حذر رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس إسماعيل هنية من أن الحكومة الفتحاوية التي يشكلها عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" محمد اشتية في الضفة الغربية المحتلة، ستعزز الانقسام، مؤكدا أنها خارج الإجماع الوطني، فيما طالب بتشكيل حكومة وحدة وطنية للتحضير لإجراء الانتخابات.
وعلى هامش استضافته مراسم زفاف العروس شيماء الحويطي التي دمر الاحتلال منزلها في العدوان الأخير، قال هنية للصحفيين، أمس: هذه الحكومة يجري تشكيلها في ظل استمرار الانقسام، ومعنى ذلك أنها ستعزز الانقسام.
ونبه هنية إلى أن الأخطر من ذلك أن هذه الحكومة شكل من أشكال الفصل بين الضفة وقطاع غزة، وهي بدون غطاء سياسي ووطني ومالي واقتصادي، مؤكدا أنها ستعاني كثيرا على المستوى الوطني والسياسي والعلاقة مع الاحتلال.
وأوضح أن البديل تشكيل حكومة وحدة وطنية من جميع الفصائل الفلسطينية تعكس حالة الإجماع الوطني، وتنطلق من الاتفاقيات الموقعة في القاهرة وبيروت، للتحضير لانتخابات شاملة للمجلسين التشريعي والوطني ورئاسة السلطة والتوافق على موعد إجراء انتخابات "الوطني" في داخل فلسطين وحيثما أمكن في خارجها.
وقال هنية: بخط موازٍ يمكن عقد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير ليناقش ثلاثة ملفات: أولها البرنامج السياسي والاستراتيجية النضالية وثانيها كيفية المزاوجة بين العمل السياسي الدبلوماسي والمقاومة والآخر هو كيفية إعادة تشكيل "الوطني" على قاعدة الانتخابات.
كما قال هنية في خطبة الجمعة، في مسجد سليم أبو مسلّم (بيت لاهيا الكبير) شمالي قطاع غزة: "ما يجري في رام الله من تشكيل حكومة، خطوة بالاتجاه المعاكس لمتطلبات الوحدة الوطنية واستحقاقات المصالحة".
وأكد أن حكومة اشتية يجري تشكيلها خارج الإجماع الوطني، قائلا في الوقت نفسه: الوحدة الوطنية خيارنا الاستراتيجي، والمصالحة فريضة شرعية، تتمثل في تنفيذ كل الاتفاقيات الموقعة وتشكيل حكومة من جميع الفصائل.
وكان رئيس السلطة محمود عباس، كلف "اشتية"، وهو عضو في اللجنة المركزية لحركة "فتح"، بتشكيل حكومة جديدة، خلفا لحكومة رامي الحمد الله، فيما رفضت معظم الفصائل المشاركة فيها.
وشدد هنية على أن الشعب الفلسطيني لن يتراجع عن مسيرة العودة إلا بإنهاء الحصار، على طريق إنهاء الاحتلال، وهي مستمرة حتى تحقيق مطالب الشعب الفلسطيني.
وتابع: "جاءت المسيرات ردا على القرارات والمؤامرات التي جاءت ضد شعبنا".
تحرر وطني
ووصف إحياء شعبنا ذكرى يوم الأرض "مليونية الأرض والعودة" بـ"اليوم العظيم"، وشكل إنجازا كبيرا في مطالب الشعب الفلسطيني، ورضوخ الاحتلال لها.
وأشاد بالغرفة المشتركة لفصائل المقاومة قائلاً: "إخوة في الدم، وإخوة في السلاح، وإخوة في الرد على جرائم الاحتلال ضد شعبنا".
وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس أن هناك حراكا "ايجابيا" في مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار وكسر الحصار، كما أكد أن القضية الفلسطينية ليست إنسانية إنما قضية تحرر وطني، وقال: "نتحرك في ثلاثة مسارات للضغط على الاحتلال للاستجابة لمطالب شعبنا".
وأضاف: "هناك وسطاء يتحركون في التحقيق لمطالبنا وكل هذا يأتي بصبر شعبنا الفلسطيني".
وحدد هنية هذه المسارات موضحا أن هناك جهدا كبيرا يبذله الأشقاء في جمهورية مصر العربية الذين يعملون على مدار الساعة، وكذلك في دولة قطر الشقيقة والأمم المتحدة ممثلة بمبعوثها نيكولاي ملادينوف.
وأشار إلى أن هذه المسارات تسير بخطوط متوازية وتصب في النهاية بنقطة واحدة هي مطالب قدمها الشعب الفلسطيني من خلال الفصائل الوطنية والإسلامية التي أدارت هذه المحطة من المباحثات مع الإخوة المصريين والقطريين والأمم المتحدة.
وتابع هنية: أستطيع أن أقول إن هناك شيئا يتحرك بشكل جدي، وأن المسيرات فرضت نفسها على صانع القرار لدى الاحتلال الإسرائيلي.
وبين أنه يجري اختبار وفحص مدى التزام الاحتلال بما أوصله لنا من إجابات حول الكثير من المطالب.
وتمم رئيس المكتب السياسي لحماس: في اللحظة التي نزف فيها العروسين، شعبنا بعشرات الآلاف موجود على بوابات غزة (مسيرة العودة وكسر الحصار)، يكرس جمعة الكرامة والنصر ويعطي رسالة للاحتلال بأن الشعب الفلسطيني مستمر بذلك حتى إنهاء الحصار وزوال الاحتلال.