قائمة الموقع

ابتسام موسى.. رحلة عذاب في سجون الاحتلال بتهمة "وهمية"

2019-04-03T06:37:17+03:00
الأسيرة ابتسام موسى من خانيونس بين أهلها

أيام طويلة انتظرتها مريضة السرطان باسمة (60 عاما)برفقة شقيقتها ابتسام موسى (59عاما) حتى جاء ما يعرف بـ"الموافقة الأمنية" من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي لخروجهن إلى مستشفى المقاصد في مدينة القدس المحتلة، من أجل إكمال علاجها هناك.

استعجلت الشقيقتان الخطوات بعد حصولهن على الموافقة، والتحويلة الطبية، ركوب السيارة من مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة إلى حاجز بيت حانون شمالا، تمهيداً للوصول إلى المستشفى في القدس، من أجل العلاج والتخفيف من أثر المرض القاتل.

أتمت باسمة (أم حسام) وشقيقتها ابتسام، إجراءات خروجهما من حاجز بيت حانون عند النقاط الأمنية الفلسطينية، حتى وصلتا إلى داخل الحاجز في الجانب الإسرائيلي، وهما لا تعلمان ماذا ينتظرهما من جنود الاحتلال ومحققي جهاز الأمن العام "الشاباك"؟

ومع اللحظات الأولى التي خطت فيها الشقيقتان داخل الحاجز، حتى هاجمهما جنود الاحتلال بالأسلحة والكلاب، وسط صراخ متواصل لهما، ومطالبتهما برفع أيديهما وترك كل ما في أيديهما، وإحداث حالة رعب لهما.

بعد دقائق من نشر الخوف لدى مريضة السرطان، وشقيقتها التي رافقتها، في رحلتها التي تحولت من علاج إلى اعتقال وتهديد بالسجن، وجدت الشقيقتان نفسيهما في غرفة مظلمة لا تتجاوز المترين ودون أي نوافذ، ومكبلات اليدين، والقدمين.

دخل محققو الاحتلال بعد ساعات من ترك الشقيقتين لأكثر من 10 ساعات داخل الغرفة المظلمة داخل حاجز بيت حانون، وأبعدوا ابتسام عن شقيقتها، وهنا كانت ساعة الفراق الأخيرة بينهما، إذ لم ترَها بعد تلك اللحظات.

بدأت أسئلة المحققين لابتسام باتهامها بشكل مباشر بأنها تحمل كمية من المتفجرات جلبتها معها من قطاع غزة وتريد إدخالها إلى الأراضي المحتلة عن طريق الحقائب التي كانت بحوزتها، واستغلالها لمرافقتها شقيقتها مريضة السرطان لذلك.

واجهت ابتسام محققي جيش الاحتلال و"الشاباك"، بكل رباطة جأش، وطلبت منهم تفتيش حقائبها أمامها وإخراج المتفجرات كما يدعون بأنه موجودة بداخلها، ولكن لم يعمل جنود الاحتلال على ذلك.

استمر التحقيق لأكثر من 8 ساعات، دون علمها عن شقيقتها مريضة السرطان، والحالة الصحية لها، كونها تحتاج إلى رعاية مستمرة، وعدم تركها لوحدها بسبب مرضها.

بعد انتهاء التحقيق الأولي في غرف "إيرز" المظلمة، حول جنود جيش الاحتلال ابتسام إلى سجن "عسقلان"، دون شقيقتها، وهو ما زاد من توترها وخوفها عليها، لذلك قامت بتوجيه أكثر من سؤال للجنود عن طبيعة حالتها الصحية، وهل قاموا بإرجاعها إلى غزة أم اعتقلوها؟

لم يقدم جنود الاحتلال الإسرائيلي أي جواب للمعتقلة عن شقيقتها المريضة، بهدف تواصل توترها داخل التحقيق، وخوفها، ومواصلة الضغط النفسي والعصبي عليها، ولكن الأخيرة تمالكت نفسها داخل المعتقل.

خضعت ابتسام لتحقيق استمر أكثر من 28 يوماً داخل "عسقلان" جنوب الأراضي المحتلة، مع إبقائها بغرفة لا تبلغ مساحتها المترين، ولا يوجد بها أي نوافذ، أو إضاءة، ووحدها، وعدم السماح لأي من المحامين للاطمئنان عليها، أو إخبار ذويها بوضعها.

مارس محققو الاحتلال كافة أساليب التعذيب النفسية القاسية ضد ابتسام، إذ حرموها من النوم، مع حرمانها من رؤية الضوء طيلة أيام التحقيق، إذ لم تستطع التفريق بين الليل والنهار، ولا تعرف حتى موعد الصلاة.

وبعد 28 يوماً من انتهاء التحقيق عرض الاحتلال ابتسام على محكمة، وهناك حكم عليها بالسجن لمدة عامين بتهمة إدخال متفجرات إلى الأراضي المحتلة، دون العثور على أي منها.

وبعد انتهاء التحقيق، واتخاذ الاحتلال لقرار حبسها لمدة عامين، توفيت شقيقة ابتسام، خلال وجودها بالسجن، وعلمت بعد أربعة أيام من وفاتها، عبر أحد المحامين.

وأفرجت سلطات الاحتلال عن الأسيرة موسى بعد قضائها كامل محكوميتها داخل سجون الاحتلال.

اخبار ذات صلة