قائمة الموقع

قتل الأطفال في مسيرات العودة.. ترهيب لإخراجهم من معادلة الصراع

2019-04-01T06:44:55+03:00
جانب من تشييع الشهيد الفتى تامر أبو الخير (apa)

بات واضحًا سياسة الاحتلال الوحشية في استهداف الأطفال المشاركين في مسيرات العودة وكسر الحصار، والتي تُظهر سبق الإصرار لمحاولة اجتثاث وقود النضال الفلسطيني رغم الحماية القانونية الخاصة التي مُنحت للأطفال.

حبر على ورق تبقى النصوص والاتفاقيات خاصةً بعد قتل جنود الاحتلال أكثر من "55" طفلاً بينما أصيب أكثر من "3000" آخرين، منذ انطلاق فعاليات مسيرات العودة وكسر الحصار في الـ 30 من مارس 2018، الأمر الذي يشير إلى الخطة المنهجية التي يسعى الاحتلال من خلالها لقتل الأجيال الفلسطينية القادمة.

مدير وحدة البحث الميداني بمركز الميزان سمير زقوت، قال: إن خطوات الاحتلال تأتي في إطار الترهيب للأجيال الناشئة، وإخراجهم من معادلة الصراع مبكرًا، وخلق جيل مشوه جسديًا ونفسيًا لا يقوى على المطالبة بحقوقه، ويخضع لقرارات الاحتلال.

وأكد زقوت لصحيفة "فلسطين" أن استهداف الاحتلال للأطفال المشاركين في مسيرات العودة يعد جريمة حرب، وجاء نتيجة إفلات الاحتلال من العقاب وعدم المساءلة على انتهاكاته المستمرة بحق الأطفال.

ودعا الجهات الرسمية الفلسطينية والفصائل، لتشكيل حاضنة قانونية لتحشيد الرأي العام الدولي، يقابلها حاضنة سياسية تجبر الاحتلال على التوقف بشكل فوري عن انتهاك حقوق الإنسان.

وطالب زقوت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني التي تمارسها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المتظاهرين السلميين بشكل عام والأطفال بشكل خاص، وتوفير الحماية الدولية للسكان المدنيين.

وحرّمت قواعد القانون الدولي الإنساني بشكل قاطع وصريح الاعتداء على الأطفال وخصتهم بالحماية باعتبار طبيعتهم النفسانية والجسدية التي تتطلب تلك الحماية في أكثر من (17) مادة على الأقل، منها اتفاقية جنيف لعام 1949والاتفاقية الدولية الخاصة بحقوق الطفل 1989 وغيرها من الاتفاقيات.

خطة مدروسة

بدوره أكد الحقوقي في المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان محمد أبو هاشم، أن الاحصائيات والتقارير تدل على وجود خطة مدروسة من قبل الاحتلال أساسها استهداف الاطفال، إما المشاركين في مسيرات العودة بغزة أو من خلال الاعتقالات والتضييق في الضفة.

ونوّه أبو هاشم إلى أن الاحتلال يعي جيدًا قوة وجرأة الأجيال القادمة، لذلك يعمل على اقتلاعهم إما بقتلهم أو ترهيبهم، وبطريقة تتنكر وتستهتر بمنظومة حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني.

وأكد أبو هاشم أن من أهم الوسائل لمجابهة هذه الهجمة فضحها وتخصيص زوايا لعرض القصص والأرقام والتقارير، وإيصالها للمؤثرين عالميًا، للجمِ الاحتلال وإجباره على التفكير قبل استخدام القوة المفرطة والمميتة في التعامل مع المدنيين الفلسطينيين.

ودعا أبو هاشم الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة للسعي بشكل أوسع لحماية الأطفال وتجنيبهم الأماكن شديدة الخطورة ورفع قضايا للمحاكم الدولية ومجالس حقوق الأنسان بالانتهاكات التي يتعرضون لها.

وكان مركز حماية لحقوق الأنسان قد استنكر في بيان له الاستهداف المباشر للأطفال، والذ بات ظاهرة متعمدة في إطار خطة منهجية تستهدف الأجيال الفلسطينية القادمة.

وعد المركز أن استمرار الاحتلال باستهداف المدنيين العزل هو نتيجة لإمعان المجتمع الدولي في تكريس ثقافة الافلات من العقاب وعدم مساءلة الاحتلال الإسرائيلي على انتهاكاته المستمرة بحق المدنيين بشكل عام والأطفال بشكل خاص.

وقتلت قوات الاحتلال 4 مواطنين بينهم 3 أطفال وأصابت العشرات من المشاركين في مسيرة إحياء يوم الأرض التي خرجت أول من أمس تحت عنوان: "مليونية الأرض والعودة".

اخبار ذات صلة