حذر رئيس اللجنة الشعبية للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة معين أبو عوكل، من أن الادارة الأمريكية قد تتدخل لدى المجتمع الدولي من أجل تصفية عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تمهيدًا لتنفيذ صفقة القرن التي تجهض حق اللاجئين في العودة لديارهم.
وتوقع أبو عوكل أن تتخذ وكالة "أونروا" قرارات صعبة خلال الفترة القادمة، مشيرا إلى أن استمرار التقليصات في عمل "أونروا" قد أضر كثيرا بالوضع الاقتصادي للاجئين في قطاع غزة، والذي يعاني أصلا من صعوبات الحصار وتبعات الحروب المتكررة التي شنها الاحتلال عليه.
وأشار إلى أن العام 2018 كان الأسوأ على صعيد خدمات وكالة "أونروا" حيث أوقفت الادارة الامريكية مساهمتها في تمويل الوكالة الدولية بنسبة كبيرة، إذ إنها من المفترض أن تدفع سنويا نحو 300 مليون دولار، بينما لم تدفع منها سوى 60 مليون دولار مما سبب عجزا كبيرا في ميزانية "أونروا".
وبيَّن أنه على الرغم من أنه تم حل جزء من أزمة الوكالة عبر تبرعات تم دفعها من عدة دول عربية وغربية، الا أن استمرار التقليص يعني أن الوكالة ربما لن تعود الى سابق عهدها بتقديم خدمات واسعة للاجئين الفلسطينيين وخاصة في قطاعي التعليم والصحة.
وأشار أبو عوكل الى أن قيمة الخدمات المقدمة للاجئين والتي تراجعت بعد قرار التقليص بلغت نحو 92 مليون دولار بنسبة تقترب من الثلث، موضحا أن العام 2019 لم تتضح معالم أزمته بعد وخاصة مع اقتراب إعلان "صفقة القرن" التي تريد من خلالها الادارة الأمريكية تصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين.
وأكد أن هذ التقليصات لا يمكن توصيفها سوى أنها مقدمة حقيقية لوقف عمل وكالة الغوث الدولية بشكل كامل بناء على الرغبة الأمريكية المتسقة مع مطالب دولة الاحتلال سعيا لتغييب قضية اللاجئين الفلسطينيين باعتبارها أخطر العوامل التي تهدد بقاء الاحتلال على أرض فلسطين التاريخية.
وأضاف أن الوكالة مستمرة حتى الآن بقطع التمويل والمساعدات عن الأسر الفقيرة، في ظل وجود ثلاث طبقات تحت خط الفقر من جهة، وسوء الأوضاع الانسانية نتيجة الحصار الإسرائيلي من جهة أخرى، مؤكدا أن اللجان الشعبية للاجئين ستناضل للمحافظة على حقوق اللاجئين وأسرهم.
وأشار إلى ان اللاجئين الفلسطينيين حريصون على استمرار وكالة الغوث بالقيام بعملها وفق التفويض الممنوح لها من الامم المتحدة بالقرار 302، مشيراً إلى أن الاحتجاجات والاعتصامات التي ينظمها اللاجئون الفلسطينيون هي صرخة اللاجئ الفلسطيني الرافضة لسياسة تقليص الخدمات التي تتبعها وكالة الغوث للخروج من أزمتها المالية وتعكس في الوقت ذاته حجم الضرر والقلق الذي يحيط بمستقبلهم نتاجاً لهذه السياسة.
ودعا أبو عوكل الكل الفلسطيني إلى ضرورة تكثيف الفعاليات من أجل الضغط على الوكالة، مقدرًا أن التحركات الشعبية الفلسطينية لن تنجح في إفشال المخططات التي تحاك ضد القضية دون وجود مشاركة عربية فاعلة تضمن نجاح الضغط والخروج بنتائج طيبة.