قائمة الموقع

الطفل الشاعر "زغرة" يُحمِّس جماهير مسيرة العودة

2019-04-28T13:33:46+03:00
صورة أرشيفية

حاصر دخان قنبلة الغاز التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي، الطفل بكر زغرة في مخيم العودة قرب السياج الفاصل شرق غزة، فما كان منه إلا أن فاجأ الجميع بتحدي الاحتلال مستعينًا بالشعر الذي ألهب به حماس المشاركين في مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية.

واقتبس زغرة، الذي يدرس في الصف الرابع الابتدائي، أبياتا من قصيدة للشاعر تميم البرغوثي، أشاد فيها بأهل غزة.

وكأنما تجسدت مدينة يافا التي ينحدر منها الطفل اللاجئ زغرة في عينيه الخضراوين، وهو يصدح بصوته الناعم ضد التطبيع مع (إسرائيل)، على بعد بضع مئات الأمتار من السياج الاحتلالي الفاصل، الذي تتمترس خلفه القوات العدوانية المدججة بالسلاح.

وسجّل زغرة هناك، برفقة والدته، قصيدة تناهض التطبيع وتشيد بالمرأة المقاوِمة للكاتب الجزائري الطيب صياد، قائلًا: "هي مرأةٌ حملتْ بطرْف يمينها حجرًا وصاحت: يا رجال الطوبِ.. فاهتزَّ من صيحاتِها جيش العِدا.. يختالُ بين حجارةٍ وثقوبِ".

ويعمل زغرة حاليا على تأليف قصائد من الشعر، وقد ألف بعض الكلمات تحت عنوان "في الحياة" التي استلهمها عندما التقط صورة لغروب الشمس في أحد أيام مسيرة العودة وأبدى إعجابه بها فاقترحت أمه عليه أن يكتب عنها.

ومما جاء في كتابات الطفل "النبات يحن إلى ضوء الشمس في الليل.. وأنا أحن للعودة إلى وطني".

ولم يتوقف زغرة عن إلقاء الشعر طيلة تواجده هناك، إلا للإجابة عن سؤال صحيفة "فلسطين" حول غرضه من إطلاق اسم "في الحياة" على قصيدته الأولى، قائلًا: أريد الحياة على أرضي، وعودة اللاجئين إليها وتحرير القدس، وأخصص شعري لفلسطين المحتلة وغزة ومنع التطبيع.

وبينما انطلق الرصاص الحي من فوهات بنادق جنود الاحتلال صوب المشاركين في المسيرة السلمية، كان زغرة يقول: أنا لا أخاف من الاحتلال، وأقول له: لن نعترف بـ(إسرائيل).

ويتطلع الطفل إلى أن يحصل حينما يكبر على درجة البكالوريوس في طب العيون، وأن يطور مهاراته في الشعر بموازاة ذلك.

وانطلقت مسيرة العودة في 30 مارس/ آذار 2018. وأسفر استخدام الاحتلال العنف والقمع بحق المشاركين السلميين عن استشهاد وإصابة الآلاف بينهم صحفيون ومسعفون.

وتطالب المسيرة بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى مدنهم وقراهم التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية سنة 1948، وكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة منذ 13 سنة.

وتقول والدة الطفل الشاعر: إنها اكتشفت موهبته مذ كان في الرابعة من عمره، عندما تنبهت لقدرته على الحفظ، فعملت على تعزيز مهاراته وقدراته في حفظ القرآن الكريم، وبعدما بلغ الخامسة من عمره ألقى خطبة في شهر رمضان نالت إعجاب الحاضرين.

ويشارك ابنها في مسيرة العودة منذ انطلاقها، ويلقي أشعارًا يلهب فيها حماس الشباب الثائر، وقد مثلت المسيرة مصدر إلهام وتشجيع له لتعزيز موهبته.

ويختار زغرة إلقاء شعر عن الأرض الفلسطينية والعودة ومناهضة التطبيع، كما أنه يشارك في برنامج تلفزيوني عن حكايا العودة، وفق والدته.

وتنظر أم بكر إلى مشاركة طفلها في مسيرة العودة وإلقائه الشعر على أنها مهمة لتحقيق طموحه بصفته شاعرًا، وأيضًا للعودة بصفته لاجئًا.

وتقول الوالدة إنه رغم محاولاتها تجنيب طفلها مخاطر الإصابة بقنابل الغاز أو غيرها فإن عنف قوات الاحتلال يبقى مصدر تهديد له.

وتطمح إلى أن يتمكن بكر من إصدار مؤلفات خاصة به وأن يسير على خطى الشعراء الذين خدموا فلسطين.

اخبار ذات صلة