بخطى متسارعة، يسعى رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى كسب ثقة الجمهور الإسرائيلي، عبر دعايته الانتخابية المرتكزة إلى الاحتلال والاستيطان والترويج للتطبيع مع بعض الأنظمة العربية، بعد فشله الذريع في مواجهة المقاومة في قطاع غزة.
ومع قرب الانتخابات الإسرائيلية التي تجري بعد غد، خرج نتنياهو باستعراضات مع وسائل الإعلام العبرية، يسرد فيها زيارته لدول عربية عدة وتطبيع العلاقات معها سرا وعلانية، وتغول الاستيطان في الضفة، وقرارات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المناهضة لحقوق الشعبين الفلسطيني والسوري.
وتعقيبا على ذلك، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي فرحان علقم، أن نتنياهو يحاول الهرب من ملفات الفساد التي تلاحقه، وفشل مزاعمه بأنه "رجل الاقتصاد والأمن" في (إسرائيل)، بترويجه لاختراقات في التطبيع العربي وزيارته لدول عربية كسلطنة عمان ودولة تشاد.
ويقول علقم لصحيفة "فلسطين": محاولات نتنياهو المحمومة للتستر على ملفات الفساد والإخفاق العسكري والأمني في قطاع غزة والضفة الغربية، يحاول تعويضها أيضًا بمزيد من الهجمات على سوريا، واستباحته الأجواء اللبنانية".
ويضيف: "يضاعف نتنياهو تسويق نفسه عبر تقديم ترامب (هدية) له عشية الانتخابات باعترافه بسيادة مزعومة للاحتلال على الجولان السوري، وتوقعاته بخطوة مماثلة فيما يتعلق بالضفة الغربية، إضافة إلى هدية الرئيس الروسي فلاديمير بوتين له باستعادة جثمان الجندي الإسرائيلي زخاريا باومل".
ويشير علقم إلى مضاعفة نتنياهو النهم الاستيطاني في الضفة الغربية، بشكل حاد عشية الانتخابات، موضحاً أنه يسعى إلى "تقليص الفارق بينه وبين رئيس حزب أزرق-أبيض بيني غانتس".
لكن علقم يوضح أنه لا يجب أن تعول السلطة في رام الله على نجاح نتنياهو في الانتخابات أو فشله، من أجل رسم سياستها المستقبلية، "فلا فرق في العداء لحقوق الشعب الفلسطيني عند قادة الاحتلال وأحزابه".
ويتابع: "التنافس المحموم بين الأحزاب الإسرائيلية أيهم يكون أكثر تطرفاً وعنفاً وإجراماً في حق الفلسطينيين، ومن يقنع الجمهور بأنه أكثر تطرفاً سيفوز بنتيجة الانتخابات"، داعياً إلى ضرورة "التيقظ والحذر فلسطينياً وتحمل تبعات هذه المواقف بالوحدة والاستقرار في الوعي الفلسطيني المتمثل بالثوابت الفلسطينية".
بدوره يقول الأكاديمي والاختصاصي في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش: إن "تأثير إنجازات نتنياهو التي يتغنى بها محدود، لأن الخصم الرئيس له في حزب أزرق أبيض، لا يختلف عنه كثيراً"، مشيراً إلى أنهما يرتكزان في دعايتهما إلى شطب ما يعرف بـ"حل الدولتين".
ويرى أن ملفات الفساد التي تلاحق نتنياهو تطغى على كل ما يروجه لمجتمعه على أنه "إنجازات"، وهناك جنرالات لهم تاريخ عسكري يتحدون ضده.
لكن استطلاعات الرأي لا تزال تشير إلى أن نتنياهو هو الأوفر حظا لتشكيل الحكومة المقبلة، بسبب التكتلات اليمينية التي تؤيده، رغم تقدم حزب "أزرق-أبيض" في عدد المقاعد المحتمل أن يحصل عليها مقارنة بحزب الليكود الذي يرأسه نتنياهو.