فلسطين أون لاين

هل يتأثر نتنياهو بملفات الفساد التي تلاحقه؟

...
صورة أرشيفية
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

يحاول منافسو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استغلال ملفات الفساد التي تلاحقه للفوز في الانتخابات المرتقبة بعد غد.

لكن خبيرين يقولان لصحيفة "فلسطين": إن هكذا ملفات ليست هي وحدها مَنْ ستحدد مستقبل الانتخابات في دولة الاحتلال التي يُعنى ناخبوها بما يعرف بـ"اليمين" الذي يمثله نتنياهو، زعيم حزب الليكود، حيث إنه يوافق ميولهم، ما يجعل فرصه في الفوز قوية برغم كل تلك الظروف.

الخبير بالشؤون الإسرائيلية عليان الهندي يبين أنه قبل ظهور حزب "كحول-لفان" أي "أزرق-أبيض" برئاسة رئيس أركان جيش الاحتلال السابق بيني غانتس على الساحة السياسية الإسرائيلية كانت استطلاعات الرأي تشير بوضوح إلى قناعة الناخب الإسرائيلي بأن نتنياهو والمقربين منه فاسدون لكن لا يوجد بديل لهم.

ويضيف:" لكن حزب غانتس نجح في تحويل ملفات الفساد لإحدى أهم القضايا الأساسية في الحملة الانتخابية في (إسرائيل) حتى أضحت استطلاعات الرأي الحديثة تقلل من قيمة ما سيحصل عليه نتنياهو بحوالي ثلاثة أو أربعة مقاعد".

ويعتقد بأن "النخب" السياسية والاقتصادية والاجتماعية في (إسرائيل) ما عادت ترى أن نتنياهو، الذي يسعى للفوز بولاية خامسة، قادر على تقديم شيء جديد لـ(إسرائيل)، ما يجعل هناك ضرورة لاستبداله بغانتس".

ويتابع: "هؤلاء يرون أنه من المناسب التركيز على قضايا الفساد يوميًّا، فإنْ نجحوا في الدعاية وتأثر الجمهور فإنَّ ذلك قد يكون سبباً رئيساً من أسباب سقوط نتنياهو"، لكنه يشكك في نجاحهم بذلك لوجود قضايا تشغل بال الإسرائيليين أكثر منها فهي لن تكون كافية وحدها لإسقاط نتنياهو.

ومن تلك القضايا –وفق الهندي- تجنيد "المتدينين" ومواجهة المقاومة في قطاع غزة، وغيرها، قائلاً: "لكنْ بالعادة الدعاية في المجتمع الإسرائيلي لا تتضمن برامج حقيقية بل شتائم أو فضائح، فالناخب عاطفي يميل أكثر إلى الكتلة التي صوت لها في السابق".

ويردف الهندي: "يمكن أن يكون سقوط بنيامين نتنياهو واردًا جداً إذا نجح غانتس في اقتناص من أربعة إلى ستة مقاعد من الليكود"، مؤكدًا أن نجاح غانتس –في حال حدوثه– لن ينعكس إيجابياً على الفلسطينيين لكونه شخصية ذات "أبعاد دينية وعسكرية" كـ"نتنياهو" لا يميل لحلول جذرية.

ويؤكد المراقبون عدم وجود أي فروق تذكر في مواقف قادة الأحزاب الإسرائيلية من القضية الفلسطينية، إذ إنهم جميعا يحاربون حقوق الشعب الفلسطيني.

ويقول الهندي: "نتنياهو محاصر حتى وإن عاد كرئيس وزراء في هذه الجولة الانتخابية فإنه إنْ وجهت له لائحة اتهام بعد سنة أو سنة ونصف فستنتهي حياته السياسية ويحل مكانه شخص آخر".

وكان المستشار القضائي لحكومة الاحتلال قرر في فبراير/شباط الماضي تقديم لائحة اتهام ضد نتنياهو في ثلاثة ملفات، مشيرا إلى أن لائحة الاتهام تشمل تلقي رشى والغش وخيانة الأمانة.

"دفة الحكومة"

من جهته يؤكد خبير الشؤون الإسرائيلية فتحي بوزية أن كل الساسة في (إسرائيل) مدموغين بالفساد، وعلى رأسهم نتنياهو.

ويبين بوزية لصحيفة "فلسطين"، أنه من خلال متابعة استطلاعات الرأي في هذه الفترة فإن جمهور الاحتلال ما زال يميل لنتنياهو مما يدلل بوضوح على أن ملفات الفساد الموجهة له قد لا توثر بشيء عليه.

لكنه يضيف: أن استطلاعات الرأي تعطي حزب "كحول-لفان" برئاسة رئيس أركان جيش الاحتلال السابق بيني غانتس عددا لا بأس به من المقاعد، كما أنه يدور الحديث عن أن حزب "كولانو" برئاسة وزير المالية موشيه كحلون وغيره من الأحزاب المصنفة على أنها "يمينية" متجهون للتوصية بأن يشكل غانتس الحكومة الجديدة ما قد يضعف فرص نتنياهو.

ويتابع: "كما أن رئيس دولة الاحتلال رؤوفين ريفلين أعلن أنه سيكلف الحزب الذي يحصل على أكثر الأصوات بتشكيل الحكومة "، مشيراً إلى أن تركيز حملة "غانتس" الانتخابية على شخص نتنياهو وفساده قد يفيده إلى حدٍ ما لكن مجتمع الاحتلال ما زال بشكل عام يميل إلى ما يدعى "اليمين" ولا يكترث بالتسوية التي تنشدها السلطة في رام الله.

ويختم حديثه بالقول:" رغم أن نتنياهو لم يحقق شيئاً يذكر لمجتمع الاحتلال لا رفاه اقتصادي ولا أمن خاصة في غزة، وأنه لم ينجز أي تسوية سياسية بل فشل في كل الميادين، لكن الناخب اليميني المتطرف خاصة قطاع المستوطنين هو من يوجه دفة الحكومة في (إسرائيل)".