تشتكي كثير من النساء من أن زوجها إنسانٌ عمليّ جدًا، يهتم بأعماله ولا مكان للتعبير عن الحب في حياته، وحينما تطلب منه بعض الاهتمام وإطراء مسامعها بكلمات الحب والثناء يردّ بأنه لا يجيد التعبير عن مشاعره، وإن اعترضت على انشغاله الدائم وعدم تخصيصه وقتًا يقضيه برفقتها وأبنائهما، يكون الجواب الحاضر: "أنا بتعب علشانك وعلشان الأولاد".
عزيزتي الزوجة، في سياق التقرير التالي، نقدم لك بعض النصائح التي تسهل عليك التعامل مع زوجك المشغول دائمًا، والتي تجنبك الصدام والمشكلات، وتزيح شبح الجفاف العاطفي الذي يخيم على حياتك الزوجية، وكذلك من شأنها أن تساعدك في تغيير بعض صفاته ودفعه للتعبير عن مشاعره.
الاستمرار والصبر
"نهال الحلو" قالت: إن معظم الزوجات عاطفيات، وعلى النقيض فإن معظم الأزواج عمليون، مضيفة: "أعتقد إذا تُرجم الحب إلى تصرفات فهذا جزء من الرومانسية التي تبحث عنها السيدات، ولكن إذا لم يفعل الرجل ذلك ومضى في طريق واحد وهو عمله ومسؤولياته فهذه مشكلة".
وتابعت الحلو لـ"فلسطين": "ومع ذلك، فمن الأجدر لهذه النوعية من الزوجات ألا ييأسن، بل الأفضل أن تستمر الزوجة في هذه الحالة بتقديم الزهور والهدايا الجميلة لزوجها، وتغدقه بالكلمات الرقيقة، وعليها أن تصبر، فمهما طال الوقت ستجد نتيجة جيدة، وحتى إن لم يتعلم زوجك مبادلة ما تفعلينه فلا تتوقفي، واستمتعي بسعادته بها".
وواصلت: "ولا بد أن يأتي يوم وينطلق لسانه، ويسمعك أحلى الكلمات، وطبعًا الحياة ليست فقط كلمات رقيقة وزهورًا وشموعًا، فدعيه يعمل، وفي نفس الوقت لا تدعيه يتجاهل عاطفتك".
ليست مهمة
أما "يسرى عايش" فأكدت أن الكلمات الطيبة والجميلة مهمة جدًا بالنسبة للمرأة، ولكن الرجال لا يرونها كذلك، ويظنون أن حب الرجل لزوجته يظهر من خلاله تصرفاته واحترامه لها.
وقالت عايش لـ"فلسطين": إن الزوجة تستطيع أن توثر في زوجها بمرور الوقت، وتجعله يقدرها ويهتم بها، وذلك من خلال طريقة تعاملها معه، وقد لا تظهر النتيجة في بادئ الأمر، ولكن يتغير الحال تدريجيًا.
واستدركت قائلة: "ولكن هذا يتم بعد اختيار الوقت المناسب لكي تحاوره وتحدثه عما يزعجها منه، وتطلب منه أن يظهر لها حبه واهتمامه بها من خلال الكلام".
الأولوية للعمل
وفي ذات السياق، قالت الأخصائية النفسية سمر قويدر: "نموذج الرجل العملي موجود كثيرًا في المجتمع، فهو الرجل المشغول دائمًا، الذي لا يمنح الوقت الكافي لزوجته أو أبنائه، ولا يعبر عن حبه وامتنانه، ولا يقدر ما تقدم له زوجته، ولا يلفت انتباهه ما تفعله لأجله".
وأضافت قويدر لـ"فلسطين", أن الرجل العملي لا يجيد التعبير عن مشاعره، ولا يحب الإفصاح عنها أيضًا، ويرى أن كلمات الحب غير مهمة، وحياته العملية تطغى على حياته الأسرية، وينشغل بأعماله حتى في البيت.
ولفتت إلى أن من طبيعة المرأة أنها تحتاج دائمًا إلى التقدير والثناء، سواء بكلمات أو هدايا أو حتى رسائل نصية حتى تشعر بقيمتها.
ونصحت الزوجة بألا تمل من الإطراء والثناء على زوجها، وعليها أن تحدثه في لحظة صفاء بما يزعجها منه، وأن تناقشه في الأوقات التي يكون متفرغًا فيها، وتؤكد له ثقتها بحبه لها، ولكنها تتمنى أن يترجم مشاعره إلى الكلمات.
وأوضحت قويدر أن بإمكان الزوجة توصيل رسائل لزوجها بطرق غير مباشرة، وهذا التصرف ناجع مع الزوج العملي، وبإمكانها أن تفعل ذلك عن طريق إهدائه بعض الكتيبات، أو أن تضرب الأمثلة التي تتحدث عن الاهتمام بالحياة الزوجية، وتحضر له مفاجآت أو تدعوه للخروج برفقتها.
وأكدت الأخصائية النفسية أن الحياة الزوجية مشاركة بين الشريكين، حتى لو كان الزوج له اهتماماته وأشغاله، فبإمكان الزوجة أن تشاركه عالمه الخاص وتسأله عن مشكلاته، وتشاركه في ترتيب وكتابة بعض الأشياء وتعمل على توفير الهدوء له حتى ينجز عمله.
ودعت قويدر الأزواج إلى إظهار الاهتمام والعاطفة لزوجاتهم حتى في غمرة انشغالهم، وأن يشاركوهن في بعض أعمالهن، مع تخصيص وقت للأسرة وتبادل الحوارات والمشاركة في الاهتمامات اليومية.