قائمة الموقع

"يديعوت": لا يمكن لجيشنا أن ينتصر على حماس

2019-03-31T13:35:55+03:00

أكدت صحيفة إسرائيلية، أنه لا يمكن لجيش الاحتلال الإسرائيلي المجهز بأحدث التقنيات، أن ينتصر على حركة "حماس" التي تدير قطاع غزة، مؤكدة أنه لا يوجد زعيم إسرائيلي حقيقي يمكن أن يعترف للجمهور الإسرائيلي بهذا الأمر.

وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، في مقال افتتاحي كتبه عوديد شالوم: "خسارة، إلى الآن وفي زمن الحملات الانتخابية، لم ينهض أحد من المتنافسين ليقول الحقيقة، بأن حماس في غزة لا يمكن الانتصار عليها".

وأوضحت أن الحديث "يدور عن حركة تتخلف عنا في كل مقياس عسكري، وبشكل عملي لا يوجد أي مجال للمقارنة على الإطلاق، فالجيش الاسرائيلي مزود بالتكنولوجيا الأكثر حداثة وتطورا، وقوات الجو والبر والبحر عندنا يمكنها أن تمطر نارا دقيقة وفتاكة وتدمر حتى كل القطاع، ويمكن عمل ذلك من بعيد، بضغطة زر".

ومع هذا فإنه "ما زلنا، لا يمكننا الانتصار على حماس، وهذه هي الحقيقة"، بحسب الصحيفة التي نوهت إلى أن "الفيتكونغ (حركة مقاومة مسلحة فيتنامية نشطت بين عامي 1954 و1976) انتظروا الأمريكان في الأدغال بفيتنام، وعلى مدى السنين دفع البنتاغون بالمزيد والمزيد من القوات لميدان المعركة، وهذا لم يجد نفعا للانتصار".

وأضافت أن "الفيتكونغ انغرسوا بين السكان، واستغلوا ظروف الأرض (الأنفاق) في صالحهم، ولكنهم أولا وقبل كل شيء قاتلوا في سبيل بيتهم وأيديولوجيتهم وفي سبيل حياتهم"، لافتا إلى أنه من الواجب على ساسة إسرائيل الذين يتحدثون عن غزة، أن يشاهدوا مسلسل "حرب فيتنام".

ورأت "يديعوت"، أن "الدخول إلى القطاع يشبه الدخول إلى أدغال فيتنام"، مؤكدة أن "تفوق الجيش الإسرائيلي سيختفي في عقدة الأنفاق التي حفرتها حماس"، مضيفا أن "حماس لن ترفع الراية البيضاء، وقد تطلب وقفا للنار بعد فترة قصيرة، أما (إسرائيل) التي ستتعرض لهجمة صواريخ لا تنقطع، وخسائر في الأرواح والممتلكات، فستوافق".

ونوهت إلى أن "الانطباع يؤخذ بأن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، الذي يتصرف بحذر باستخدام القوة في القطاع، يفهم هذا جيدا، ويقال في صالحه أنه الوحيد من بين كل خصومه السياسيين الذي لا يعنى بسيناريوهات هاذية على نمط: دعوا الجيش الإسرائيلي ينتصر".

وتابعت: "لكن من جهة أخرى، ليس لديه الشجاعة للقيام بعمل قيادي ويقول الحقيقة مثل أرئيل شارون (رئيس وزراء إسرائيلي أسبق) في حينه، الذي وضع خطة فك الارتباط وجند بقيادته الرأي العام"، مضيفة أن "فك الارتباط كان في نهاية المطاف، خطة غير ناضجة دون أفق استراتيجي".

وذكرت أن "من الخير أننا خرجنا من القطاع، والخسارة أن هذه الخطوة تمت دون التنسيق مع السلطة الفلسطينية"، منوهة إلى أنه "ينبغي على زعيم شجاع، أن ينهض ويقول للجمهور الإسرائيلي إنه لا يمكن الانتصار على غزة، ولا يمكن الانتصار على مطلقي البالونات والطائرات الورقية، ولا يمكن الانتصار على مقاتلين يختبئون في متاهات الأنفاق".

وأكدت الصحيفة أن "حركة حماس تريد أن تحكم ومعها يجب الحديث، لا بحقائب المال بل من خلال مصر ودول الخليج، وأن علينا أن نعطيها المجال للتنفس، والوصول إلى توافق على تهدئة لفترة تمتد إلى سنين، ونسمح للقطاع بأن يبني نفسه، ببنى تحتية ومشاريع صناعية واقتصاد".

وقالت الصحيفة الإسرائيلية: "لم نصل إلى سلام مع حماس، ولكن يمكن أن نعيش إلى جانبها"، مبينة أن "ميزان الرعب سيكون متبادلا مثلما مع حزب الله، وهذا هو مصيرنا في هذه الحارة، وإلى الأبد سنعيش على حرابنا وجيشنا سيواصل التزود بالسلاح وبناء قوته، وهذه القبضة الساحقة لن تضعف، وهي إلى الأبد ستكون جاهزة لأن توجه ضربة موت لأعدائنا".

ولكن "غزة، كما يجب أن نقول باستقامة، لن ننتصر عليها، سنضربهم، نهدم، ندمر، نقتل، ولكننا لن نعود إلى أزقتهم"، بحسب الصحيفة التي نبهت إلى أن "كل ذي عقل يفهم هذا، ولكن لا أحد يوجه نظره إلى الجمهور ويقول هذه الحقيقة البسيطة، لأنه في هذه اللحظة لا يبدو أن لدينا زعيما حقيقيا"، على حد قول الصحيفة.

اخبار ذات صلة