خمس دقائق أو أقل من وقت الحصة كفيلة بكسر الروتين التعليمي، بمسرحية تشرح موضوع الدرس شرحًا مفعمًا بالنشاط والمرح.
كتابٌ هو الأول من نوعه في الوطن العربي باسم "مسرحة المناهج" وسيلة تعليمية جديدة، عملت عليها معلمة اللغة الإنجليزية في مدرسة دار الأرقم النموذجية ياسمينة نصار، لتخط صفحاته بنصوص مسرحية تشمل 100 درسٍ في مواد دراسية مختلفة من الصف الأول حتى الرابع.
المعلمة نصار بينت لصحيفة "فلسطين" أن شغفها بتأليف النصوص بأنواعها ونظم الشعر دفعها إلى التحمس وتنفيذ المشروع، الذي يعنى بكتابة سيناريوهات مسرحية، لعدد من الدروس الصعبة في اللغة العربية والرياضيات ومواد أخرى.
وتابعت: "بدأنا قبل أعوام بعدد قليل من المسرحيات لبعض الدروس، فدفعني المردود الإيجابي على الطلبة إلى طرح الفكرة على إدارة المدرسة لتوسيعها، لصقلها لتكون شاملة ومنظمة يمكن الاستفادة منها على مستوى جميع المدارس، ما رحبت به الإدارة".
وأوضحت نصار أن الكتاب محاولة للتفكير خارج الصندوق، وجعل الحصص الدراسية أكثر فائدة ومتعة، بطريقة جديدة ومبتكرة، الأولى فلسطينيًّا على مستوى مدارس التعليم الأساسي.
وذكرت نصار أن المسرحية لا تستغرق أكثر من 5 دقائق من وقت الحصة الدراسية تهيئة للدرس، مع تحقيق الكثير من الفوائد العلمية والتربوية، متمنية أن يلاقي العمل الذي استغرق منها جهد عام ونصف رواجًا في مدارس القطاع.
ويشارك الكتاب في منافسة على مستوى الوطن ضمن مبادرة المعلم المبدع، وهي جائزة هدفها دعم الإبداع والتميز في التعليم بتبني المعلم طرقًا وأساليب وآليات إبداعية خلاقة غير تقليدية حديثة ومتطورة في التعليم والتعلم.
بدوره أكد الدكتور عبد الخالق العف رئيس مجلس إدارة المدرسة أن الإدارة دفعت المعلمة إلى المضي في فكرتها لمواكبة تطور العلم ووسائل تقديم المعلومات، موضحًا أن الفكرة النظرية قديمة، لكن تطبيقها عمليًّا هو الأول في فلسطين.
وبين العف أن ما ساعدهم على تطبيق الفكرة هو وجود المعلمة نصار لكونها شاعرة ولديها قدرة على كتابة السيناريو، مشيرًا إلى أنها ستستكمل دروس المرحلة الأساسية.
وعد العف المسرح "أبا الفنون، وله تأثير على وجدان الطلبة".
وأوضح أن الأسلوب الجديد الذي ابتكرته المدرسة يدفع الطالب إلى تذكر كل لحظة عرضت أمامه وترسخ في ذاكرته، لذا كان من الضروري السير في تلك الخطوة لمجاراة التعليم في العالم الذي ينتهج ذلك الأسلوب.
وحرص العف الحاصل على الدكتوراة في النقد والأدب أن تكون نصوص الكتاب متينة، واستعانت المدرسة بالدكتور داود حلس المختص في المناهج وطرق التدريس لتقويم الجانب التربوي، والتحقق من تأثير المسرحيات في الطلاب، وتحقيق أهدافها، وليكون الناتج واقعيًّا وقابلًا للتطبيق.
وبينت مديرة مدرسة دار الأرقم ناريمان الغماري أن مدرستها حاولت استحداث وسيلة تعليمية جديدة لمواكبة متطلبات المرحلة، في وقت يشهد اندماج الأطفال مع الأجهزة الذكية، وتأثرهم كثيرًا بفنون الرسوم المتحركة والمسرح.
وقالت الغماري لـ"فلسطين": "إن التعليم الحديث أصبح يتجه للتعلم باللعب، ولم يعد يكتفي بالمعلومات المجردة، وأصبح من الصعب إيصالها إلى الطالب بطريقة بدائية، خصوصًا في المراحل الأساسية".
وأوضحت أن إعلان الكتاب جاء عبر "أوبريت" واحتفال لتعميم الفكرة للاستفادة منها في جميع مدارس القطاع، بعدما طبقت ولاقت إعجاب وزارة التربية والتعليم والمعلمين الذين شاهدوا تأثيرها في الطلبة.
وتنوي المدرسة -بحسب ما ذكرت الغماري- إصدار جزء آخر من الكتاب يشمل باقي الدروس للمرحلة الأساسية، في خطوة تساهم في رفع كفاءة التعليم بمدرستها.
ويعرف مصطلح مسرحة المناهج بتنظيم المناهج الدراسية وتنفيذها في قالب مسرحي أو درامي؛ بهدف اكتساب التلاميذ المعارف، والمهارات، لتحقيق الأهداف المنشودة بطريقة محببة ومشوقة.