فلسطين أون لاين

​وعزلت صفقة القرن

شخصيات: "مسيرات العودة" أعادت الالتفاف الشعبي العربي حول فلسطين ومقاومتها

...
إحياء يوم الأرض بمليونية في غزة (عدسة صحيفة فلسطين/ تصوير: ياسر فتحي)
أجراها/ يحيى اليعقوبي:

أكدت شخصيات برلمانية وسياسية عربية أن مسيرات العودة وكسر الحصار أعادت الالتفاف الشعبي العربي والإسلامي حول فلسطين ومقاومتها، وغير المشهد الدولي في وقت اعتقد فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه يمكن تنفيذ صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية.

مع دخول المسيرات عامها الثاني استطلعت صحيفة "فلسطين" مواقف شخصيات عربية مختلفة.

بشور: غيرت المشهد الدولي وأعادت الزخم للقضية الفلسطينية

المفكر اللبناني د. معن بشور: إن مسيرة العودة وكسر الحصار أعادت الالتفاف الشعبي العربي والإسلامي حول القضية الفلسطينية ومقاومتها وتضحياتها، وأطلقت حيوية خاصة داخل فلسطين، فتكاملت مع جهاد المرابطين في الأقصى، وبطولات الفدائيين في الضفة، وتحركات فلسطين المحتلة عام 1948، وأسهمت في التأكيد على أولوية الصراع مع الاحتلال في ظل موجات التطبيع العربي.

وأضاف بشور لصحيفة "فلسطين" أنه لا يستطيع أحد أن ينكر حجم المنجزات الواضحة التي حققتها مسيرة العودة خلال عام كامل، فقد أعادت هذه المسيرة قضية فلسطين إلى صدارة الاهتمام الفلسطيني والعربي والدولي، وتركت آثارا واضحة على مشهد الصراع العربي – الإسرائيلي.

وتابع: حينما أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرته (صفقة القرن)، كان يعتقد أن المشهد الفلسطيني بسبب الانقسام، والمشهد العربي بسبب تصاعد الصراعات والحروب الأهلية، بات مهيأ لمشروع تصفية القضية الفلسطينية، فإذا بمسيرة العودة تسهم في تغيير المشهد تماما، وتعيد الزخم إلى المواجهة الفلسطينية مع الاحتلال.

ورأي بشور أنه بقدر ما يتصاعد النضال الفلسطيني والالتفاف العربي والدولي حوله، يتحول مسار التطبيع نفسه إلى مأزق للأنظمة المطبعة التي أرادت إنقاذ الاحتلال من مأزقه.

طهبوب: البرلمان العربي مقصر في تبني المسيرة السلمية

أكدت النائب في البرلمان الأردني د. ديمة طهبوب، أن التضحيات الشعبية تشكل دائما بوابة الانتصارات، لافتة إلى أن مسيرة العودة حملت رسائل قوية للعالم أجمع، ممهورة بالدم أن خيار الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي مؤامرات ضد القدس واللاجئين وحق العودة.

وقالت طهبوب لصحيفة "فلسطين" إن الإصرار والعزيمة والاستمرارية التي أرستها مسيرة العودة جذبت انتباه وتعاطف العالم أجمع، وأثبتت إصرار شعبنا على دعم المقاومة كخيار وحيد للتحرير ولفت الأنظار إلى المأساة الإنسانية المستمرة جراء حصار غزة.

وأضافت أن الدور البرلماني العربي لا يزال قاصرا دون تقديم الدعم السياسي الكافي في التأكيد على الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني وتبني رسائل مسيرة العودة.

الحواش: أعطت فرصة لطرق الأبواب الأوروبية

شدد نائب رئيس حملة التضامن مع فلسطين - بريطانيا د. كامل الحواش، على أهمية مسيرة العودة التي أعطت فرصة للمتضامنين بتصعيد تضامنهم مع القضية الفلسطينية، وطرق أبواب وزارات خارجية الدول الأوروبية للمطالبة بسياسات أفضل تجاه الفلسطينيين.

وقال الحواش لصحيفة "فلسطين": إن أهم نقطة لمسيرة العودة أنها خرجت سلمية، وتقدمها قوى مدنية، رغم محاولة حكومات أوروبية وخاصة حكومة بريطانية، الادعاء بأن حماس من تقف خلف تنظيمها مع بداية انطلاقها في 30 مارس/ آذار 2018م.

وبين أن سلمية المسيرة كانت أهم نقطة في جلب التعاطف والتضامن الدولي في الخارج، سيما أن الاحتلال قمع المتظاهرين السلميين بشكل وحشي، لافتا إلى أن المسيرة أثارت أهمية القضية الفلسطينية وأعادتها لصدارة القضايا الهامة.

وأضاف: "البطش الإسرائيلي ضد المتظاهرين وخروج المسيرات على السياج الفاصل شرق قطاع غزة، أعطانا فرصة لتذكير الشعب البريطاني أنه لا يوجد حدود كما تسميها دولة الاحتلال".

الغربي: قتل الصحفيين والمسعفين والأطفال أظهر وحشية (إسرائيل)

أكد الأمين العام لمجلس جنيف للعلاقات الدولية والتنمية، أنور الغربي، أن ارتقاء شهداء بينهم صحفيون ونساء وأطفال ومسعفون، يجعل الحجج الإسرائيلية فاقدة للمصداقية، كما أكد أن التحرك المدني والسلمي أعطى قوة كبيرة للتعبير عن مكونات الشعب الفلسطيني الذي عاني الحصار والأزمات المتفاقمة.

وأوضح الغربي لصحيفة "فلسطين" أن انتهاكات الاحتلال بحق المتظاهرين، والتي تناقلتها وسائل إعلام دولية معروفة، ومطالبة مجلس حقوق الإنسان في دورته الحالية بالتحقيق في ارتكاب جرائم حرب وإبادة، دليل على الوقائع التي توصل لها المجتمع الدولي.

وبين أن مسيرة العودة السلمية تساهم في تعرية سلوك الاحتلال، وجعلته في خندق واحد مع المتطرفين والعنصريين، مشددا على أن الدور المطلوب يتمثل بمتابعة ومحاسبة المسؤولين عن الجرائم التي ترتكب بحق شعب أعزل.

وأضاف الغربي أن سلوك الإدارة الأمريكية وتعالي (إسرائيل) على القوانين الدولية وعدم الرضوخ لها، يزيد من الضغط على السياسيين الغربيين لإيجاد حلول للقضية الفلسطينية، بوقف انتهاكات (إسرائيل) لحقوق الإنسان.

وأكد أن مسيرة العودة تعتبر دعم للعدالة الدولية وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لأنها تطالب بعودة اللاجئين لأراضيهم المحتلة، وكسر الحصار عن غزة.

ولفت الغربي إلى المطالبات الدولية لسويسرا من أجل تنظيم مؤتمر لكافة الدول الأطراف في اتفاقيات جنيف لاتخاذ قرار بشأن التدابير الواجب اتخاذها من أجل تطبيق اتفاقية جنيف الرابعة لحماية السكان المدنيين الفلسطينيين، مشيرا إلى أن تصريحات قادة الاحتلال في التحريض على المتظاهرين، تشكل إدانة للاحتلال واعتداء على المجتمع الدولي.