فلسطين أون لاين

​عدوان: تفاهمات مع مصر لتخفيف معاناة المسافرين

فتح معبر رفح ينعش آمال المرضى بالعلاج في الخارج

...
جانب من سير العمل في معبر رفح أمس (تصوير- ياسر فتحي)
رفح - ربيع أبو نقيرة

ينعش فتح معبر رفح على فترات متقاربة آمال أهالي قطاع غزة عامة، والمرضى الذين تقطعت بهم سبل العلاج خاصة، باستكمال علاجهم خارج القطاع المحاصر منذ ما يزيد عن عشر سنوات.

ويتيح فتح المعبر لعدد أكبر من المرضى مغادرة قطاع غزة إلى الأراضي المصرية، أو الدول العربية والأوروبية، لتلقي العلاج المناسب لعللهم التي فاقم معاناتها إغلاق المعابر ونقص الخبرات والمعدات والإمكانات الطبية؛ بسبب الحصار الإسرائيلي الجائر.

وقررت السلطات المصرية فتح معبر رفح البري في الاتجاهين، استثنائيا، لمدة ثلاثة أيام، ابتداء من يوم السبت حتى الاثنين، وفق وزارة الداخلية في غزة.

وعدّ أحمد قويدر (66 عاما) خبر فتح معبر رفح البري، "بشرى زفت إليّ"، خاصة أن اسمه نشر في كشوفات وزارة الداخلية والأمن الوطني ضمن المواطنين المقرر سفرهم خلال أيام فتح المعبر الثلاثة.

وعبر قويدر في حديثه لصحيفة "فلسطين" التي قابلته أمام الصالة الخارجية لمعبر رفح في اليوم الأول من فتحه، عن فرحته بفتح المعبر، متمنيا أن يتم سفره إلى الأراضي المصرية على خير، من أجل العلاج.

وذكر أنه يقصد من وراء سفره، إكمال علاجه لدى طبيب مختص في القاهرة، من أجل تحسين قدرته على السمع والتي بلغت نسبتها فقط 45% في احدى أذنيه، في حين بلغت صفر في الأذن الثانية، مطالبا السلطات المصرية بفتح معبر رفح على الدوام لإنهاء أزمة السفر في القطاع.

أما (م.ج) والذي يبلغ من العمر (40 عاما)، يترقب برفقة طفلته ذات الثلاثة عشر ربيعا، سماع اسمه لركوب احدى الحافلات أمام صالة المغادرة في معبر رفح، ليغادرها إلى الجانب المصري.

وأوضح لصحيفة "فلسطين" أنه يقصد من سفره استكمال العلاج لطفلته، قائلا: "طفلتي تعاني من مشاكل صحية في عينها اليسرى، منذ الولادة، ونأمل أن تنجح عملية تركيب عين صناعية لها بعد فقدانها للرؤية بها".

وأشار إلى أن فتح المعبر يعيد الحياة للغزيين، خاصة المرضى منهم، ومن هم بحاجة ماسة للسفر من الحالات الإنسانية الأخرى، لافتا إلى أن معبر رفح هو المنفذ الوحيد والأمل الكبير للسكان للخروج من غزة المحاصرة.

ولا يختلف حال السبعيني أبو محمد السطري، والذي يعاني من مشاكل في الأعصاب في ساقه اليسرى، ويعاني على إثرها أشد المعاناة والألم، عن سابقه، فهو الآخر يريد السفر للتخلص من آلامه والعودة للمشي بدون مساعدة العكازات.

السطري أوضح في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن فتح المعبر، يعد الخطوة الأولى نحو شفائهم وعودة الأمل لهم بالحياة، مطالبا السلطات المصرية بضرورة فتحه على الدوام من أجل التخفيف عن سكان غزة.

بدوره، قال مدير معبر رفح البري هشام عدوان: "إن هناك بعض التسهيلات نلمسها في معبر رفح، من حيث قصر إغلاق المعبر، بحيث لم يتجاوز إغلاقه أكثر من أسبوعين، وهذا مؤشر جيد"، متمنيا أن يبنى على تلك الخطوة بشكل إيجابي حتى الوصول لفتح معبر رفح بشكل دائم ومستمر.

وأضاف عدوان لصحيفة "فلسطين" أمس، "من حيث الإجراءات على الأرض هناك تفاهم يأتي في إطار التخفيف من معاناة المسافرين، فبدلا من حمل الحافلة أكثر من 100 مسافر، تم التوافق على أن تحمل الحافلة 60 مسافرا، مقابل زيادة أعداد الحافلات المغادرة للجانب المصري".

ولفت عدوان إلى أن ذلك من شأنه التخفيف من الإجراءات الكثيرة التي يتم اتخاذها في المعبر وبالتالي التخفيف من معاناة المسافرين، مشيرا إلى أن استمرار الإيجابية في فتح معبر رفح وتحسين حركة السفر من شأنها أن تنهي أزمة السفر في القطاع.

وأوضح أن السماح بدخول بضائع ومواد بناء إلى غزة عبر معبر رفح البري، يعد مؤشرا جيدا على تحسن العلاقات الفلسطينية المصرية، قائلا: "نتمنى أن يصل التبادل التجاري لأعلى المستويات".

وأعرب عدوان عن أمله بفتح المعبر بشكل كامل ومستمر، وهو الأصل في ذلك، وفق حديثه، داعيا السلطات المصرية لضرورة تسهيل عودة العالقين إلى غزة، مستدركا "نقدر الأوضاع الأمنية في سيناء ولكن لا نريدها أن تطغى على الحالة الإنسانية في قطاع غزة".