يحاول الوالدان منذ أن يحظيا بأطفال أن يبدأا تعليمهم الكثير من الأمور، اعتقاداً أن ذلك سيسهل من حياة طفلهما عندما يكبر، فبمجرد أن يتقن الكلام والحركة حتى يبدأا تعليمه عد وكتابة الأرقام والحروف العربية والإنجليزية، وغيرها الكثير من الأمور التعليمية البحتة.

لكن الكثير من الدراسات حددت سن ما بعد السابعة لتعليم الطفل هذه الأمور.

ولكن يجب أن يعلم كل أب وأم أنه في سن 2 إلى 5 أعوام يجب أن يتعلم الطفل كيفية التعامل مع كل ما يحيط به من بيئة داخل المنزل وخارجه، ففي داخل المنزل يجب أن يتعرف الطفل إلى أعضاء جسده ووظيفة كل عضو، ومعرفة الأجهزة والأدوات المنزلية المحيطة به وطريقة استعمالها، إن لزم الأمر.

ويحتاج الطفل لمعرفة الأشكال والألوان والهيئات، والتعرف إلى الحيوانات والنباتات التي يمكن أن يشاهدها في حياته المبكرة، ويجب أن يتعلم طريقة نطق الكلمات نطقًا صحيحًا وواضحًا.

ويجب أن يتعلم الطفل كل ما سبق بالطريقة الملموسة، وليس بالتلقين والحفظ دون التجربة، فالطفل ليس بحاجة لتعلم القراءة والكتابة، وعمليات الطرح والجمع على الدفتر، وهو غير قادر على إجرائها عند اشتراء بعض الحلوى من الدكان المجاور لبيته.

إذًا؛ ما يحتاج الطفل لتعلمه قبل سن خمسة أعوام هو كل الأمور التي تبني الأساس العقلي والإدراك البيني اللذين يشكلان وعي الطفل بالحياة لما تبقى من حياته بعد ذلك، لذا من المهم أن يتعرف الطفل إلى كل ما يحيط به من البيئة خارج المنزل من حرارة، وبرد، وشمس، وثلج، وطين، ورمل، وشجر، وصخر، وطيور، وحيوانات، وحشرات، وغيرها.

ولا يمكن أن نهمل أهمية الحديث مع الطفل منذ الصغر، فالكلام مع الطفل يجعله يخزن في عقله كم كبير من الكلمات ومعانيها وطرق التعبير عنها، كما أن هذا الأسلوب يعلم الطفل كيف التواصل وعرض أفكاره مع الآخرين بكل سهولة ويسر.

والقراءة الدورية للطفل في الكتب المخصصة له في مجالات مختلفة، والحديث المستمر إليه كأنه إنسان ناضج سيصقلان شخصية الطفل فيما بعد، وسيزيدان من آفاقه ومداركه.