فلسطين أون لاين

​تسنيم.. مساقٌ جامعي كشف عن موهبتها في "فن الموزاييك"

...
غزة - هدى الدلو

ساقها القدر إلى موهبتها التي غفلت عنها لسنوات، ورغم هواياتها البسيطة في الرسم إلا أنها لم تكن تعرف أن ثمة طاقة كامنة قريبة منه، ومؤخرًا وجدت طريق الإبداع بعد التحاقها بمساق جامعي اختياري، انتقته من بين مجموعة مساقات أخرى لكونه ذا طابع عملي، وقد ملّت هي من المساقات النظرية، المساق الذي وقع اختيارها عليه كان "فن الموزاييك" (الفسيفساء) الذي لم تكن تعلم عنه أي شيء، وكل ما في الأمر أنها أحبت أن تخوض التجربة، والنتيجة كانت أنها حصدت أعلى درجة فيه وحددت من خلاله موهبتها.

الرسم والتصميم

الفتاة العشرينية "تسنيم خضرية" طالبة بكلية الفنون في جامعة النجاح، اكتشفت مصادفة موهبتها وإبداعها الدقيق في فن الموزاييك بعد التحاقها بالمساق الاختياري.

وقالت لـ"فلسطين": "موهبتي البسيطة في الرسم دفعتني لاختيار تخصص تصميم الجرافيك، رغم أن لا علاقة له بالرسم، لكن الأذواق التي يتطلبها كل من الرسم والتصميم متشابهة".

قبل الإعلان عن نتائج الثانوية العامة قررت أنها ستدرس هذا التخصص، بغض النظر عن معدلها، ورغم أن معدل القبول للالتحاق به 65%، إلا أنه يتطلب النجاح في امتحان القبول، فتخطته بكل سهولة لكونها تمتلك المعلومات والموهبة المطلوبة لهذا المجال.

وأوضحت: "في مساق فن الموزاييك شعرتُ أني وجدت نفسي، فأبدعت في تأدية واجباته، وكانت أعمالي تحظى بإعجاب مدرس المادة، وحصلت في نهاية المساق على أعلى درجة بين الملتحقين به".

والموزاييك هو فن تشكيلي وزخرفي في آن واحد، يحتاج إلى أنامل فنية بارعة، وإلى فنان ذي ذوق رفيع، وصاحب نفس طويل ليكتمل الإبداع بالوصول إلى التحفة الفنية النهائية، وهو من الصناعات الحرفية القديمة، والتي ما زالت مستمرة حتى يومنا هذا، وهو يقدم نموذجًا رائعًا لفن عربي راقٍ، وفقا لضيفتنا.

فن قديم

وبينت خضرية أن هذا الفن القديم عُرف ببساطته وجماله وارتباطه بشغف الإنسان بتجميع الأشياء البسيطة لتكوين أشكال جميلة على هيئة تحف، مشيرة إلى أن "موزاييك" هي كلمة إيطالية، ويقابلها في اللغة العربية "فسيفساء"، ويعتمد هذا الفن على تجميع قطع حجرية أو خزفية أو زجاجية صغيرة جنبًا إلى جنب لتظهر في النهاية صورة جميلة تعكس معنى من معاني الحياة.

تعمل تسنيم على أن تكون صاحبة بصمة في هذا الفن، ولذا فهي ترسم خطوطًا لرحلتها القادمة فيه، وتطور قدراتها بالدراسة والاطلاع من خلال المواقع الإلكترونية والعمل والتجربة، وذلك "لأنه فن مميز، وله جذور تاريخية، وفيه وجدت ما كنت أبحث عنه لأحقق ذاتي"، وفق قولها.

وبدأت تقضي وقت فراغها في صناعة تحف لتزين فيها زوايا منزلها، رغم أن القطعة الواحدة يستغرق إنجازها أيامًا عدة، وتخطط لافتتاح ورشة فنية خاصة بها في الأشهر القليلة القادمة لتقدم المزيد في هذا الفن الراقي.

ونوهت خضرية إلى أن الموزاييك يُستخدم في عمل تحف فنية، وفي زخرفة وتزيين الفراغات في الأرضيات والجدران بالشكل الذي يتناسب مع الديكور سواء الكلاسيكي أو الحديث، وفي إضفاء شكل جمالي من خلال الإكسسوارات المنزلية مثل الإضاءة والمرايا.

الأعمال التي قدمتها وعرضتها عبر صفحتها في مواقع التواصل الاجتماعي التي خصصتها لعرض مشغولاتها في هذا الفن نالت إعجاب رواد هذه المواقع، حتى أن منهم من طلب منها تزيين واجهة منزله بقطع الفسيفساء.

وبينت: "هذا الفن مكلف، وتختلف تكلفة القطعة حسب التصميم والمساحة والألوان، أما الأدوات المستخدمة فهي بسيطة، فقط قطع الموزاييك الزجاجي والغراء الأبيض السيلكون، والخشب أو الفخار أو الزجاج المراد العمل عليه، ومن السهل تعلمه".

ولفتت خضرية إلى أن هذا الاتجاه الفني منتشر في تركيا أكثر من غيرها، وانتشاره في فلسطين ليس سهلا لأن تكلفة القطعة الواحدة مرتفعة جدًا، خاصة في ظل سوء الأوضاع المادية.