قائمة الموقع

الأحزاب الإسرائيلية.. قديمها وجديدها يتنكر للحقوق الفلسطينية

2019-04-07T08:07:38+03:00
صورة أرشيفية

رغم أن الخارطة السياسية للأحزاب الإسرائيلية تتألف من قوى متصارعة بين "معسكرات" مختلفة تسمى في دولة الاحتلال "اليمين، والوسط، واليسار"، فإن السمة العامة لها تتجه نحو ما يعرف بـ"أقصى اليمين"، وتتصارع قيادات تلك الأحزاب لكسب أصوات الناخب الإسرائيلي.

والقاسم المشترك بين الأحزاب الإسرائيلية مجتمعة هي التنكر للحقوق الفلسطينية، إذ لا توجد فروق جوهرية، وفق مراقبين، يمكن أن تعطي ولو بصيص أمل في إمكانية الاعتراف بأي حق للفلسطينيين من خلال مسار المفاوضات الفاشل مع السلطة في رام الله.

ويرجح اختصاصيون في الشأن الإسرائيلي أن ينتهي المطاف بتشكيل حكومة الاحتلال المقبلة بعد الانتخابات إلى رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو.

ويستعرض الاختصاصيون في الشأن الإسرائيلي، لصحيفة "فلسطين" الخارطة السياسية للأحزاب الإسرائيلية، وبرامجها الانتخابية وتوجهاتها في التعامل مع القضية الفلسطينية، خاصة مع بروز أحزاب جديدة مثل "أزرق أبيض"، و"اليمين الجديد"، فضلا عن الأحزاب القديمة كالليكود، والعمل.

الاختصاصي في الشأن الإسرائيلي نظير مجلي، يقول: إن ما يسمى "المعسكر اليميني يشكل أكثرية بالمجتمع الإسرائيلي، ويوجد مجتمع وسط يحاول منافسة اليمين لكنه لا يشكل بديلا مقنعا للجمهور الإسرائيلي، ويفشل دائما في التغيير نتيجة سياساته، ويحاول أن يبني آفاقا مختلفة عن اليمين في علاقاته مع العرب".

ويضيف أن هناك ما يعرف بـ"معسكر اليسار السياسي وليس الأيديولوجي"، يدعي أنه يؤمن بما يسمى "حل الدولتين" لكنه غير مؤثر، مبينا أن الخارطة السياسية في (إسرائيل) تتكون من نحو 47 حزبًا.

ويتألف ما يدعى "اليمين"، وفق مجلي، بالأساس من حزب "الليكود"، كحزب مركزي، وامتداد تاريخي لما تسمى "الحركة الإصلاحية بالحركة الصهيونية المتوسطة"، التي قادها حزب العمل حتى عام 1977، عندما حدث "انقلاب" لدى الاحتلال وسيطر "اليمين" أول مرة على الحكم.

وبجانب "الليكود" تنشأ عدة أحزاب "يمينية" مختلفة، منها ما له "وزنه" حاليًّا في المجتمع الإسرائيلي، أوله اتحاد "أحزاب اليمين", وهي أحزاب متطرفة تضم جماعة "كاهانا"، وحزب "اليمين الجديد".

وحزب "اليمين الجديد"، حزب جديد انشق عن حزب "البيت اليهودي"، وأسسه وزير التعليم الحالي في حكومة الاحتلال نفتالي بينت، إلى جانب وزيرة القضاء ايليت شاكيد وترجح استطلاعات الرأي حصوله على سبعة مقاعد في الانتخابات المرتقبة بعد غد.

إلى جانب ذلك يوجد في اليمين حزب "كولانو" يرأسه وزير المالية الإسرائيلي موشيه كحلون، تأسس الحزب سنة 2014، وحزب "إسرائيل بيتنا" الذي يترأسه وزير جيش الاحتلال المستقيل أفيغدور ليبرمان ويضم يهودًا روس، وحزب "هوت" وتعني "الهوية"، يقوده موشيه فيجلين المنشق عن حزب الليكود.

وبحسب مجلي، فإن استطلاعات الرأي الإسرائيلية تعطي أحزاب "اليمين" السابق ذكرها، مجتمعة في الانتخابات المرتقبة ما يتراوح بين 63 و66 مقعدًا، وتضاف لأحزاب اليمين هذه، أحزاب "دينية" مثل حزب "شاس"، وحزب "يهودت هتورا"، مبينًا أن نتنياهو سيشكل حكومة بسهولة إذا كانت النتائج لمصلحة أحزاب "اليمين" حسب استطلاعات الرأي.

