فلسطين أون لاين

بلال.. شهيد العودة في يوم الأرض

...
وداع الشهيد بلال النجار ، تصوير: رمضان الأغا
غزة/ صفاء عاشور:

لم تكن شهادته أمراً غريباً بقدر ما كانت متوقعة، فكل من عرف بلال النجار، من سكان محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، توقع استشهاده، خاصة أنه في كل يوم جمعة كان من أوائل المتقدمين نحو السياج الفاصل، كما أنه لم يتأخر عن المشاركة في وحدات الإرباك الليلي ووحدة الكاوتشوك.

أعمال بلال التي خاضها في مسيرات العودة الكبرى أصبحت فخرا لعائلته التي لم تتوانَ هي الأخرى في المشاركة. لقد كان والده وإخوانه شركاء في كل خطوة بمسيرات العودة منذ بدأت قبل عام كامل.

والد الشهيد محمود النجار قال: "عندما بدأ التجهيز لمسيرات العودة بدأ بلال هو الآخر في تجهيز نفسه للمشاركة فيها، ومنذ اليوم الأول لمسيرة العودة قال لي: (يلا يابا جهز الجنازير والزوايا)".

وأضاف في حديث لـ"فلسطين": "بلال كان يريد أن يعود لبلدة سلمة (قرية مدمرة تقع في يافا شمالي فلسطين المحتلة) ويسترجع الـ40 دونما التي ورثها عن جده، فهو يعرف أين تقع الأرض وماذا يحدها من جميع جوانبها"، لافتاً إلى أنه كان دائم السؤال عن البلدة التي هُجر منها جده.

وأضاف النجار: "حديث بلال عن العودة دفع أفراد العائلة للمشاركة في مسيرات العودة، كما أن إصراره الدائم على الوجود في المناطق الساخنة والحيوية جعله أيضاً عرضه للإصابة".

وبين أن أبناءه تعرضوا للإصابة في أماكن مختلفة من أجسادهم، بالإضافة إلى استنشاقهم الغاز الذي يطلقه جنود الاحتلال على المتظاهرين السلميين هناك، مشيراً إلى أن إصابته هو وإخوته لم تكن إلا دافعاً قوياً للعودة مرة أخرى للمشاركة في المسيرات.

وأفاد النجار بأن "بلال" كان شاباً ذا بنية جسدية قوية، وهو ما دفع الأطباء في المستشفى إلى تقدير عمره بأنه خمسة وعشرون عاماً، وأنهم فوجئوا عندما أخبرتهم أن عمر ابني لم يتجاوز السبعة عشر عاماً فقط.

وشدد على أن "بلال" بدا أكبر من عمره في كل النواحي.. لقد ترك الدراسة منذ المرحلة الإعدادية، وتوجه للعمل في مجالات عدة أتيحت أمامه.

وتابع النجار: "استشهد بلال (في يوم الأرض 30 مارس/ آذار الماضي) ولكن حلم العودة لم يذهب بذهابه.. هناك من يحمل هذا الحلم في قلبه وعقله ويعمل على تحقيقه، لنعود إلى يافا وحيفا وعكا، ونصلي في القدس جميعًا".