أكد ناشطان في مجال مقاومة الاستيطان الإسرائيلي، أن المستوطنين في الضفة الغربية يصعدون عدوانهم ضد الفلسطينيين مع اقتراب الانتخابات الإسرائيلية، مشيرين إلى أن الأحزاب الإسرائيلية تتسابق فيما بينها لدعم المستوطنين وتوفير التغطية القانونية والسياسية لاعتداءاتهم ضد الفلسطينيين.
وأوضح الناشطان في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين" أن الأحزاب الإسرائيلية تعي تمامًا أهمية كسب أصوات المستوطنين في الانتخابات القادمة، منبهين إلى أن أعداد المستوطنين تزداد بشكل كبير في الضفة الغربية والقدس المحتلة، بسبب تشجيع الحكومة على الإقامة في المستوطنات مقابل خدمات اقتصادية ومالية، وحمايتهم عسكريًّا في كل شؤونهم.
حلبة تنافسية
وأكد الخبير في شؤون الاستيطان صلاح الخواجا، أن دعم المستوطنين وتوفير التغطية على جرائمهم أصبحت ضمن حلبة المنافسة الانتخابية بين قادة دولة الاحتلال على مختلف مستوياتهم وأحزابهم، عادًّا أن المكسب السياسي على الحلبة الإسرائيلية أصبح مرتبطًا بدعم المستوطنين وخاصة الغلاة والمتطرفين منهم.
ولفت في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن أساليب الاحتلال في تثبيت الاستيطان لا تنتهي، موضحًا أن دفة المصادرة والضم تُسَلَّم للمستوطنين في بعض المناطق ليعيثوا فسادًا ويقومون بالاعتداء على الفلسطينيين وبث الرعب في صفوفهم سعيًا لتهجيرهم من مدنهم وقراهم.
وذكر الخواجا أن الأعمال العدوانية ضد الفلسطينيين تجري بحماية جيش الاحتلال على حساب حياة المزارعين الفلسطينيين وأرضهم، موضحًا أنه في حال حاول الفلسطينيون الدفاع عن أنفسهم فإن جيش الاحتلال يقوم بقمعهم واعتقالهم وبمشاركة المستوطنين أنفسهم.
وبين أنه في حال لم يستطِع المستوطنون السيطرة على الأرض الفلسطينية فإنهم يقومون بحرق الأشجار والزرع وإطلاق الخنازير البرية لتأكل المحاصيل الفلسطينية، في مسعى لدفع الفلسطيني لترك أرضه وإهمال زراعتها نظرًا لضعف مردودها.
وبشأن المطلوب فلسطينيًّا، طالب الخواجا بإتمام المصالحة الفلسطينية من أجل بناء إستراتيجية فلسطينية شاملة لمقاومة المستوطنين والاستيطان على كل المستويات السياسية والقانونية والاقتصادية.
كما أهاب بالقوى الفلسطينية بتوسيع نطاق المواجهة الشعبية أينما وُجد الجدار والاستيطان والحواجز، وعلى الشوارع الالتفافية والشوارع المغلقة، وتعبئة الجماهير عبر الإعلام والمهرجانات الوطنية والفاعليات الشعبية في الجامعات والمدارس والقرى والمخيمات.
ودعا لتعزيز المقاومة الشعبية وحشد طاقات الشعب بالآلاف لخوض المعارك عند نقاط التماس ومواصلة وتكثيف التوجه للرأي العام الدولي لفضح السياسات والممارسات الاحتلالية وتعزيز حركة التضامن الدولية لمحاصرة دولة الاحتلال ومقاطعتها لجعلها دولة منبوذة عالميًّا.
تطرف زائد
من ناحيته، أكد المختص في شون الاستيطان عبد الهادي حنتش، أن الأحزاب الإسرائيلية تتسابق فيما بينها لإعلان دعمها اللامحدود للمستوطنين، مؤكدًا أن نتائج الانتخابات القادمة ستعطي على الأغلب مساحة واسعة لأحزاب اليمين التي تتكون أساسًا من غلاة المستوطنين.
وأفاد في حديثه لصحيفة "فلسطين"، بأن الاحتلال لم أن يكتفِ بمصادرة الأراضي والتعدي على الممتلكات الفلسطينية، بل أصبحت هذه الممارسات تنفذ من خلال قوانين تحميها وتنظمها.
وذكر حنتش أن الأعمال العدوانية ضد الفلسطينيين تجري بحماية جيش الاحتلال على حساب حياة المزارعين الفلسطينيين وأرضهم، موضحًا أن دولة الاحتلال ترى في التوسع الاستيطاني ضرورة جغرافية لتقطيع أوصال الأراضي الفلسطينية وجعل من المستحيل إقامة دولة فلسطينية ولو على ما تبقى من فلسطين التاريخية.
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال تحاول منح المستوطنين امتيازات كبيرة من خلال تشجيع الاستيطان في كل المناطق بما فيها مناطق السلطة الفلسطينية، منبهًا إلى أن نتنياهو وغيره من زعماء الاحتلال يخضعون بشكل مطلق للمستوطنين بسبب وزنهم السياسي في الحالة السياسية الإسرائيلية.
وأضاف حنتش أن هذا السلوك الإسرائيلي يستند إلى تشجيع علني من قبل إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منبهًا إلى أن الأخير لا يعترف بأن الأراضي المحتلة في العام 1967 هي أراضي فلسطينية، بل يراها جزءًا من دولة الاحتلال.
ولفت إلى أن المشروع الاستيطاني بكل تفصيلاته غير شرعي وغير قانوني بحسب القانون الدولي، مؤكدًا أن هذا القانون يوفر الغطاء الشرعي لمقاومة هذا المشروع على المستويين الميداني والدولي.