسية وخصوصًا أن الإنسان الطبيعي هو الذي يتأثر ويؤثر بالأحداث الجارية من حوله.

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": إن "الحالة النفسية للشخص تؤثر على كافة مناحي الحياة والجسم وهذا ما يعبر عنه صاحب التوافق النفسي بالاستقرار العاطفي والسعادة التي تطفو على الجسم، لذا نرى أن الأشخاص الذين لا يعانون اضطرابات نفسية لديهم أجسام خالية من الأمراض".

وأوضح أهل أن العديد من الدراسات أثبتت أن الأشخاص المتوافقين من ذواتهم لديهم صحة جسمية ممتازة، وعلى النقيض من الناحية السلبية، يعد الأشخاص غير المتوافقين نفسيًا أصحاب أمراض وشكاوى جسمية، لافتًا إلى أن أصل الكثير من الأمراض العضوية والجسمية نفسية المنشأ.

وبين أن من هذه الأمراض اضطرابات الجهاز الهضمي والقولون والصداع المستمر وألام الرقبة والظهر وأحيانا عدم القدرة على المشي والتقلبات الوجدانية والمزاجية، مشيرًا إلى إمكانية معالجة هذه الأمراض من خلال معرفة السبب الرئيس خلف تحول الضغوط النفسية أو الحالة النفسية للشخص.

وذكر أهل أن هناك بعض الأمور التي يمكن عملها من أجل تحسين الحالة النفسية وإبعاد الأمراض، وعلى رأسها ممارسة العبادات بشكل كامل، ممارسة الرياضة اليومية، اتباع نظام غذائي صحي، الخروج في رحلات ترفيهية، إشراك الآخرين بإيجاد حلول للمشكلات التي يتعرض لها الشخص.

وأردف: "أخذ قسط وفير من النوم والراحة اليومية، ممارسة القراءة، المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، عدم الاستسلام للأفكار السوداوية التي تحصره في زاوية الاكتئاب والأمراض النفسية".

وشدد أهل على أهمية أن يؤمن الإنسان بذاته وقدراته، وأنه يستطيع أن يتجاوز المراحل الصعبة، كي يحافظ على جسمه من كل النواحي النفسية والجسمية، وأن يتجنب المبالغة في الحزن والغضب محافظًا على توازنه النفسي.

من جهتها، أوضحت الأخصائية النفسية ليلي أبو عيشة، أن الصحة النفسية والجسدية هما وجهان لعملة واحدة ولا يمكن الفصل بينهما بأي شكل من الأشكال، لذلك يبقى الأثر واضحًا وقويًا للصحة النفسية على جسد الإنسان.

وقالت لـ"فلسطين": إن "العلاقة بين الصحة النفسية والجسدية تأتي بشكل طردي فإذا كانت جيدة تتحسن الصحة الجسدية، وإذا تدهورت الصحة النفسية يتعرض الجسم لكثير من المشاكل العضوية والأمراض".

وأضافت أبو عيشة "الظروف التي يعيشها أهالي قطاع غزة بسبب الحصار والوضع الاقتصادي الصعب الذي يمررون به، جعل الجميع يشعرون بالضجر والضيق والقلق النفسي، مستدركةً: "لكن يبقى الأمل بالله هو النجاة من كل هذه المشاكل النفسية".

وأردف: "اليقين بالله والإيمان به يزيد ويرفع من نسبة الروحانيات عند الإنسان وهو ما يتمثل في عنصر الرعاية الذاتية، وأنه على قدر التواصل مع الله من خلال العبادات فإن النفس ترتاح من كل المشاكل النفسية التي يواجهها الإنسان".

وبينت أن اهتمام الإنسان بذاته وتقديم الرعاية الذاتية لها من خلال أداء العبادات وخاصة الصلاة والإطالة في السجود وعمل التمارين الرياضية، والاسترخاء، والمشي في الهواء الطلق، والمشي على رمال البحر وغيرها من الرياضات التي ستكون كفيلة بإخراج الطاقة السلبية من جسد الإنسان.

وأكدت أبو عيشة أنه يجب على الإنسان أن يختار الأماكن التي يرفه فيها عن نفسه بعناية خاصة وأن تكون هذه الأماكن قريبة من الطبيعة، وبعيدة عن أي أماكن مكلفة تزيد من الهم كالأسواق والمولات.