فلسطين أون لاين

خط مياه لمستوطنات شرق قلقيلية.. مشروع لتعطيش الفلسطينيين وتهديد وجودهم

...
قلقيلية/ مصطفى صبري:

قلق بالغ يسيطر على أهالي بلدات وقرى شرق محافظة قلقيلية شمالي الضفة الغربية، حول تداعيات مشروع الاحتلال الإسرائيلي إنشاء خط مياه ناقل يمتد من داخل الأراضي المحتلة عام 1948، وحتى حدود المحافظة؛ لتغذية المستوطنات بالمياه، وتعطيش الفلسطينيين، وتهديد وجودهم وأراضيهم.

محافظ قلقيلية رافع رواجبة، أكد أن الاحتلال يسعى بكل الطرق للسيطرة على الأرض الفلسطينية، وتهديد الوجود الفلسطيني الذي يخوض تحديًا وطنيًّا يوميًّا معه ومستوطنيه, واصفًا مشروع إنشاء خط ناقل للمستوطنات بأنه "خطير يهدد المحافظة وأراضيها".

وقال رواجبة لصحيفة "فلسطين" إن الكل مطالب بالعمل على كل الأصعدة لفضح سياسات الاحتلال, مؤكدًا أهمية المقاومة الشعبية لمواجهة هذا المشروع الخطير.

ولفت موثق الانتهاكات الإسرائيلية في بلدية عزون، حسن شبيطة، إلى أن الاحتلال قدم لبلدية قلقيلية خارطة جوية يظهر فيها مسار خط المياه الناقل الذي سيستهدف عشرات الدونمات ويدمر مساحات زراعية مزروعة بأشجار الزيتون المعمرة، عدا عن سرقة المياه الفلسطينية لينعش المستوطنات مقابل تعطيش البلدات والقرى الفلسطينية التي يمر منها هذا الخط التابع لشركة "ميكروت" الإسرائيلية.

ونبه شبيطة في حديث لـ"فلسطين" إلى أن كل شيء يسخر للمستوطنين والمستوطنات بينماأصحاب الأرض يحرمون من المياه التي تستخرج من أراضيهم، مؤكدًا أن تداعيات هذا الخط ستكون خطيرة؛ لأن الاحتلال يهدف من كل مشروع سلب الأرض؛ بزعم إقامة مرافق وبنية تحتية للمستوطنات.

وبين المهتم بقضايا الاستيطان محمد أبو الشيخ، أن نتائج الخط الناقل في مراحله الثلاث لتنفيذه ستكون كارثية، موضحًا أن طوله 7500 متر، بعرض 42 إنشًا، ما يعني تدمير كل شيء فلسطيني في طريقه.

وأضاف أبو الشيخ لـ"فلسطين" أن الخط الناقل سيدمر آلاف الأشجار، عدا عما يزيد عن 750 شجرة زيتون معمرة، وتجريف مساحات واسعة من الأراضي المحيطة، حيث سيبدأ من نهاية الطريق الالتفافي الجديد قرب النبي إلياس، ويتجه شرقًا ليزود في المرحلة الأولى مستوطنات القرنين والبؤر الاستيطانية قرب قرية كفر لاقف بالمياه.

ويهدف المشروع، وفق أبو الشيخ، إلى تعزيز المستوطنات وتوسيعها مقابل تعطيش القرى والتجمعات الفلسطينية المحيطة بها، خاصة وأن القرى الشرقية لقلقيلية تحتاج إلى خط ناقل للمياه وهذا الأمر يتطلب موافقة الاحتلال كون مساره سيمر في المناطق المصنفة (ج) حسب اتفاق "أوسلو"، الذي يمنح الاحتلال السيطرة على جميع جوانب الحياة فيها، بما في ذلك الأمن والتخطيط العمراني والبناء.

خط قاتل

أهالي القرى التي سيمر من أراضيها خط المياه الناقل، أكدوا في أحاديث منفصلة لـ"فلسطين"، أن الاحتلال يحاصرهم ويمنع عنهم المياه مقابل نمو الحياة داخل مستوطناته.

المواطن عاهد عساف (45 عامًا) من قرية كفر لاقف، التي ستنتهي فيها المرحلة الأولى للخط الناقل، يقول: بينما تُنقل للمستوطنات المياه من أراضينا المحتلة عام 1948؛ لإنعاشها وتحسين حياة المستوطنين فيها على حساب مياهنا وأرضنا، نحن أصحاب الأرض نُمنع من حفر آبار ارتوازية لاستخراج المياه.

وأضاف عساف "هذه قمة العنصرية، وعلى العالم الحضور هنا ليشاهد التمييز القاتل بين الفلسطيني صاحب الأرض والمستوطن الذي يمارس الإرهاب والمصادرة".

أما المواطن سميح خليف (55 عامًا) من قرية النبي إلياس المجاورة لبداية الخط الناقل، قال: "في كل مناسبة ينهب الاحتلال أرضنا، مرة لشق شارع التفافي وأخرى لتوسيع مستوطنة، أو إقامة بنية تحتية، وأسيجة وكاميرات أمنية وغيرها من الحجج التي تهدف لسرقة كل شيء فلسطيني".

وعدّ خليف تسميته بـ"الخط الناقل" ظلمًا للفلسطينيين، مضيفًا "بل هو خط قاتل لنا ولكل أصحاب الأراضي، فصاحب الأرض يتم تعطيشه، والمستوطن يتم الحرص على اروائه بالمياه وكأنها لهم".

ويرى المواطن عدنان ربع (62 عامًا) من قرية الفندق التي سيمر من أراضيها خط المياه في المرحلة الثانية، أن هذه الخطوة بمثابة موت لحياة آلاف المواطنين، وأن قريته ستدفع ثمنًا باهظًا؛ لأن توزيع البيوت فيها يتكدس على طرفي الشارع الرئيس بين قلقيلية ونابلس، وتمرير الخط بالقرب منها سيؤدي إلى تدمير كل مقومات الحياة فيها، غير أن الشركة الإسرائيلية "ميكروت" ستبيع أهالي "الفندق" والقرى المجاورة المياه بأسعار باهظة.