قال رئيس قوافل أميال من الابتسامات د. عصام يوسف: إنّ الواقع الصحي في قطاع غزة بات صعبًا؛ بفعل استمرار الحصار الإسرائيلي منذ 13 عامًا، وعقوبات السلطة في رام الله المفروضة على الأهالي.
وأضاف يوسف في تصريح صحفي وصلت صحيفة "فلسطين" نسخة، أن رفع السلطة يدها تمامًا عن إرسال الدواء لقطاع غزة منذ بداية العام الجاري "يعني انتقال الأمر من عقوبات لحكمٍ بالإعدام على المرضى والسكان المحاصرين من الاحتلال"، مشددًا على أن هذه الإجراءات لا تقبلها الأخلاق والضمير الإنساني الحي.
وأشار إلى خطورة نقص أكثر من 48% من الأدوية "حوالي 237 صنفًا"، وأكثر من 23% من المستهلكات الطبية، إضافة إلى أن مستلزمات صحة الأم والطفل مفقود منها أكثر من 72%، وأدوية الرعاية الأولية مفقود 61% منها، والعجز في أدوية أمراض السرطان والدم تجاوز 55% رغم أن هذه الأمراض تسير وفق بروتوكولات علاجية، ما يؤثر سلبًا على علاج المرضى.
ولفت إلى أن واقع الحصار في غزة واعتداءات الاحتلال الإسرائيلي اليومية تستدعي مزيدًا من الدعم والمساندة للقطاع الصحي المهم بدلًا من محاربته ووقف دعمه، موضحًا أن الحصار أوصله لوضع كارثي ومأساوي، وأن خطوات السلطة في هذا الاتجاه يعني مزيدًا من تعقيد الأمور وصعوبتها، ويعني أن تأثيراتها ستطال الجميع.
وأردف أن "نقص الدواء والمستلزمات والمعدات الطبية عوامل ستضاف إلى كارثية الأوضاع التي يعانيها القطاع الصحي أصلًا"، مؤكدًا ضرورة وقف السلطة عقاب شعبها.
وعدّ وصول العقوبات للقطاع الصحي يعني مزيدًا من تدهور الأمور، ما يستدعي تدخل عربي ودولي لإنقاذ القطاع، مطالبًا السلطة بوقف معاناة أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، والحد من تدهور الأوضاع المعيشية.
وجدد يوسف دعوته المجتمع الدولي للضغط على حكومة الاحتلال لإنهاء الحصار عن قطاع غزة وفتح كل المعابر، والتوقف عن هذا الصمت المريب فيما يتعلق بالواقع الإنساني الكارثي فيه، الذي يعني وقف العالم ضد أخلاقهم وقيمهم وإنسانيتهم.
بدوره، حذر مركز "حماية" لحقوق الإنسان، من التداعيات الخطيرة التي وصل إليها القطاع الصحي بغزة، خاصة أزمة نقص الأدوية.
وذكر المركز في بيان له، أن الأوضاع الصحية في القطاع تشهد تدهورًا خطيرًا غير مسبوق؛ بسبب الحصار، وتنصل وزارة الصحة في رام الله من مسؤولياتها، معربا عن "قلقه الشديد" من تفاقم الأزمات الصحية بفعل الاحتلال والعقوبات التي تفرضها السلطة على القطاع منذ إبريل/ نيسان 2017.
وطالب المركز الحقوقي المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لإنهاء حصاره المتواصل على القطاع منذ 13 عامًا، داعيًا منظمة الصحة العالمية لسرعة التدخل لحل الأزمات المتعلقة بالقطاع الصحي، وإنهاء معاناة المرضى.
كما طالب رئيسَ السلطة محمود عباس بإنهاء العقوبات عن غزة، وحثّ وزارة الصحة برام الله على القيام بواجباتها تُجاه مرضى القطاع.
وكان مدير عام الصيادلة في قطاع غزة منير البرش قال في حديث لصحيفة "فلسطين"، نشر أمس، أن وزارة الصحة في رام الله لم ترسل أي دواء لغزة منذ بداية العام الجاري.