أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، د. خليل الحية، أن حركته جاهزة لإبرام صفقة تبادل أسرى جديدة، منبهًا إلى أن المعطل والمرتبك هو الاحتلال الإسرائيلي، متعهدًا بحشد كل الطاقات ودفع كل الأثمان لإفشال "صفقة القرن" الأمريكية.
وعلى هامش مشاركته في فعاليات الجمعة الـ55 لمسيرة العودة وكسر الحصار السلمية شرق غزة اليوم، تحت عنوان "جمعة الأسير الفلسطيني"، قال الحية لصحيفة "فلسطين": مَن يجب أن يضغط على قيادة الاحتلال هم ذوو جنوده الأسرى والمفقودين في غزة، مضيفًا أن قيادة الاحتلال تبيع الوهم وتكذب على مجتمعها، فالمقاومة جاهزة لإبرام صفقة جديدة لكنهم غير جاهزين لدفع الثمن.
وشدد على أن قضية الأسرى وتحريرهم على سلم أولويات قيادة حماس، وأن صفقة تبادل أسرى جديدة ستنجز عندما يكون الاحتلال جاهزًا لدفع ثمنها.
وبيّن أن قضية الأسرى كانت أحد بنود التفاهمات غير المباشرة مع الاحتلال، على اعتبار أنها إلى جانب قضية القدس من القضايا التي يمكن أن تعصف بكل الحالة الفلسطينية، لافتًا إلى أنه جرى الضغط على الاحتلال من خلال الوسطاء ليلتزم بإنهاء معاناة الأسرى لكي لا تكون هذه التفاهمات في مهب الريح.
إفشال "صفقة القرن"
وفيما يتعلق باعتزام مستشار البيت الأبيض جاريد كوشنر إعلان "صفقة القرن" بعد شهر رمضان الذي يحل في مايو/ أيار المقبل، تعهد الحية بحشد كل الطاقات وبذل كل الإمكانات ودفع كل الأثمان المطلوبة لإفشال هذه الصفقة.
وتابع: كما أفشل الإسلاميون ومعهم الوطنيون في الخمسينيات مشروع التوطين الذي كان يُخطط له لتوطين اللاجئين الفلسطينيين في سيناء، سنُفشل هذه الصفقة وغيرها من الصفقات المشبوهة التي تريد استئصال القضية الفلسطينية.
ونبه إلى أن الإدارة الأمريكية تريد أن تحل القضية الفلسطينية على حساب دول المنطقة إما بالتطبيع أو التوطين أو مشاريع أخرى.
ووصف الإدارة الأمريكية بأنها منحازة انحيازًا كاملًا "للمشروع الصهيوني"، محذرًا من أنها تريد إبقاء سيطرتها وسرقتها لمقدرات المنطقة بالكامل، وتريد لـ(إسرائيل) أن تتمدد فيها وتنهب ثرواتها.
وأشار إلى أن إدارة ترامب تسعى إلى تصفية القضية الفلسطينية لمصلحة "المشروع الصهيوني"، ذاكرًا أنها اتخذت قرارات تصب في هذا المسعى منها عدم اعترافها بالتعريف الدولي للاجئ الفلسطيني، في دلالة واضحة على أنها ترمي إلى إنهاء قضية اللاجئين التي هي أساس القضية الفلسطينية.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية رفعت مسمى الاحتلال عن الضفة الغربية المحتلة وزعمت أن القدس "عاصمة" لـ(إسرائيل)، بل واعترفت بما أسمتها "سيادة" الأخيرة على هضبة الجولان التي هي أرض عربية خالصة للشقيقة سوريا.
عباس والانتخابات
وبشأن الانتخابات الفلسطينية، أكد الحية أن حماس لم تتلقَّ أي ردود من السلطة لإجراء الانتخابات العامة، مبينًا أن هناك مراوغة تبديها السلطة.
وأوضح أن رئيس السلطة محمود عباس لا يريد الانتخابات وإنما يخشاها ولو أرادها لما طرح فكرة انتخابات تشريعية فقط دون انتخابات رئاسة السلطة.
وفي حين جدد الحية تأكيد جهوزية حماس للانتخابات، أضاف: نريد أن نواجه "صفقة القرن" وكل مشاريع التصفية بوحدة وطنية حقيقية قائمة على الشراكة في مسارات واضحة.
وذكر أن هذه المسارات هي الإيمان بإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، وبوحدة حقيقية على قاعدة الشراكة، وتنفيذ ما اتفق عليه الكل الوطني في الوثيقة المعروفة بوثيقة الأسرى 2006، واتفاقية الوفاق لعام 2011.
ونبه الحية إلى ضرورة عقد اجتماع قيادي يضم الأمناء العامين للفصائل لوضع خارطة طريق واحدة لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني، والاتفاق على استراتيجية وطنية واضحة لمواجهة ما تتعرض له القضية الفلسطينية من محاولات تصفية، والذهاب لانتخابات عامة للمجلس التشريعي ورئاسة السلطة والمجلس الوطني، وتشكيل حكومة وحدة وطنية.
وأشار إلى أنه إنْ لم تستجب حركة فتح و"فريق عباس" لهذه الرؤية التي يشترك فيها الكل الوطني فليتم الذهاب للانتخابات العامة مباشرة، ومن يُنتخب فيها يقود الشعب الفلسطيني.
ولفت إلى أنه إذا لم يتحقق ذلك فهناك خيار آخر هو الذهاب لعقد مؤتمر وطني تحت عنوان "مؤتمر إنقاذ وطني للقضية الفلسطينية" يجتمع فيه مئات الشخصيات الوطنية من الداخل والخارج للتوافق على رؤية وطنية.
وقال الحية: البقاء تحت رحمة سياسة عباس الانفصالية التي جزأت كل شيء في القضية الفلسطينية لا يمكن السكوت عليه.
وأضاف أن موضوع الانتخابات يأتي في إطار التوافق على استراتيجية كاملة، "لكن مع ذلك نحن نقول: إننا جاهزون للذهاب إلى انتخابات شاملة لتشريعي ورئاسة السلطة فورًا، ونتفق على موعد لانتخابات المجلس الوطني".
وجدد عضو المكتب السياسي لحماس التأكيد على أن الحكومة التي شكلها عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمد اشتية في رام الله المحتلة "حكومة فتحاوية انفصالية جاءت في أسوأ إخراج وأسوأ ولادة متعثرة".
لكن الحية شدد في الوقت نفسه على أن السلطة ملزمة بتقديم كل الخدمات للشعب الفلسطيني في كل أماكن تواجده، مبينًا أنها تتحكم بمقدرات الشعب سواء من الواردات أو المساعدات والمشاريع الخارجية وعليها تحمل المسؤولية.