قال عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خليل الحية إن التفاهمات التي أبرمت مع الاحتلال بوساطة مصرية لا يمكن أن تحيد غزة عن الصراع مع الاحتلال.
وأكد الحية خلال لقاء تلفزيوني مع فضائية الأقصى أنه لا أثمان سياسية للتفاهمات، وأنها أبرمت مقابل تجميد الأدوات الخشنة لمسيرات العودة وكسر الحصار. وقال الحية إن قضية الأسرى والأقصى فرضت على طاولة التفاهمات؛ وقلنا للوسطاء إنه لا يمكن لأي تفاهم أن يكبلنا عن الدفاع عن قضايانا الوطنية.
ونوه الحية لجميع الأطراف بأن غزة لا يمكن أن تقبل الاستمرار بالعيش في هذه المرارة، وعلى الجميع ألّا يراهن على صبر شعبنا على المعاناة، وسنسير في كل الطرق، ونطرق جميع الأبواب لفك الحصار، مهما كلفنا ذلك.
وشدد على أن الضامن لالتزام الاحتلال بهذه التفاهمات هو إصرار شعبنا ومقاومتنا، ووسائل مسيرات العودة التي جمدناها، مقدمًا الشكر الجزيل للإخوة في مصر لوساطتهم الأمينة خلال المفاوضات على التفاهمات.
وقال الحية إن أثر التفاهمات نراه من خلال تحسن جدول الكهرباء منذ 6 أشهر بفعل المنحة القطرية المقدرة، والتي ستستمر حتى عيد الفطر، ومن المتوقع أن تتجدد، وفي حال توقفها فإن التفاهمات تنص على أن تُزود محطة الكهرباء بالوقود بدون ضريبة. وأوضح الحية أن من ضمن التفاهمات تنفيذ مشاريع لتمديد خطوط كهرباء جديدة، وتحويل محطة التوليد للعمل بالغاز الطبيعي، وإنشاء محطات للطاقة الشمسية، وذلك بتمويل من دول أجنبية.
ودعا الحية مندوب الأمم المتحدة نيكولاي ميلادينوف إلى الإسراع في تنفيذ مشروع تشغيل 20 ألف خريج وعاطل عن العمل بمبلغ 45 مليون دولار بتمويل من البنك الدولي والأمم المتحدة ودولة قطر، منوها بأن 15 ألفا يعملون في مشاريع التشغيل المؤقت حاليا، نصفهم بتمويل من مالية غزة، والنصف الآخر ضمن المنحة القطرية.
وأكد الحية أن التفاهمات الأخيرة لم تنسَ الأسر الفقيرة والمهمشة، إذ بادرت قطر بإغاثة 250 ألف أسرة بمبلغ 100 دولار، وستصرف معونات غذائية في شهر رمضان لهذه الأسر.
ونبه الحية بأن التفاهمات التي انتزعت من الاحتلال رفعت القيد عن أكثر من 30% من المواد الممنوعة من الدخول إلى غزة، فيما تعد الجهات المختصة قائمة بمواد أخرى تفيد الصناعة والزراعة والصيد كي يسمح لها بالدخول. وأفاد الحية بأن جهات دولية رصدت أموالا لإعادة تشغيل المدن الصناعية (كارني) شرق غزة، وشرق بيت حانون، ومن المتوقع أن توفر 15 ألف فرصة عمل.
وجدد الحية شكره لجميع الأطراف المشاركة في صياغة هذه التفاهمات خاصة مصر وقطر والأمم المتحدة، فيما خص مصر بالشكر الجزيل على استمرار فتح معبر رفح، وسماحها بخروج آلاف المعتمرين، وزيادة التبادل التجاري.
صفقة القرن
وفي سياق آخر قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس إن صفقة القرن تستهدف إبقاء الهيمنة الأمريكية، والحفاظ على مصالح إسرائيل، وتطبيع علاقات الدول العربية مع الاحتلال دون حل القضية الفلسطينية، بل وطرح حلول على حساب بعض الدول كالأردن.
وأكد الحية أننا لن نقبل أرضا بأرض، ولن نقبل مشاريع التوطين ولا الوطن البديل، وأن فلسطين هي فلسطين، وليست في مصر أو الأردن. ودعا الحية إلى تحقيق الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات التي تفرضها المرحلة، ولإسقاط صفقة القرن، مؤكدا أن حماس ليست معنية بالتمسك بالسلطة، وأنها جاهزة لتسليم كل شيء أمام الوحدة الوطنية على طبق من فضة.
وطالب بتطبيق ما تم الاتفاق عليه في وثيقة الأسرى 2006، ووثيقة الوفاق الوطني 2011، ثم تشكيل حكومة وحدة وطنية، ثم دعوة أمناء الفصائل للاتفاق على استراتيجية، وإن لم نستطع فلنذهب إلى انتخابات شاملة (رئاسية، وتشريعية، ومجلس وطني). وتمنى الحية ألا تكون تصريحات بعض الأطراف في فتح عن المصالحة لتحقيق بعض المطالب الجزئية، مؤكدًا أن حماس تريد أن تذهب إلى حوار وطني شامل، أما الحوارات الثنائية فهي مزعجة لحماس ولكل الفصائل.
وشدد أن حماس غير معنية بإحداث انقسام فوق انقسام، وأنه على الرغم من كل العقوبات المفروضة على غزة، لن تبادل خطوة فتح تشكيل حكومة انفصالية غير شرعية، بخطوة مماثلة في غزة.
الأسرى
ووجه الحية التحية لأسرانا البواسل وهم يضربون المثل الأعلى في التضحية والصمود، وهنأهم على هذا الإنجاز التاريخي، مؤكدا لهم أنهم ليسوا وحدهم، ولن نتخلى عنهم، وسنبذل كل ما نستطيع لتحريرهم.
وأكد أن الحركة الوطنية والفصائل الوطنية بذلت جهودا كبيرة في تبني مطالب الأسرى، وكان موضوع الأسرى أحد استحقاقات التفاهمات الأخيرة مع الاحتلال.
انتخابات جامعة بيرزيت
وفي موضوع منفصل، هنأ الحية جامعة بيرزيت على هذه التجربة الديمقراطية الرائعة، وأردف: آمل أن تحذو الجامعات الفلسطينية في الضفة وغزة حذوها.
كما هنأ طلاب الجامعة على هذا العرس الديمقراطي، الكتلة الإسلامية، والشبيبة الفتحاوية، قائلا: هم جميعا أبناؤنا. ونوه بأن الكتلة الإسلامية حققت إنجازا كبيرا، بالنظر للملاحقة من قوات الاحتلال، ومن أجهزة السلطة للأسف، واصفا ما حققته كتلة حماس رغم كل الملاحقات الأمنية، بالإنجاز الذي يستحق التحية.