فلسطين أون لاين

للحريات العامة وحقوق الإنسان

إطلاق الدورة الثانية من جائزة الشيخ أحمد ياسين الدولية

...
غزة/ أحمد المصري:

أُطلقت أمس في حفل مهيب الدورة الثانية من جائزة الشيخ أحمد ياسين الدولية للحريات العامة وحقوق الإنسان، وفُتح باب الترشح للجائزة (2019م-2020م)، لمنح أفضل بحث علمي متميز يؤدي نشره وتعميمه إلى زيادة المعرفية العلمية والتطبيقية.

وشارك في الحفل حشد من الشخصيات والقيادات الوطنية والوجهاء والمخاتير، وأركان العمل السياسي والحكومي، ونواب في المجلس التشريعي، وذوو الشيخ "ياسين"، وأكاديميون، ودعاة.

وتتعلق محاور البحث ضمن الجائزة بمظلومية اللاجئين الفلسطينيين في الوطن المحتل والمهجر والشتات، وحق العودة وتقرير المصير، ومسيرات العودة الكبرى التي انطلقت قبل عام في قطاع غزة.

وتتعدد أهداف الجائزة التي من أبرزها تعريف الأجيال المتعاقبة بشخصية الشيخ "ياسين" كإحدىأبرز الشخصيات الفلسطينية في الفترة الماضية، وتشجيع الخبراء والباحثين محليًا وعربيًا ودوليًا على إجراء البحوث العلمية في مجال الحريات وحقوق الإنسان، وتقدير المتميزين في البحث العلمي، وأخيراً تعزيز الاتجاهات الإيجابية نحو البحث العملي في الحريات العامة وحقوق الإنسان لإثراء المعرفة والمساهمة في تطوير هذه القيمة.

وفي كلمة مجلس أمناء الجائزة، قال د. نسيم ياسين، إنّ فكرة الجائزة تأتي في ضوء أهمية نشر ثقافة الحرية وفق مبدأ "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، وتعد الحرية بالنسبة للإنسان كالماء والهواء.

وأوضح ياسين أنه على مدار التاريخ ظهر كثير من الرجال المصلحين الذين طالبوا وقاتلوا من أجل تحرير الإنسان من القهر والظلم، ولعل أبرز الشخصيات التي ناضلت من أجل ذلك أحمد ياسين، الذي كان زعيما أخذ على عاتقه محاربة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، ودفع في ظل ذلك ضريبة السجن.

وأشار إلى أن رؤية مجلس أمناء هذه الجائزة ذات علاقة في إكرام الشيخ "ياسين" الثائر على الظلم والقهر، لتتعرف عليه الأجيال التي تنشد الحرية في هذا العالم المضطرب الذي يعاني فيه كثير من الأفراد والجماعات والشعوب الويلات من أجل نيل أبسط حقوق الإنسان.

ولفت إلى أن الجائزة تأتي لتسليط الضوء على قضية سنوية تخص جماعة من الناس وذلك لحشد الرأي العام وصناع القرار في العالم لرفع الظلم ونصرة المستضعفين لينال الإنسان حقوقه المكفولة له في كل القوانين الدولية.

وأكّد أن الشيخ "ياسين" منذ ولادته وفي شبابه كان جبلا ذا همة عالية، أحيا بها أمة، وكان بكل معنى الكلمة مجد الأمة على رأس القرن الخامس عشر الهجري، بما أحيا من فريضة الجهاد والدعوة بعد تعطيلهما، وأسس حركة مجاهدة ثبّت من خلالها حق الشعب الفلسطيني في أرضه.

وفي كلمة رئيس الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلام القدس، أثنى الأب مانويل مسلم، على رحلة حياة الشيخ ياسين وجهاده الاحتلال، وقناعاته الراسخة باستمرار مقاومة الأخير وصولا للحرية والعدل.

وقال مسلم إنّ الشيخ "ياسين" ورغم حالته البدنية كان صلبًا صابرًا على السجن والبلاء، فاستحق حب شعبه بجدارة، ولم يخضع للترهيب لوقف المقاومة، ورفض كل المبادرات والاتفاقات التي تؤدي إلى المساومة والتفريط بالحقوق لمصلحة الاحتلال.

وأكد أنّ صوت "ياسين" كان وما يزال مصدرًا لإلهام الأجيال، وتزداد فكرته التي حملها انتشاراً، وحركته التي أسسها قوة وصلابة، مضيفا: "بعد استهدافه عام 2004 خرجت روحه لتضيء للآخرين طريق العزة والاباء".

بدوره، شدد رئيس الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، صلاح عبد العاطي، على أنّ الشيخ "ياسين" يمثل شخصية بحجم وطن، وأن إطلاق الجائزة باسمه أمر مميز يستحق التقدير والثناء.

وأكد أن وصايا الشهداء المؤسسين لا تخرج عن تحقيق الوحدة وتعزيز صمود الناس، وصون الحقوق والحريات ونبذ العصبية وخطاب الكراهية، وتغليب المصلحة الوطنية، وإعمال حقوق الإنسان.

كما أكد عبد العاطي أن صون حقوق الإنسان والحفاظ عليها، من شأنهما أن يعززا صمود المواطنين، ويسهلا على شعبنا توظيف كل أدوات القانون الدولي لمجابهة العدوان الإسرائيلي عليه، وإدانته، وانتزاع حقوقه.

وأثنى رئيس هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات IHH التركية، بولنت يلدرم، على سيرة الشيخ "ياسين"، وجهاده ومقاومته الاحتلال، مشدداً على أنه مثال حي لكون بعض الدماء تحيي بسيلها الأمم.

ولفت يلدرم إلى أن الشيخ "ياسين" ورغم عجزه البدني اهتم اهتماماً كبيراً بتربية النشء والشباب لإدراكه أن المستقبل وليد أيديهم.

وفي نهاية الحفل كرّم مجلس أمناء الجائزة الفائزين بمسابقة شاعر الياسين، والفائزين بالجائزة من الدورة الأولى، ولجنة التحكيم.