بعد غد يقرع جرس الانتخابات الإسرائيلية، وسط جُملة من القضايا المهمة التي تُحيط برئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، الأوفر حظًّا للفوز بولاية خامسة حسب استطلاعات رأي.
دوامة القضية الفلسطينية هي من أهم القضايا التي تشغل الساحة الإسرائيلية، لاسيما مع مرور عام على انطلاق مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار السلمية.
ليس ذلك فحسب، فشهدت المدة القليلة الماضية تصعيدًا عدوانيًّا على قطاع غزة، أفشلته المقاومة الفلسطينية، كما أفشلت في تشرين الآخر (نوفمبر) 2018م عملية التسلل الاحتلالية في المناطق الشرقية لخان يونس جنوبي القطاع.
جُملة القضايا المتعلقة بقطاع غزة تضع علامات استفهام حول مصير نتنياهو وحظوظه في الفوز في الانتخابات الإسرائيلية المقبلة، خاصة بعد سلسلة الانتقادات التي وجهتها له الأحزاب المعارضة له ومناصروها في الشارع الإسرائيلي، وفق قول مراقبين.
ويرى الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي د. مأمون أبو عامر أن مسيرات العودة وما يتبعها من وسائل مختلفة أحد العوامل المؤثرة في الوضع الانتخابي الإسرائيلي.
ويقول أبو عامر لصحيفة "فلسطين": "إن تلك المسيرات أوجدت تساؤلات عدّة في أوساط الشارع الإسرائيلي، عن قدرة حكومة الاحتلال الحالية على مواجهة فصائل المقاومة والفعاليات الشعبية السلمية".
ويوضح أن الملف الفلسطيني بات على جدول أعمال الساحة الإسرائيلية مع اقتراب الانتخابات، "بعدما كان من الممكن أن يكون غائبًا، خاصة أن الاحتلال لديه بيئة دولية وإقليمية تقف إلى جانبه"، وفق تقديره.
ويؤكد أن المسيرات "خطوة مهمة لكونها أعادت القضية الفلسطينية للساحتين الدولية والإسرائيلية بأقل تكلفة ممكنة"، مشيرًا إلى أن الجدل أصبح أمنيًّا وعلى رأس أولويات مسؤولي الاحتلال.
ويبيّن أن نتنياهو لم يذهب بعيدًا في التصعيد، وفي الوقت نفسه اتجه نحو إيجاد حالة من التصعيد لإزاحة النقاش قليلًا عن ملفات الفساد التي تلاحقه.
ويستبعد أبو عامر أن تتأثر إمكانية فوز نتنياهو بولاية خامسة بعد الانتخابات، رغم فشله خلال جولات التصعيد العدوانية الأخيرة على قطاع غزة.
ويتزعم نتنياهو حزب ليكود الذي ينافس أحزابًا أخرى في الانتخابات، أبرزها "كحول-لفان" الذي يتزعمه رئيس أركان جيش الاحتلال السابق بيني غانتس.
وتقسم الأحزاب في كيان الاحتلال إلى: (يسار، ووسط، ويمين)، لكنها جميعًا تقوم على محاربة الحقوق الفلسطينية.
من جانبه يقول مدير المركز الدولي للاستشارات في فلسطين المحتلة سنة 1948م وديع أبو نصار: "إن نتنياهو يحاول بجرائمه بحق الفلسطينيين إظهار أنه "الرجل القوي" أمام المجتمع الإسرائيلي".
ويوضح أبو نصار لصحيفة "فلسطين" أن منافسي نتنياهو في الانتخابات يحاولون في المقابل ضرب صورة نتنياهو أمام الإسرائيليين، على خلفية فشله في العدوان على قطاع غزة، وإجرائه مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار برعاية وسطاء إقليميين ودوليين.
ويضيف: "إن "نتنياهو غير معني بخوض حرب (عدوانية شاملة) على القطاع، ولا اندلاع انتفاضة في الضفة الغربية، إنما إبقاء الأمور على نار هادئة"؛ على حد وصفه.
وبعكس المزاعم الدعائية التي يروجها قادة الاحتلال لجمهورهم أنهم قادرون على مواجهة المقاومة في غزة؛ إنّهم كلما شنوا عدوانًا على القطاع فشلوا في إخضاعها.