يتخذ الأسرى الفلسطينيون القابعون خلف قضبان الاحتلال من أمعائهم الخاوية، سلاحًا لانتزاع حقوقهم التي تسلبها إدارة سجون الاحتلال، وللتنديد بالإجرام الذي يتعرضون له.
وتماطل إدارة سجون الاحتلال في الاستجابة للأسرى الفلسطينيين وتحقيق مطالبهم العادلة.
ويؤكد الناطق باسم مؤسسة مهجة القدس طارق أبو شلوف أن الاحتلال لا يستجيب للأسرى إلا بعد استنفادهم جميع الخطوات التكتيكية وصولًا لخطوة الإضراب المفتوح عن الطعام.
ويلجأ الأسرى لهذه الخطوة، كما يقول أبو شلوف لصحيفة "فلسطين"، نتيجة لعدم استجابة الاحتلال لمطالبهم عبر المفاوضات مع قيادة الحركة الأسيرة.
ويضيف أبو شلوف لصحيفة "فلسطين": "إن الإضراب المفتوح عن الطعام وسيلة لتحقيق هدف، كما يعد أكثر الأساليب النضالية وأهمها، من حيث الفاعلية والتأثير على إدارة السجون وسلطات الاحتلال والرأي العام لتحقيق مطالبهم الإنسانية العادلة".
ويؤكد أبو شلوف، أن الأسرى يلجؤون لمعركة الأمعاء الخاوية للدفاع عن أنفسهم ورفضًا لإهانتهم وللحفاظ على حقوقهم التي نصت عليها الاتفاقيات الدولية والتي تخالفها سلطات الاحتلال الإسرائيلي.
ويبين أن من أبرز دوافع الأسرى للإضراب عن الطعام، عدم إدخال احتياجاتهم من ملابس وأغطية، وكتب وقرطاسية، وعدم معاملتهم بطريقة إنسانية وفق ما نصت عليه الأعراف والمواثيق الدولية.
ويشير إلى أن محاولة الاحتلال الالتفاف على مطالب الأسرى التي حققوها خلال معارك الأمعاء الخاوية، يدفعهم لإعلان الإضراب عن الطعام وللتأكيد على حقوقهم، ولوقف سياسة الإهمال الطبي والمطالبة بتلبية احتياجاتهم من الأدوية والمستلزمات الطبية التي تجنبهم الخطر.
وخاض الأسرى 29 إضرابًا جماعيًّا عن الطعام انتهت بتحقيق مطالبهم وإجبار السجان على الاستجابة لهم، وفق مدير جمعية واعد للأسرى والمحررين عبد الله قنديل.
ويوضح قنديل لصحيفة "فلسطين" أن الأسرى حققوا العديد من الإنجازات خلال معارك الأمعاء الخاوية التي خاضوها ضد إدارة سجون الاحتلال.
وبحسب قنديل، من أبرز أن الإنجازات التي حققها الأسرى خلال معركة الكرامة 2 التي استمرت ثمانية أيام، إزالة أجهزة التشويش المسرطنة من غرف وأقسام الأسرى، وتركيب هواتف عمومية داخل الأقسام، وتقديم العلاج اللازم للمرضى، ونقلهم إلى أماكن مخصصة ليعالجوا.
ويؤكد أن الأسرى أجبروا الاحتلال خلال معركة الكرامة 2، على إلغاء كل العقوبات التي اتخذت بحقهم وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل فبراير/شباط الماضي.
نجاحات
وكانت الحركة الأسيرة أعلنت في بيان صحفي منتصف الشهر الجاري، التوصل إلى اتفاق مع السجان يحقق من خلاله ما انتفض الأسرى لأجله وهو إزالة أجهزة التشويش المسرطنة وتحييدها والموافقة لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة والسجون على تركيب هاتف عمومي في كل أقسام السجون وُجِد أسير فلسطيني يحمل قضية وطنه".
وجاء في البيان أيضًا "إعادة الأوضاع الحياتية في كل أقسام السجون إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 16 فبراير/شباط 2019 وهي بداية الأحداث التي رافقت تركيب أجهزة التشويش المسرطنة وما تلاها من إجراءات عقابية واسعة".
ويضيف قنديل: "من أبرز الانجازات التي حققها الأسرى خلال معارك الأمعاء الخاوية -على مدار الأعوام الماضية- إخراج المعزولين من العزل الانفرادي، واستئناف الزيارات لأهالي أسرى القطاع بعد أن توقفت ست سنوات، وإدخال مستلزمات أساسية للأسرى من كتب وقرطاسية وملابس والسماح لهم بإكمال تعليمهم، وزيادة مدة، والسماح للأسير بالتصوير مع الأهل كل ثلاثة أشهر، وإدخال الأطفال والأحفاد تحت سن 16 مع كل زيارة".
كما نجح الأسرى خلال إضراباتهم في دفع الاحتلال لتلبية احتياجاتهم وقيامهم بإعداد الطعام بأنفسهم، وإدخال الكتب للأسرى ومواصلة التعليم الجامعي وحرية العبادة، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي، والاعتقال الإداري.
وتظهر إحصاءات هيئة شؤون الأسرى والمحررين يقبع في سجون الاحتلال الإسرائيلي 5700 أسير فلسطيني، منهم 48 أسيرة، و230 طفلًا، و500 أسير إداري، وثمانية نواب، و700 مريض، و570 محكوما بالمؤبد، و17 صحفيا، و50 من قدماء الأسرى.