قائمة الموقع

​طفلك "يسرق".. لا تستهيني وحددي السبب وعالجيه

2019-04-05T12:29:21+03:00

الطفل في مراحل عمره الأولى يعد كل شيء تقع عليه يده هو ملكه الخاص، لا يفرق بعد ما بين ملكيته الخاصة وملكية الآخرين، وربما يأخذ ببراءة أغراض غيره دون علمهم ودون الإفصاح عن الأمر، وهنا التعامل مع هذا التصرف يحدد مستقبل الطفل.

ردة فعل الوالدين تجاه سرقة طفلهما تختلف؛ فمنهم من يقلل من أهمية الأمر ويعده مجرد أفعال طفولية، وبعض آخر يوقع عليه أقسى أنواع العقاب، وآخر يذهب نحو البحث في دوافع الأمر والتروي في التعامل مع الطفل حتى لا تصبح "سارق" وصمة ملازمة له طوال حياته.

الاختصاصي النفسي زهير ملاخة يعرف السرقة بأنها أخذ أشياء الآخرين خلسة دون علم، وقد يحدث هذا السلوك عند الطفل بدوافع مختلفة، منها: طريقة التربية، وسلوك الوالدين.

وبين ملاخة لصحيفة "فلسطين" أنه إذا قام الطفل ببعض الممارسات الخطأ، كأن يمد يده على أغراض غيره دون إعلام أحد، وهو في سن المدرسة، أي سن الفهم التجريدي للأشياء ووضوح المعاني لديه؛ فإنه سينعت سلوكه بالسرقة، لفهمه وإدراكه.

وأوضح أنه في السنوات الأولى من عمر الطفل، ونماء حس الفضول أو الاستكشاف لديه وحب التملك؛ يجب مراعاة تنمية القيم، كالأمانة، وعدم أخذ أشياء غيره دون استئذان.

ولفت الاختصاصي النفسي إلى أن تكرار السلوك هو الأمر الأخطر، إذ مع تعود الطفل سلوكًا معينًا وتكراره يصبح طبعًا وصفة ملازمة له.

وعزا دافع السرقة لدى الطفل إلى أسباب متعددة، منها: الحرمان، أو سوء متابعة الوالدين، أو عدم الملاحظة الدائمة، أو غياب التربية القيمية، أو صحبة السوء.

ونصح ملاخة الأهل بأن يراعوا الكثير من التوجيهات مع الطفل، وحسن المتابعة والتدخل السريع عند حدوث أمر خطأ، وعدم توبيخه بأكثر مما يلزم ونعته الدائم بصفة سلوك خطأ ارتكبه.

وأكد ضرورة حسن اختيار المعاني والدلالات في توجيه الابن، حتى تحسين الأمر، ويميل الابن للإيجابية والثقة والتقدير الذاتي، وبذلك يترفع عن فعل أي خطأ يراه لا يناسب قيمه وشخصه المحترم.

غياب الرادع

بدورها قالت الاختصاصية النفسية إكرام السعايدة: "إن الظروف الاقتصادية التي يمر بها قطاع غزة صعبة، وأثرت على تلبية احتياجات الناس الأساسية، ولكن هذا الأمر ليس مسوغًا للسرقة إطلاقًا".

وأضافت السعايدة لـ"فلسطين": "التنبه لخطورة سرقة الطفل تبدأ في مراحل عمرية مبكرة، أولها في سن خمس سنوات، وتصبح أكثر وضوحًا في المراحل العمرية اللاحقة".

وأكدت أن الحرمان الذي يعانيه الطفل قد يجعله يلجأ إلى السرقة لتوفير احتياجاته، وقد يتعلق الأمر بسلوك مرضي، وغياب القدوة الصالحة، بمعنى ينشأ في جو تسوده بعض التصرفات غير السوية والأخلاقية.

ولفتت السعايدة إلى أن من الأسباب أيضًا غياب الرادع الفوري بمعاقبة الطفل على فعلته، والحصول على التشجيع المحيط، ودفع بعض الأهالي أبناءهم نحو السرقة، والاستنكار والاستهانة بالسرقات الصغيرة التي تعد مؤشرًا ينذر بالخطر فيما بعد، وأساليب التربية التي تعتمد على الدلال الزائد وتوفير كل ما يحتاج له الطفل، وعدم قدرة الأهل على توفير المستوى المألوف من المعيشة.

وذكرت أن التدخلات العلاجية في حالة السرقة لها ثلاثة أبعاد: بعد وقائي، وبعد علاجي، وبعد نمائي.

وبينت الاختصاصية النفسية أن البعد الوقائي يبدأ في سن ثلاثة أعوام، ويبدأ الطفل التفريق بين ما هو ملك خاص له والملكية الخاصة للأفراد في جميع الأحوال، مهما ربطته بهم حالة قرابة، وعلى الأهل غرس قيم القناعة في الطفل واستئذانه عند أخذ غرض لديه.

وشددت على ضرورة احترام رأي الطفل كيفما كان، وإشراكه وإعلامه بميزانية الأسرة وظروفها الاقتصادية، والعمل على تلبية احتياجاته حتى لا يقع ضحية حرمان.

وعن البعد الثاني العلاجي أوضحت السعايدة أنه في حال وقعت السرقة في السنوات الأولى من عمر الطفل يجب الابتعاد عن أسلوب التعنيف في تأديب الطفل، والحديث إليه بأسلوب حضاري، ومعرفة دافعه وراء السرقة، هل هو شخصي نتيجة حرمان، أو نتيجة تأثره بالأقران؟

ودعت الأهل إلى حث الابن على إرجاع المسروقات لأصحابها، والاعتذار إلى صاحب الشأن، وعدم نعته بالألقاب الشائنة.

وأما البعد النمائي فبينت السعايدة أنه يكون بتطوير شخصية الطفل كيف يكون إنسانًا عصاميًّا، وقدوة، وتصحيح مسار حياته وتعزيز نقاط القوة لديه، وتعليمه أن يقتطع جزءًا من مصروفه ليتصدق به على الآخرين، والحديث عن قصص واردة في السنة النبوية، وتفعيل دور القدوات الصالحة في حياته.

اخبار ذات صلة