وكان نتنياهو أعلن في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2018م قادة الائتلاف الحاكم قرروا حل "الكنيست" المؤلف من 120 مقعدًا، وإجراء انتخابات مبكرة. ويشار إلى أن ليبرمان استقال من منصبه كوزير لجيش الاحتلال بعد فشله في العدوان على غزة، ومنه العملية الفاشلة في المناطق الشرقية لخان يونس في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

أما عما يوصف بـ"الوسط"، يوضح مجلي أنه يضم حزب الجنرالات "أزرق أبيض"، المكون من تحالف يضم ثلاثة أحزاب وهي: حزب "حصانة إسرائيل" بزعامة قائد هيئة الأركان السابق بيني غانتس،وحزب "يوجد مستقبل" بزعامة يائير لبيد، وحزب "تيلم" يتزعمه موشيه يعلون، ويتفوق على حزب الليكود في استطلاعات الرأي.

وفي "الوسط" كذلك يوجد حزب العمل بقيادة رئيس المعارضة الأسبق "آفي غباي"، وتتوقع استطلاعات الرأي حصوله على ما يتراوح بين سبعة وتسعة مقاعد، بعد حصوله في الانتخابات السابقة على 24 مقعدًا.

وفي "اليسار" يوجد حزب "ميرتس" الذي يحافظ على مقاعد يتراوح عددها بين أربعة وخمسة، منذ سنوات عدة.

برامج متقاربة

من جهته يقول الخبير في الشأن الإسرائيلي فرحان علقم: إن هناك قاعدة مشتركة بين كل الأحزاب الإسرائيلية، بما فيها ما يصنف على أنه "معسكر اليسار"، وهي التنكر للحق الفلسطيني خاصة "حق العودة"، وهو ما تعده هذه الأحزاب بطاقة الدخول في الانتخابات الإسرائيلية.

ويرى علقم في حديثه مع صحيفة "فلسطين" أنه لا فروق جوهرية بين زعيم حزب الليكود "نتنياهو"، وغانتس زعيم حزب "أزرق أبيض"، في التعامل مع القضية والحق الفلسطيني فالجميع يتنكر له.

ويبين أن الليكود يمسك بزمام الأمور حاليًّا، بعد توقيع ترامب على قرار ضم الجولان للاحتلال، الذي أثر في زيادة حظوظ الحزب في استطلاعات الرأي، وتعالت الأصوات بداخله على ضم مناطق "ج" بالضفة.

ويوضح أن السمة العامة للأحزاب الإسرائيلية تتجه نحو "الانزياح لأقصى اليمين المتطرف" حيث ينافس السياسيون الإسرائيليون لكسب أصوات الناخبين، وجميع تلك الأحزاب تشترك بعدم الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة وذات سيادة واضحة، عدا عن تأكيدها استمرار احتلال القدس كاملة، وفق علقم.

ويقول علقم: إن كل سياسي إسرائيلي يطرح نفسه على الساحة في الانتخابات الإسرائيلية يتعامل بذات المواقف مع القضية الفلسطينية.

الخبير في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد يقول من جانبه: إن برنامج حزب الليكود معروف، يتمثل بالاستيطان في الضفة الغربية، وعدم السماح بقيام دولة فلسطينية، واستمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية عليها.

ويضيف أبو عواد لصحيفة "فلسطين" بأن حزب "اليمين الجديد" يقترب ببرنامجه من حزب الليكود، ويسعى إلى أن يكون الاستيطان مفتوحا بالضفة الغربية بدرجة كبيرة مع التمهيد لضمها للاحتلال، أما حزب العمل الذي يدعي تبنيه ما يسمى "حل الدولتين"، فليس له برنامج واضح حول كيفية الوصول إلى ذلك.

ويردف: "حزب العمل سلم بضرورة بقاء التجمعات الاستيطانية الإسرائيلية الكبرى في الضفة وبالتالي بدأ بالاقتراب من برنامج اليمين".

أما "أزرق أبيض" فيحاول الموازنة بين الاحتفاظ بـما توصف بـ"التجمعات الاستيطانية الكبرى"، و"الانفصال" عن الفلسطينيين، وترك برنامجه غير واضح، ويتلخص بعقد مؤتمر تسوية إقليمي يحفظ وجود دولة الاحتلال، وفق أبو عواد.

ويكمل بأن تقارب البرامج يدعم حزب الليكود، وأن الناخب الإسرائيلي سيذهب للتصويت والتمسك بهذا الحزب الذي جربه سابقا.

اخبار ذات صلة