ضرب وتنكيل ومعاملة مهينة خلال اعتقالهم واقتيادهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف دون مراعاة أدنى متطلبات حقوق الإنسان داخل سجون الاحتلال، هذا ملخص شهادات لأسرى من الأطفال والنساء.
وتستمر إدارة سجون الاحتلال الاسرائيلي في جرائمها ضد حقوق الفلسطينيات والأطفال الأسرى, ولا تقتصر على أساليبها في القمع والعنف والتعذيب, بل طورت أساليبها الإجرامية للتأثير عليهم نفسياً ومعنوياً.
ووفق معطيات هيئة شؤون الأسرى والمحررين فإن 230 طفلا و48 من النساء الفلسطينيات يقبعون داخل سجون الاحتلال.
وتقول أم شادي فراح، والدة أصغر طفل أسير، سابقا، في سجون الاحتلال: حكم الاحتلال على شادي بالسجن ثلاث سنوات وتعرض أثناء التحقيق لكثير من الضرب ووضعه بالزنازين، وكان من الاصل أن يكون مع الطفل أحد الوالدين أو محامٍ لكن لم تلتزم إدارة سجون الاحتلال بذلك.
وتؤكد فراح، المتحدثة باسم عائلات الاسرى القاصرين داخل سجون الاحتلال، لصحيفة "فلسطين" أن الاحتلال يخالف حتى قوانينه التي سنها، وتنص على أن الأصل تجاوز الطفل 14عاماً من أجل الحكم عليه لكن طفلها شادي فرض الحكم عليه عندما كان يبلغ 12 عاما.
وتروي فراح أحد مواقفها مع شادي أثناء السجن، قائلة: " في أحد مرات الزيارة طلب مني شادي أن آخذه معي للبيت، بعد أن حدثني عن صعوبة الحياة داخل السجون وسوء الطعام المقدم، وإيقاظ الأسرى في الليل للتفتيش وهذا كان يسبب لهم الخوف والفزع دون أن يدرك بتفكيره الطفولي انه مسجون رغماً عن عائلته".
وتوضح أن السجن لشادي كان تجربة قاسية، موضحةً أن طفلها بعد التحرر يمر في حالة نفسية صعبة وبحاجة إلى مراكز تأهيل وجمعية متخصصة لإعادة تأهيله بعد خروجه من المشفى.
وتضيف أن الأطفال داخل السجون وأثناء التحقيق يتعرّضون لأساليب متنوعة من التعذيب والإهانة والمعاملة القاسية ، مشيرة إلى أن العديد من القاصرين انتزعت منهم الاعترافات بالقوة والتهديد.
وتتابع أن "الاطفال داخل السجون يبتزهم الاحتلال بإحضار أهلهم والتسبب لهم بالضرر أو الاعتراف بتهم ملفقة، ولا تتوانى المحاكم العسكرية الاحتلالية عن إصدار أحكام عالية بحقهم مصحوبة بدفع غرامات مالية باهظة".
وتشير فراح إلى أن إدارة السجون تدمج الأسرى القاصرين مع عدد كبير من الأسرى، في سجون لا تدخلها أشعة الشمس ما يهددهم بالمرض.
وتؤكد أن الأطفال بحاجة إلى رعاية طبية خاصة وإدارة السجون لا توفرها لهؤلاء القاصرين، لافتةً إلى حالتهم النفسية الصعبة واضطرارهم للنوم الزائد.
وتبين فراح أن الأسرى ينتظرون خلال المحاكمة داخل ما يسمى "المعبار" وهو مكان لا يوجد بداخله اماكن لقضاء الحاجة وقد تطول مدة الانتظار ليومين.
سحق البراءة
بدورها تقول الأسيرة المحررة ابتسام موسى: إن الأسيرات يعشن في ظروف صعبة ويمنع الاعتراض على ذلك والأسيرة التي تعترض على قوانين السجن تُعزَل بزنازين انفرادية.
وتؤكد لصحيفة "فلسطين" أن أكثر ما تعانيه الاسيرة هي فترة التحقيق لأن المحتل يستعمل كل انواع التعذيب المتاحة لديه، موضحة أنها قضت 17 يوما في التحقيق دون محام، وكانت تعاني خلالها من ظروف جسدية ونفسية وهي معصومة العينيين ومكبلة اليدين.
وتشير إلى أن إدارة السجون تضغط على الأسيرات بأساليب التعذيب النفسية وتعمل على شن دوريات من التفتيش في ساعات متأخرة من الليل وتصادر خلالها كل ممتلكات الاسيرات من كتابات أو مشغولات مطرزة وغيرها، وتحرم الأسيرات من زيارة ذويها التي تكون مرة خلال أشهر.
وتلفت إلى أن أقسام الاسيرات تضج بكاميرات المراقبة وهذا يمنع الاسيرات من الاستراحة، وتمنع إدارة السجون دخول الملابس المخصصة للأسيرات وخاصة في فصل الشتاء مما يزيد من معاناتهن.
وتروى موسى أن أصعب لحظاتها داخل السجن هو خبر وفاة شقيقتها التي كانت ترافقها للعلاج من مرض السرطان.
ولا يزال يقبع خلف قضبان الاحتلال مئات النساء والأطفال الأسرى الذين تواصل إدارة السجون سحق براءتهم.