قائمة الموقع

​عندما يطلب طفلك ما لا تملك.. قدّم له مما تملك

2019-04-05T12:53:57+03:00

هل قول "لا" للطفل هو الحل الأمثل إذا طلب من والده ما يفوق قدرته المالية؟ أم أن ثمة سبيلا آخر للتعامل معه؟ وكيف سينعكس ذلك على سلوكه ومستقبله؟

"إحراج"؛ هذه هي الكلمة الأولى التي يبدأ بها الغزي محمد فرج (43 عامًا) وصفه لموقف الأب الذي لا يتمكن من تلبية مطلب طفله.

ويضيف فرج في دردشة مع صحيفة "فلسطين": لو طلب الولد من أبيه "شيكل" ولا يتوفر معه سيصيبه ذلك بالإحراج، لكن يمكن له توفير بديل مثلا قطعة بسكويت، أو ما شابه، أو أن يقول له: "سأعطيك في يوم آخر".

تميم ذو الأربعة أعوام هو أحد أطفال فرج، استيقظ صباحًا ووجه لأبيه كلماته بينما كان منشغلاً بفتح عينيه: "بابا بدي شيكل"، فسارع إلى تلبية طلبه، لكنه يقول: أحيانًا لا يكون بالمتسع فعل ذلك، وحينها أخرج وأحدث نفسي طوال الطريق: ماذا بإمكاني أن أفعل؟

ولفرج خمسة أبناء أكبرهم يدرس في الصف السادس وأصغرهم في رياض الأطفال، وما يسعده أن جميعهم يقتنعون بحاله وقدرته المالية.

ويضرب على ذلك مثلاً: لو طلبت من طفلي أن يصبر إلى أن أتقاضى مبلغًا ماليًا في نهاية الشهر كوني موظفًا حكوميًا فسيفعل ذلك، مبينًا أنه يسدد حاليًا قروضًا حصل عليها سابقًا لتشييد منزله.

ويوضح أنه يوفر بدائل لأبنائه إذا لم تتوفر النقود، قائلاً: تجهز أمهم لهم الفطائر في المنزل.

وعندما يتوفر المال، لا يتردد فرج في زيادة مصروف أبنائه الذين يتفهمون ظروفه.

يحيى ساق الله من مدينة غزة لديه أيضًا تجربة مع طفله زكريا الذي طلب منه أخيرا حذاءً لكن وضعه المالي لم يمكنه من تلبية هذا الطلب فورًا.

يقول ساق الله لصحيفة "فلسطين": إنه أبلغ طفله بعدم توفر المال، وقد قابل ذلك بالرضا رغم إصراره.

ويحرص الغزي الأربعيني على توفير احتياجات طفله الوحيد ما استطاع إلى ذلك سبيلا، ومن ذلك تزويده بمصروفه الذي اعتاد عليه وهو شيكل واحد، وما يحتاجه من الأغذية.

لكنه يرى أن الآباء لا يجب أن يجيبوا بـ"نعم" على كل ما يريده أبناؤهم، مفسرًا: لا تعط ابنك رغبته، بل أعطه حاجته.

وإذا قارن زكريا نفسه بالآخرين يقول له والده: لنا حالنا ولهم حالهم، ويعمل على توعيته، وإذا لم يقتنع فعليه أن يساير الواقع.

ومن وجهة نظره يمكن أن يدفع التبذير في الأموال؛ الأبناء إلى سلوكيات كشراء السجائر أو ما شابه لا سيما إذا كان يصاحبون رفقاء السوء، لافتًا إلى أن "الصاحب ساحب".

ويتابع ساق الله أنه يحدث مع الإنسان ألا يقدر على تلبية احتياجات أطفاله وعليه أن يسعى ويلجأ إلى الله.

سقف الحاجات

من ناحيته، يقول أستاذ علم النفس في جامعة الأقصى د. درداح الشاعر: إذا طلب الأبناء شيئا ما من الأب وعجز عن تلبيته فمن المتوقع أن يخفض سقف الحاجات بمعنى أنه إذا طلب الطفل حاسوبا أو هاتفا نقالا حديثا لا يستطيع توفيره فممكن الاستعاضة بآخر أقل ثمنا وجودة بما يناسب الوضع الاقتصادي للأسرة.

ويحذر الشاعر في دردشة مع صحيفة "فلسطين"، من فكرة الحرمان الشامل للطفل مما يريده، واصفًا ذلك بـ"السلوك السيئ" الذي سيعود على الأطفال وأبيهم بالسلب.

ويتابع: لذلك يمكن للأب أن يلبي الاحتياجات ببدائل ممكنة، لكنه لا يجوز له التهرب أو أن يمنع منعا كاملا.

وينبه إلى أن الحرمان سيدفع الطفل بمقارنة نفسه بغيره وسيشعره بالإحباط والعجز والسلبية والتوتر والضيق إلى جانب التأزم النفسي، ومن شأن ذلك أن ينعكس على مستواه الدراسي والتركيز.

ويتمم بأنه يمكن للطفل أن يقتنع ويستوعب عدم مقدرة أبيه المالية على تلبية احتياجاته إذا كان على درجة من الوعي والإدراك، لكن إذا لم يكن الطفل واعيا فلا يجوز التنكر لاحتياجاته بل يجب إيجاد بدائل.

ويتعين على الأب أن يقدم لابنه هذه البدائل مما يملك، إذا طلب منه ما لا يملك، بحسب الشاعر.

اخبار ذات صلة